رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«العاقل هو من يتعظ بغيره».. قصة جملة أغضبت مرسى من الشيخ الطبلاوى (خاص)

الطبلاوي
الطبلاوي

في العام الذي حكم فيه الإخوان مصر، دعا الرئيس المعزول محمد مرسي الشخصيات العامة وعددا من قادة التيارات السياسية وكذلك رموز الدين ومشايخ الأزهر لحفل إفطار جماعي بمناسبة شهر رمضان الكريم، وكان الشيخ مُحمد محمود الطبلاوي، نقيب قراء القرآن الكريم، لم يكن متحمسًا لتلبية الدعوة، نظرًا للغضب الشعبي في مصر على الإخوان وحكمهم حينها لكن ألحت زوجته عليه كثيًرا فهي في البداية كانت متحمسة لوصول مرسي لسدة الحكم .

تروي زوجته في حديثها لـ"الدستور" أن الشيخ شرح لها مساوئ حكمهم وأنه عاصر كل رؤساء مصر ولم يجد أسوأ من مرسي فهو لا يحكم بل يُدار من قبل جماعته، وظل النقاش بينهم محتدم، وفي النهاية تواصلوا لفكرة أن يذهب الشيخ وينصح الرئيس بما فيه صلاح للبلاد والعباد.

بالفعل تواصلِ الشيخ الطبلاوي مع المسئولين عن الحفل، أنه سيذهب لكنه اشترط أن يذهب معه ابنه أيمن كون الشيخ قد كبر في العمر ويصعب عليه السفر من تلا بمحافظة المنوفية إلى مقر الحفل، لكنهم رفضوا وذهب مع السائق الخاص به .

وتذكر زوجته أنه عاد مستاء جدًا والحزن يملأ قلبه على مصر، وحكى لها أنه بعد أن قرأ ما تيسر من القرآن الكريم وأثناء مصافحته للرئيس نصحه قائلًا: "العاقل هو من يتعظ بغيره.. وعليك أن تخشى غضب المصريين فقد عاشروا الرئيس محمد حسني مبارك ٣٠ عاما وحينما طفح بهم الكيل أطاحوا به وأنت لن تكون أعز منه على قلوب المصريين"، وبعدها ساءت معاملة حاشية مرسي له فبعد أن كان يسنده أحد الحرس ترك يده ليذهب وحده إلى مقعده رغم حالته الصحية.

وتلك الرواية أكدها الشيخ محمد محمود الطبلاوي حيث ذكر في لقاء انه نصح مرسي قائلًا "العاقل من يتعظ بغيره"، وأوضح "بصراحة عندما تولى الإخوان أمور البلاد كنت أول شخص متعشم خير فيهم، لكن لما مسكوا البلاد ظهروا على حقيقتهم وانكشفوا".

ولم يكن مرسي الرئيس الوحيد الذي التقى به الشيخ الطبلاوى، حيث تقابل كثيراً مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ووصفه بأنه "كان من داخله إنسان كويس وطيب، واللى وقعه الحاشية اللى حواليه، وآخر لقاء جمعه به عندما كان مشاركًا فى اختبار المتقدمين فى مسابقة محمد علاء حسنى مبارك للقرآن الكريم، ودار بينهما  حديث جانبى لعدة دقائق، أخبره فيه بحالة الغلاء التى يعانى منها المواطنون، لكن المحيطين به ربنا يسامحهم ضيعوه بعدم نقلهم الصورة الحقيقة التى كان يعيشها الشعب المصرى"، وكان الشيخ صريحًا ولا يخاف في الحق لومة لائم.