رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جليلة وزكية وأم حسن.. نساء فى عالم الفتونة بالقرن العشرين

نساء في عالم الفتونة
نساء في عالم الفتونة

دولة الفتوة من السيدات لا يعرف عنها الكثير من الناس، فهناك الكثير من السيدات تربعن على عرش الفتوة في القرن العشرين ونصف القرن الحالى، فهناك فتوات الأحياء الوطنية كانت لهم دولة ثم دالت، فهناك فتواية حى المغربلين التي أوقفت ركب الخديوي إسماعيل، قائلة:" ممنوع مرور الزفة دون تحية أهل الحى وفتواته فتوة يهوى كرة القدم، ويوزع الشربات حينما يفوز الأهلى.

"الدستور" يرصد خلال السطور القادمة دولة الفتونة من السيدات في القرن العشرين.

قلم تخل دنيا الفتونة من سيدات تربعن على عرشها سنوات طويلة، وكان لهن باع طويل وأساليب مختلفة، تختلف عن أساليب الرجال من الفتوات فى عالم المجدعة.

ومن هؤلاء عزيزة الفحلة فتوة حى المغربلين، وسكسة فتوة الجيزة، وأم حسن المشهورة بأم الجاموسة، وهى كانت حتى عام 1952 على قيد الحياة تعيش في حى السيدة زينب بعد أن هداها الله وكانت تبيع الكرشة ولحم الرأس".

ولقد كان لهن قصص عجيبة ورورايات طريفة فيها حب وغرام وبها سلب ونهب، وتهديد وسرقات ولكنها لا تخلو في بعض زواياها من معان تهز المشاعر، بحسب ما جاء في كتاب تاريخ فتوات مصر، للكاتب سيد صديق عبد الفتاح.

عزيزة الفحلة فتواية المغربلين

لقد أوقفت هذه المرأة ركب الخديوى عباس وهو يسير في الطريف بما كان لها من قوة وسلطان، وظلمها مأمور القسم، فتطلعت إلى الحكمدار ثم المحافظ فلم يفعلا شيئًا لها، فلم تجد طريقة غير التصدى إلى ركب الخديوي عباس، وتخرج عليه تصيح قائلة:" مظلومة يا أفندينا" وهذه الواقعة جعلت الخديوي يأمر فورًا بحل مشكلة فتواية المغربلين حتى لا تتعرض له برجالها في الطريق مرة أخرى.

جليلة فتواية الجيزة

جليلة فتواية الجيزة المشهورة، كانت معلمة فى عام 1958، وصاحبة قهوة معروفة وتركت الخناق والمشاجرات ونزلت إلى العمل الحر، لتحمل الشيشة وتطلع بالمظبوط، إن كل سكان الجيزة كانوا لا يتحدثون عن اهتداء جليلة وابتعادها عن المشاجرات والمشاغبات، إنهم كانوا لا يصدقون أن فتواية الجيزة قبلى التي كانت تضرب أتخن جدع، قد بدأت تبحث عن القرش بطريق العرق والجهد.

وكانت قهوة جليلة في سوق الأحد، وكان يأتي إليها أولاد البلد وافتتحتها آنذاك بـ 500 جنيه عام 1957، وكان الكثير من الغرباء يأتون لرؤيتها دون لأنها كانت تتمتع بشهرة كبيرة.

كرهت جليلة الفتونة بعد أن مات أخوها فى أحد المشاجرات ودخل أولادها الثلاثة السجن، ومن القصص الغريبة في حياتها أنها كانت تحترم زوجها عباس وتحبه وتزوجته بشرط أن يفض خناقى كانت بين مجموعة من الأفراد وبالفعل فضها وتزوجته، وكانت تحب أن تلف في البلد بالعربية الكارو، وعندما تدخل معركة كان لمجرد حماية الضعف بدافع الجدعنة والشهامة.

المعلمة توحة فتوة المطرية 

كانت المعلمة توحة لا تنزل الشارع إلا بالمطواه والمبرد ولا أحد يجرؤ على التعرض لها، وكانت المعارك التي دخلتها بسبب زوجها التي كانت لا تريد رؤيته في خطر أو خناقة ولم تدافع عنه، وفى أحد المعارك ضربت 20 رجلًا ولها معارك كثيرة في حى المطرية بالقاهرة.

والمعلمة توحة ضربت شارعًا بأكمله في المطرية فى أحد المعارك ومن بينهم سيدة عجوز، وهى من مواليد عام 1928، ببلدة كفر براش مركز ببلبيس، وكان والدها كفيف وكانت تسحبه معها في كل مكان وعاشت حياة بائسة مع زوج عاطل.

زكية فتواية سوق الخضار والمناصرة

بدأت الفتونة في سواق الخضار زكية عام 1915، مفتولة العضلات واسعة العينين، كانت تتسم بالجدعنة، وتتصف بالفتونة أحيانًا أخرى فكان البائعون على اختلاف طبقاتهم يقدمون لها ضريبة معلومة يدفعها صاغرًا وإلا فالويل والهلاك ينتظره، ومن يقف في سبيلها فقد ضاع.