رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علماء مناخ محذرون من الانبعثات الحرارية: «لا يمكن إعادة الجني إلى المصباح»

ذوبان الجليد في القطب
ذوبان الجليد في القطب الشمالي

تتغير الطبيعة في العالم على نحو سريع، نتيجة تأثير تغير المناخ الذي بات من الواضح أنه ليس الا من صنع عادات الإنسان الخاطئة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، لقي أكثر من 300 شخص مصرعهم في جنوب إفريقيا، حيث جرفت الأمطار القياسية المباني والبنية التحتية في مقاطعة كوا زولو ناتال، وأمس لقي العشرات مصرعهم في الفلبين، بعد أن تسببت العاصفة الاستوائية ميجي في حدوث انهيارات أرضية وفيضانات.

وفي ذات السياق، قال عالم فيزياء الغلاف الجوي أليكس هول، مدير مركز UCLA لعلوم المناخ: «نحن الآن في مكان مختلف تمامًا عما كنا فيه حتى قبل عقدين فقط»، وفقا لشبكة سي بي سي نيوز الأمريكية.

قال هول، الذي كان في التسعينيات من بين الفرق التي تنبأت في البداية بآثار الاحتباس الحراري والحرارة الشديدة وفقدان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع مستوى سطح البحر، إن هذه التنبؤات «كأنها مجرد أفكار مجردة».

وأكد، أنه بدون اتخاذ إجراء عاجل ستكون هذه الأنواع من الأحداث، وغيرها، أكثر كثافة وتكرارًا، وستغير نطاق الحياة اليومية للجميع إلى الأبد.

وتابع عالم فيزياء الغلاف الجوي: «نشهد بالفعل زيادات كبيرة في العواصف الكبيرة، ضرب إعصار هارفي هيوستن وإعصار ساندي في نيويورك، هذا ما كنا نتوقعه مع عالم أكثر دفئًا وسيكون لدينا المزيد من تلك الأنواع من التأثيرات».

وفي ذات السياق، قال الباحث في علم البيئة والبروفيسور دان بلوستين لشبكة سي بي إس نيوز، إن الأمر يستغرق سنوات حتى تبدأ في رؤية آثار تغير المناخ، وبمجرد رؤية هذه التأثيرات، فإنها في الأساس «تحترق».

وأضاف: «لا يمكنك إعادة الجني إلى المصباح، الشيطان مع تغير المناخ هو أنه يمكننا التوقف عن حرق الكربون غدًا، كل الكربون غدًا، وسيظل لدينا تأثيرات احتراق من الكربون الموجود في الغلاف الجوي».

ومع كل ما سبق يتضح أسباب تأكيد العلماء بإنه يجب معالجة انبعاثات الكربون على الفور، حيث أن ثاني أكسيد الكربون هو أكثر غازات الدفيئة وفرة - مجموعة من الغازات التي بكميات كبيرة تخلق نوعًا من البطانية الثقيلة في الغلاف الجوي التي تحبس الحرارة على الأرض. 

في عام 2020، شكّل ثاني أكسيد الكربون ما يقرب من 79 ٪ من جميع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولايات المتحدة، وفقًا لوكالة حماية البيئة.

فيما حذرت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن الفشل في الحد من هذا الغاز خلال السنوات الثماني المقبلة، سيؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض لدرجة أن العقد الثالث من القرن الحالي سيؤدي إلى "أحداث متطرفة غير مسبوقة في سجل الرصد".