رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القدس خط أحمر.. و«بينيت» يبحث عن التصعيد العسكرى

بدأت الحكومة الإسرائيلية اليهودية، تمارس عنصريتها، وتهويدها المعلن لكل قرارات الاحتلال. 
.. في آخر أحداثيات المواجهة بين الشعب الفلسطيني الأعزل، المعتكف في القدس والحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى، عدا تأهب موسع في أرجاء الضفة الغربية والقدس وغزة وَخيم جنين وأغلب أماكن الترقب لما تحاول الحكومة الإسرائيلية والكنيست والمواد الصهيوني، العمل على تنفيذ الخطط الصهيونية لحكومة اليميني المتطرف بينت. 
عمليا، ومحاولة منع تدفق الفلسطينيين إلى القدس والرجاء الحرم القدسي والمسجد الأقصى، أقرت حكومة الاحتلال، حضا موسعا للجوال، يبدأ من بعد ظهر يوم الخميس، ويمتد إلى يوم الأحد المقبل. 
بينت ورث عن سلفه نتنياهو وبدعم من الرئيس الأمريكي السابق ترامب. 
بينت وقع في مخطط شره، يسعى فيه لأن يقود إرهاب وتطرف العصابات اليهودية التلمودية التي تحلم، من أرض الواقع، مدعومة من حكومة الائتلاف الحاكم الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية التي تنتابها نوايا لتهويد القدس، بالذات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، والحرم القدسي الشريف، بينت ينحاز إلى التطرف اليهودي التلمودية، مستثمرا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي وروسيا، تنشغل بتطورات الحرب الروسية الأوكرانية، عدا أن بينت يعي أن الرئيس بايدن يخوض الانتخابات التجديدية النصفية، في ظل صراع الإدارة الأمريكية التي تلملم أحلاها في الداخل والخارج.
**مسيرة الأعلام.. لصالح من؟

تجمّع مستوطنون من المستوطنات التلمودية كافة، وتركزوا لوجستيا  في القدس المحتلة،  استعدادا لبدء ما بات يعرف سياسيا ودينيا في دولة الاحتلال بـ|"مسيرة الأعلام"، التي تسير باتجاه البلدة القديمة في القدس المحتلة، برغم ادعاء منعها، على الرغم من المعارضة المعلنة من  بعض أعضاء ائتلاف بينت.

عندما يتجمع الأوغاد، يعني ذلك في الكنيست، أن تجمع المستوطنين، يعني تمكين العدو ليشكل قوة معارضة في الداخل الإسرائيلي، وهكذا تحركت المسيرة نحو ما خطط لها، لتعيد العداء للشعب الفلسطيني، ووضع التطرف اليهودي التلمودية على خارطة السياسة الإسرائيلية.

المسيرة التلمودية توقفت في ميدان "صفرا" بالقدس الغربية رافعين الأعلام الإسرائيلية ويأتي هذا التطور، بحسب معلومات نشرتها شبكة "تايمز أوف إسرائيل"، وجاءت في متابعة تهدف للتصعيد العسكري، ظل اقتحامات متلاحقة للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
عضو الكنيست المتطرف، إيتمار بن غفير، برز خلال الازمة، قائدا ميدانيا للمسيرة، وكان من الداعمين لمسيرة الأعلام، فيما أعلن أنه يرفض الانصياع  للقرار الذي ادعي رئيس الوزراء الصهيوني نفتالي بينت برفض السماح للمسيرة بالوصول إلى منطقة باب العامود.

** الهدف حائط البراق
المتطرف، الذي يعتبر نفسه حاميا لأرض إسرائيل، والتلمود، إيتمار بن غفير، يهدف إلى دعم سياسات الحكومة الإسرائيلية، عبر تمويل خطط تهويد القدس، وتغيير نمط المدينة المقدسة، (...) وكان أعضاء أحزاب وجماعات يمينية إسرائيلية متطرفة أعلنوا عزمهم المضي قدما عصر اليوم في إطلاق مسيرة حددوا مسارها مسبقا، من باب العامود وباب الأسباط إلى حائط البراق، حيث يخطط الصهاينة اليهود، وبعض القوى الغربية لإقامة هيكل سليمان المزعوم. 
  بينت، قال إن منع عضو الكنيست "بن غفير" من الانضمام إلى المسيرة- القومية، بحسب الجماعات التلمودية- في المدينة القديمة المتوترة نتيجة اقتحامات المسجد الأقصى، ويقول المنظمون إنهم سيمضون في العرض، ويقودهم بن غفير المتطرف، عند باب العامود، وهو يحاول أن يبدو أمام الإعلام العبري، من قد يشعل فتيل صراع  داخلي- إقليمي.
إلى ذلك نقل عن قال وزير الأمن العام، الإسرائيلي عمر بارليف، إن السماح لعضو الكنيست المثير للجدل إيتمار بن غفير بحضور مسيرة قومية في البلدة القديمة بالقدس من شأنه أن يؤدي إلى "اندلاع حريق إقليمي".

وافق، بطريقة مكشوفة عن تخوفات:
"مجرد ظهوره سيعرض أمن البلاد للخطر ويجبر الشرطة، المنهكة بالفعل من أجل مواصلة الحفاظ على النظام والأمن، لتحويل الموارد إلى مهام غير ضرورية في هذا الوقت… ووصلت بعض التحذيرات إلى درجة القول: قد يؤدي إلى حرب أخرى في غزة وإطلاق صواريخ على القدس.
وقال المصدر العبري "نشهد نفس المؤشرات التي كانت موجودة قبل" حرب غزة العام الماضي.
قبيل ساعات من مسيرة الأعلام، قال رئيس حكومة الاحتلال بينيت: "سيواصل ضباط شرطتنا وجنودنا التركيز على الحفاظ على أمن المواطنين الإسرائيليين.. ومحاربة الإرهاب الفلسطيني بحزم"، وهذه أوائل مؤشرات تنفيذ إسرائيل ومخططاتها بتهويد القدس، وهذه نقطة ساخنة تشعل المنطقة.

**المسيرة تلمودية بغطاء رسمي

عمليا، ووفق مخططات يهودية سرية، تمت الدعوة إلى المسيرة بعد أن دافع فلسطينيون، عن ممتلكاته وقراهم التي مرت عليها، حافلات من خارج البلدة القديمة في طريقها إلى حائط المبكى، وحطموا النوافذ وجرحوا الركاب، وهاجموا اليهود في شالات الصلاة وهم في طريقهم إلى الحائط.

لهذا تعمدت الشرطة الإسرائيلية، قمع ما شهده الحرم القدسي الشريف من اشتباكات متكررة بين الشرطة والمتظاهرين الفلسطينيين، مما أدى إلى سقوط عشرات الجرحى والاعتقالات. أثارت الاضطرابات في القدس، التي سبقتها سلسلة من الهجمات الإرهابية المميتة في إسرائيل، مخاوف من اندلاع حريق أكبر، زاد من خطورتها اقتحامات الشباك والشرطة والحاخامات للمسجد الأقصى، واستمر الاقتحام إلى الآن.

** عنف وتهديد مشترك.. وحماس تنتظر الدعوة

لتزايد العنف، لحظة أشعلها بينت وهو يدافع عن ائتلاف حكومته المختلفة، المهددة، تمت المخططات عند التقاء الأعياد الدينية المسيحية الإسلامية، مع إرهاب التطرف التلمود الإسرائيلي، في عيد الفصح ورمضان وعيد الفصح العبري. 
اندلعت الاشتباكات في الحرم القدسي صباح الأربعاء، حيث ألقى فلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة، على قوات الشاباك والمواد والشرطة اليهودية- بما في ذلك من داخل المسجد الأقصى- وعلى الشرطة التي كانت تقوم بتسهيل مرور ذوى القرابين وبتأمين الموقع  الديني للزوار اليهود.

نقلت وسائل الإعلام العبرية أن وصلها، تحذيرات من حركة حماس التي تتخذ من غزة مقرا لها من "عواقب التضحية بالعروض (في الحرم القدسي) أو السماح لمسيرة العلم الصهيوني بالاقتراب من الأماكن المقدسة"، مضيفة أن القيادة الإسرائيلية ستتحمل المسئولية الكاملة عما ووصفت "السلوك الخطير والاستفزازي".

أدت اضطرابات مماثلة أحاطت بشهر رمضان الماضي بحركة حماس إلى إطلاق صواريخ باتجاه القدس، مما مهد الطريق لـ11 يومًا من القتال بين إسرائيل والحركة التي أشعلت أيضًا عنفًا واسع النطاق بين اليهود والعرب في المدن المختلطة.
.. وتقول ذات المصادر: تسببت التوترات هذا العام بالفعل في تصعيد طفيف في الجنوب، مع إطلاق صاروخ من غزة ليلة الإثنين واعترضه نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، في أول إطلاق من القطاع منذ أربعة أشهر. وقصفت إسرائيل أهدافا لحماس في غزة بعد ساعات.


** القدس خط أحمر وأولوية في الفكر الهاشمي

 أمين عام اللجنة الملكية لشئون القدس عبدالله كنعان، أدلى بتصريحات مهمة قال فيها: إن الوعكة الصحية التي ألمت بجلالة الملك عبد الله الثاني لم تحل دون متابعة جلالته الحثيثة لملف القدس عبر اتصالاته المحلية والدولية مع الزعماء والقادة ورجال السياسة، ولسان حال جلالته يقول "أنا بخير ما دامت القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية هي بوصلتنا ومحور دبلوماسيتنا".
وتابع كوعان: أن توجيهات جلالته للحكومة والدبلوماسية الأردنية استمرت بتكثيف العمل والجهود لوضع الرأي العام العالمي بصورة الممارسات الإسرائيلية الاستفزازية، ولاسيما في هذا الوقت الذي يتعرض فيه المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف للاقتحام والاعتداء على المرابطين والمصلين من قبل إسرائيل بذريعة واهية باطلة، وهي حماية المستوطنين وجماعات الهيكل التي تقتحمه بحجة الأعياد والطقوس التلمودية المتعلقة بالهيكل المزعوم.
القدس بالنسبة للأردن، والعالم العربي والإسلامي، على الدوام خط أحمر وأولوية في الفكر الهاشمي؛ وتضحيات الهاشميين من أجل الحفاظ على الهوية العربية للقدس ورعاية مقدساتها، لا تزال الرؤية والنهج الذي يسير عليه وسيبقى جلالة الملك عبد الله الثاني؛ صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة، بما فيها حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967م، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية كافة.
كنعان دعا  لمنع الاحتلال من ارتكاب جريمته ومواصلته استباحة الدماء والمقدسات دون مراعاة للقرارات والتفاهمات الدولية، بما في ذلك الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، والرفض المطلق لمحاولات إسرائيل فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي يعد ملكا خالصا للمسلمين وحدهم، ولا علاقة لليهود به كما أكدت قرارات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن وغيرها من منظمات دولية وإسلامية وعربية.

** وزير الأوقاف المصري.. والتحذير من عصف بالسلام العالمي.

تحذيرات خطيرة لفت إليها وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، الذي قال إنه "لا يجوز تقسيم المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرمين وأولى القبلتين لا زمانيا ولا مكانيا، ولا يملك أحد القول بذلك أو السماح به".
جمعة دعا ضرورة قيام كل المنظمات الأممية والدولية بدورها في الحفاظ على وضع المسجد الأقصى الإسلامي، "دفعا لتأجيج حروب، وصراعات دينية، وصدامات بشرية لا تنتهي".
وأضاف، إن سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المقدسات الدينية يضر بالسلام العالمي، ويمكن أن يعصف به إن لم يتنبه عقلاء العالم ومنظماته الدولية. 
تعارض أي تغيير أحادي الجانب للوضع التاريخي الراهن في القدس، وتزامن الموقف المصري مع امتناع مجلس الأمن عن أداء دور في إدانه ما يحدث في القدس.

ذلك أن مبعوث الأمم المتحدة يتجنب إلقاء اللوم على أعمال العنف في القدس خلال اجتماع مجلس الأمن.
يقوم Tor Wennesland بإطلاع الأعضاء على التوترات في جبل الهيكل خلال اجتماع طارئ مغلق؛ رغم الضغوط الفلسطينية، امتنع المجلس عن إصدار بيان عام
سياسيا وقانونيا، كانت إسرائيل قلقة من احتمال تحميلها المسئولية وحدها عن الاشتباكات، بالنظر إلى العدد الكبير من مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم الجمعة والتي تظهر ضباط إسرائيليين يدخلون المسجد الأقصى ويضربون الصحفيين والنساء والأطفال في المجمع.
.. كل ذلك، يسحب المنطقة إلى نقطة ساخنة، ربما تعود ايام أخرى من التصعيد العسكري المميت بين جميع الأطراف. 
.. جيوسياسيا، انشغلت البلاد العربية والإسلامية مخاوف رغبة بينيت بالبحث عن حرب، تحمي ائتلاف صهيوني فاشل.. لو يسمعون.