إلى أين وصل مشروع «الجولات التراثية»؟.. «التنسيق الحضارى» يجيب (تقرير)

كشف المهندس محمد أبوسعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، عن أن مشروع "الجولات التراثية" الذي يأتي ضمن سلسلة "ذاكرة المدينة" يُعد استكمالًا لمشروع "عاش هنا" الذي يوثق الأماكن التي عاشت فيها رموز مصر في مختلف المجالات، و"حكاية شارع" الذي يرصد قصص الشخصيات التي أُطلِقَت أسماؤهم على بعض الشوارع المهمة.

أوضح أبوسعدة لـ"الدستور"، أن "ذاكرة المدينة" ترصد تطور العمران والحياة الاجتماعية للمناطق التراثية، من خلال جولات تتم على أرض الواقع، رسمت لها مسارات محددة في بعض المناطق ذات القيمة التراثية، ليتم تعريف المشاركين في هذه الجولات بأهم الشوارع والتعريف بالأماكن التي عاش فيها بعض الشخصيات المهمة، وإمدادهم بالمعلومات حول حياتهم الشخصية والعملية، فضلًا عن تاريخ هذه الأماكن.

وذكر رئيس التنسيق الحضاري أن المشروع يضم سلسلة كتب تُلقي الضوء على المناطق التي تحمل قيمة تاريخية وتراثية، وتضع أسس وحدود الحفاظ عليها، وأن الجهاز يسعى من خلالها أيضًا إلى الحفاظ علي هوية مختلف المناطق المصرية العريقة، التي تمثل جزءًا مهمًا من التراث الحضاري المصري، مشيرًا إلى أنه يتم الإعداد حاليًا لإصدار كتابين عن القاهرة الخديوية ومن ثمَّ منطقة مصر الجديدة، وذلك بعد الانتهاء من إصدار كتابين عن الزمالك وجاردن سيتي.

وأضاف، أنه تسهيلًا على المواطنين قد تم إطلاق موقع إلكتروني أعده الجهاز يضم كافة مشروعات وإصدارات سلسلة "ذاكرة المدينة"، يتضمن لوحات عن أهم الشخصيات التي تم تنفيذها في مشروع "عاش هنا"، ولوحات مشروع "حكاية شارع" للتعريف بالشخصيات التي تحمل الشوارع أسماءهم، فضلًا عن كتاب "جزيرة الزمالك – القيمة والتراث"، والذي يعد أول إصدار للجهاز من السلسلة التي يوليها الجهاز اهتمامًا خاصًا للتعريف بالمدن المصرية ذات الطابع المعماري المتميز، والحفاظ على الهوية العمرانية المصرية.

بدأ الجهاز من خلال هذه المبادرة بإصدار كتاب عن "حي الزمالك" بعنوان "جزيرة الزمالك.. القيمة والتراث"، حيث يحوي الكتاب تشريحًا دقيقًا لحي الزمالك بدءًا من نشأته عام 1863، وبحسب "التنسيق الحضاري" فإن هذا الكتاب يأخذك في رحلة زمنية داخل أروقة قصور وفيلات وعمائر الزمالك، وكذلك الحقب الزمنية المتوالية وعالم الفن والسياسة والشخصيات التي قطنت هذا الحي، كما يضم مجموعة نادرة من الصور والخرائط التي توضح التدرج العمراني للحي، وأيضًا مجموعة من الصور توضح تفاصيل العمران المختلفة بهذا الحي وكيفية تشكيله وتكوينه والعمائر المتميزة معماريًا لأشهر المعماريين الأجانب والمصريين، وهو ما جعل هذا الحي قبلة للطبقة الأرستقراطية بالمجتمع من المصريين والأجانب المقيمين بمصر.

ثم أصدرت سلسلة "ذاكرة المدينة"، كتابًا بعنوان "جاردن سيتي المدينة الحدائقية.. اسم ومعنى"، ويتضمن أهم الطرز المعمارية التي تميز مباني جاردن سيتي وقصص حول المعماريين الذين شكلوا عمران هذا الحي المتميز كذلك تاريخ الحياة الاجتماعية لهذا الحي العريق.

وتعتبر مبادرة ذاكرة المدينة والجولات التراثية رسالة مهمة؛ للحفاظ على التاريخ العمراني والاجتماعي للحياة التاريخية المختلفة، ورؤية جديدة للسياحة الثقافية لشوارع وعمران المدينة.