رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجحت مصر في تعزيز المخزون الاستراتيجي لسلعة السكر وتحقيق الاكتفاء الذاتي؟

السكر
السكر

وضعت القيادة السياسية ضمن خطتها لتوفير الأمن الغذائي أن تعمل توفير وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الأساسية الاستراتيجية التي يمكنها تحقيقها وبالتالي يقل الاعتماد على فاتورة الاستيراد لهذه المحاصيل، وكان من بينها السكر الذي كانت تستورد بنسبة تصل لـ50 و60 % إلا أن أصبحت تحقق اكتفائها الذاتي بنسب تصل إلى 90 % واستيراد نسبة قليلة منها.

وهو ما أشار له علي مصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية الداخلية، أن ارتفاع مخزون السكر لأكثر من 6 أشهر،  موضحًا أن إنتاج السكر المحلي من البنجر والقصب سيعزز من المخزون الاستراتيجي لسلعة السكر، بما يكفى احتياجات البلاد لفترات طويلة  في ظل توفير كافة السلع الغذائية بكميات كبيرة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتأمين مخزون استراتيجي من كافة السلع.

 

مصر حققت شوطا كبيرا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر
في هذا الصدد، قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن السكر المصري الذي يتم إنتاجه من قصب السكر أو بنجر السكر من أفضل الأنواع ومصر حققت شوط كبير في تحقيق الاكتفاء الذاتي من محصول السكر من خلال زيادة نسبة المساحة المزروعة من بنجر السكر، بالأخص لأنه يمكن زراعته في الأراضي الجديدة ويعطي إنتاجية 20 طن للفدان.


وأوضح في تصريح لـ«الدستور»، أن مصر أصبحت تستورد فقط ما يقل عن 20 % من احتياجها من السكر بل وأقل من ذلك بكثير، من خلال تثبيت المساحة المزروعة من قصب السكر وزيادة المساحة من بنجر السكر، من خلال إعطاء حوافز للمزارعين والمنتجين لزيادة المساحة.


وذكر متولي، أن نجاح وزارة الزراعة في زراعة قصب السكر بالشتل، كان له العديد من المميزات منها زيادة متوسط إنتاجية الفدان من 33 إلى 55 طنًا، وخفض تكاليف الزراعة على المزارع ورفع كفاءة استخدام الأسمدة وعدم إهدارها بنسبة تصل إلى 30%، كذلك ترشيد استخدام المياه بما لا يقل عن 35% مقارنة بالزراعة التقليدية.

ووفقا للاحصائيات تبلغ المساحة المزروعة في مصر 330 ألف فدان من محصول قصب السكر، ويصل إنتاج السكر لـ 2.3 مليون طن، فى حين أن حجم الاستهلاك 3.25 مليون طن، أى أن نسبة الاكتفاء الذاتى نحو 70.2% .

 

مشروعات إنتاج محطة إنتاج قصب السكر بالشتل

ومن ضمن المشروعات التي سعت من خلال القيادة السياسية إلى تعزيز المخزون الاستراتيجي لسلعة السكر إنشاء أول محطة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا بتكنولوجيا وأيادي مصرية لإنتاج شتلات قصب السكر بكوم أمبو بأسوان، على مساحة 26 فدانا وتنتج 15 مليون شتلة وبتكلفة 120 مليون جنيه.


وفي مارس الماضي تم وضع حجر الأساس لإنشاء محطة إنتاج شتلات قصب السكر بوادي الصعايدة بأدفو في أسوان وذلك على مساحة 80 فدانًا لخدمة مناطق زراعة القصب في أسوان وغيرها، وبطاقة إنتاجية نحو 80 مليون شتلة في الموسم (غرس ربيعي وخريفي) بتكلفة تقديرية 800 مليون جنيه.

 

يساعد زراعة القصب بالشتل يحقق فوائد عديدة؛ منها رفع الإنتاجية الرأسية لمحصول القصب على استغلال وحدة المساحة بالشكل الأمثل والاقتصادي، وكذلك يساهم في خفض تكاليف الإنتاج وتقليل التقاوي المستخدمة وضمان جودتها وخلوها من الآفات والأمراض مع إمكانية استخدام النظم الحديثة في الري والميكنة في الزراعة والخدمة والحصاد لتقليل تكاليف الإنتاج وتقليل الفاقد أثناء الحصاد.

حياة كريمة تشجع المزارعين على الاهتمام بزراعة أراضيهم

ومن قرية المراشدة التابعة لمركز الوقف بمحافظة قنا، قال سامح عبدالرحيم، إن مجمع الخدمات الزراعية جاء دوره لتشجيع المزارعين للحفاظ على أرضهم الزراعية وزيادة مساحتها ومنع التعدي عليها.

وأوضح عبدالرحيم، في تصريحات لـ"الدستور، أن قريته من القرى المشهورة بزراعة قصب السكر منذ الأجداد الذين شجعوهم على الحفاظ على أراضيهم وزراعة السلعة الاستراتيجية الأساسية التي لا يخلوا منها أي بيت مصر، مضيفًا أن مجمع الخدمات الزراعية ساعد بشكل كبير في مساعدة المزارعين.

وأضاف، أنه بعد حصاد موسم قصب السكر يتم توزيعه على مصنع سكر نجع حمادي، الذي يقوم بدوره في توفير شتلات قصب س9 لمن يرغب في زراعة القصب عن طريق الشتلات، ويتم التعامل مع العاملين في المصنع بشكل احترافي وجيد وغاية في الاحترام: «دورنا إننا نساهم في توفير السلع الرئيسية لبلدنا اللي وقفت جنبنا من خلال مبادرة الرئيس السيسي حياة كريمة وفرت الحياة إللي محتاجينها».