مصر في الصحف الدولية| صمود الاقتصاد والاهتمام الإيطالي بالغاز المصري الأبرز

تناولت الصحف الدولية اليوم، العديد من الأحداث المتعلقة بمصر، منها الجهود التي تبذلها الحكومة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام كجزء من استعدادها لاستضافة مؤتمر المناخ هذا العام، وتطلع  الدول الأوروبية وعلى رأسها إيطاليا لزيادة إمداداتها من الغاز المصري في أعقاب العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا، فيما أشادت بعضها بأداء الاقتصاد المصري وقدرته على التماسك والصمود أمام التحديات العالمية الراهنة، وترصد "الدستور" أبرز ما جاء في الصحف الدولية عن مصر.

«إيكوفين» تبرز قدرة الاقتصاد المصري على الصمود 

أشادت وكالة "إيكوفين" الدولية للدراسات الاقتصادية في القارة الإفريقية، بأداء الاقتصاد المصري على مدار السنوات الماضية، وقدرته على التماسك والصمود أمام التحديات العالمية ومؤشرات الأداء الاقتصادى برفع نسبة النمو للناتج المحلى الإجمالي. 

وذكرت الوكالة عبر تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إن الاقتصاد المصري أثبت قدرته على الصمود والثبات في مواجهة الصدمات والتحديات الاقتصادية الخارجية التي يفرضها وباء فيروس كورونا، والضغوط التضخمية العالمية الناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني. 

وأرجعت الوكالة هذا النجاح في مواجهة التحديات الاقتصادية إلى الإصلاحات الهيكلية الشاملة التي أجرتها الحكومة المصرية على مدار السنوات القليلة الماضية، واستراتيجية التنمية الحكومية التي يتم تنفيذها منذ عام 2016، والتي ساهمت في ضمان استقرار الوضع الاقتصادي بالبلاد والتعامل بمرونة مع التحديات العالمية غير المسبوقة. 

ولفتت إلى أن مصر قد حققت خلال الربعين الأول والثاني من العام المالي الحالي  2020-2021 أعلى معدل نمو نصف سنوي منذ بداية الألفية الحالية، والذي بلغ حوالي 9%، وذلك مقارنةً بمعدل النمو خلال نفس الفترة من العام المالي السابق والذي بلغ حوالي 1.3%، بحسب بيان صدر مؤخرًا عن رئاسة الجمهورية استعرضت فيه الحكومة تطور المؤشرات الاقتصادية في ظل تأثرها بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية. 

وأضافت إنه من المتوقع أن يحقق الاقتصاد المصري نموًا إجماليًا بنهاية العام الحالي مقداره حوالي 6%، وهو ما يفوق التوقعات الاقتصادية المسبقة في هذا الإطار من قبل المؤسسات الدولية المختلفة. 

وأوضحت أن هذا الأداء الاقتصادي ناتج عن استراتيجية "رؤية مصر 2030"، والتي أطلقتها الحكومة في مطلع عام 2016، وتهدف إلى ضمان تحقيق الاتساق بين أهدافها وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وكذلك دمج بعض القضايا الملحة مثل تغير المناخ والشمول المالي والقضية السكانية وندرة المياه.

وأشارت إلى أن مصر كانت سجلت نموًا بنسبة 5.65٪. في السنة المالية 2019/2020 ، وتباطأ النمو إلى 3.6٪ و 3.3٪ في السنة المالية 2020/2021 بسبب التداعيات الخارجية لجائحة فيروس كورونا، ولكن بدأ الاقتصاد في الانتعاش مرة أخرى في الربع الأخير من السنة المالية 2020/2021 ليرتفع إلى 7.7٪ بعد انكماش بنسبة 1.7٪ خلال نفس الفترة من العام السابق، وذلك وفقًا لبيانات البنك الدولي. 

 «آراب نيوز» تبرز جهود مصر للتحول الأخضر  

قالت صحيفة "آراب نيوز"، إن مصر تبذل جهودًا كبيرة للتحول نحو اقتصاد أخضر شامل مستدام، والتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة المتجددة، كجزء من استعدادها لاستضافة مؤتمر المناخ "كوب 27" هذا العام. 

وأشارت الصحيفة إلى توقيع الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس اتفاقية مع شركات أجنبية بقيمة 3 مليار دولار لإنتاج ما يصل إلى 350 ألف طن وقود أخضر سنويًا بهدف تموين السفن. 

كما سلطت الضوء على إطلاق وزارة التعاون الدولي، مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية ، حملة إعلامية دولية، تستهدف توثيق قصص مصر التنموية، وإظهار الشراكات الدولية لتحقيق التنمية المستدامة، إلى جانب الترويج لعدد من المشروعات الخضراء، كجزء من جهود الدولة بالتعاون مع شركاء التنمية والمؤسسات المالية الدولية لدفع اقتصاد شامل ورقمي في مصر. 

وتهدف الحملة إلى الترويج لعدد من المشروعات في قطاعات مُختلفة منها التحول إلى الاقتصاد الدائري والمستدام، وتطوير البنية التحتية لقطاع النقل ليصبح أكثر استدامة، والتحول نحو الطاقة الجديدة والمتجددة. 

وذكرت الصحيفة أن هذه التحركات تتماشى مع تعهد الدولة بتعظيم إنتاج الطاقة النظيفة المتجددة، استعدادا لاستضافة الدورة المقبلة لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (كوب 27) التي ستعقد في شرم الشيخ في نوفمبر من هذا العام. 

وأضافت أن هذه التحركات تأتي أيضًا بالتزامن مع إعلان صندوق النقد الدولي رفعه مِن توقّعاته لمعدل نمو الاقتصاد المصري خلال العام المالي الجاري (2021-2022) إلى 5.9%، للمرة الثانية على التوالي. 

كما أشارت الصحيفة إلى توقيع هيئة قناة السويس مؤخرًا اتفاقية تعاون مبدئي مع شركة بورسعيد للهندسة والإنشاءات البحرية، إحدى الشركات التابعة لها، وشركة الإسكندرية لصيانة البترول المعروفة باسم "بترومنت"، بهدف فتح فرص تعاون جديدة بين الطرفين في صناعة خزانات البترول وتنفيذ كافة الأعمال البحرية.

موقع أمريكي يبرز تطلع إيطاليا لاستيراد الغاز المصري 

تناول موقع "ناتشورال جاز انتليجنس" الأمريكي المتخصص في أخبار النفط والغاز، تطلع إيطاليا واهتمامها بزيادة إمداداتها من الغاز المصري، في وقت تبذل فيه الدول الأوروبية جهودًا كبرى لوقف اعتمادها على الغاز الروسي والعثور على إمدادات بديلة على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأبرز الموقع التحركات الحالية التي تنفذها مجموعة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني" لتعزيز تعاونها مع مصر، في إطار مساعيها لتنويع وارداتها من الطاقة، ومواجهة تحديات أمن الطاقة لدى عدة شركاء دوليين، على رأسهم مصر، وذلك بالنظر إلى توسعاتها في اكتشافات الغاز الطبيعي وزيادة إنتاجه، ونمو الصادرات المصرية خلال الفترة الأخيرة. 

ولفت الموقع على توقيع شركة "إيني" الإيطالية مؤخرًا اتفاقية مع الحكومة المصرية، ممثلة في الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، لتعزيز إنتاج الغاز في مصر وتكثيف التنقيب في الحقول الحالية والجديدة، وذلك بهدف زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل عام وإيطاليا بشكل خاص، مع تكثيف القارة جهودها للعثور على إمدادات بديلة لمواجهة تحديات الأزمة العالمية الراهنة. 

وأشار إلى أن شركة الطاقة الإيطالية العملاقة "إيني" لديها تاريخ مثمر من التعاون مع مصر في مجال الطاقة، فهي التي اكتشفت في عام 2015 حقل ظهر العملاق للغاز في مصر وتمتلك حصة في محطة دمياط للغاز الطبيعي المسال التي تبلغ طاقتها الإنتاجية أكثر من 7.5 مليار متر مكعب سنويًا.

ونوه الموقع إلى أن "إيني" قدرت أن الاتفاقية الأخيرة قد تؤدي إلى زيادة شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بكميات إجمالية تصل إلى 3 مليار متر مكعب هذا العام 2022، حيث ستعمل الشركة الإيطالية على تحسين حملات الاستكشاف في الحقول الحالية وفي المساحة المكتسبة حديثًا في دلتا النيل وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​ومناطق الصحراء الغربية، إضافة إلى الكميات التي تتوقع أن تكسبها من خلال التعاون مع مصر في إعادة تشغيل محطة دمياط للغاز الطبيعي المسال. 

وأضاف أن هذه التحركات الإيطالية تتزامن مع خطط مصر لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال، لا سيما بعد أن أفادت وزارة البترول في نوفمبر الماضي أن مصانع الغاز الطبيعي المسال في البلاد قد وصلت إلى طاقتها الكاملة، مستفيدة من قفزة في أسعار الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال فصل الخريف.