رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الملتقى العالمي للتصوف يبحث أهمية القيم والأخلاق ودورها في تحقيق التأهيل الروحي

د. منير القادري..
د. منير القادري.. رئيس مؤسسة الملتقى

نظمت مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى، ليلة الوصال الصوفية، رقم مائة، بحضور عدد كبير من الباحثين والمشاركين. 

وأجاب الدكتور منير القادري رئيس مؤسسة الملتقى على عدد من الأسئلة، ضمن مداخلته و التي كانت مدرجة  ضمن فقرات ومواد الليلة الرقمية المائة، المنظمة من طرف مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية ومؤسسة الملتقى بتعاون مع مؤسسة الجمال في إطار فعاليات ليالي الوصال الصوفية  " ذكر وفكر ".

وأجابت ليلة الوصال الصوفية، على عدد من الأسئلة، منها اين تتجلى أهمية القيم والأخلاق؟ وكيف نظر الإسلام إليها؟ وما مدى حاجتنا إليها كأفراد وكمجتمعات؟  وما دورها في تحقيق التأهيل الروحي والتكامل الإنساني؟ وما علاقة كل ذلك بالمواطنة وبتكوين المواطن الصالح والمحافظة على ثوابت الهوية الدينية والوطنية؟. 

واستهل "القادري" كلمته بالإشارة الى أن أهمية الحديث عن الحاجة للقِيَم والأخلاق نابعٌ من أهميَّته وأثرِه البالغ في ضمانِ عمليَّة التنشئة السليمة، وبناء نموذجِ المواطن الصَّالح المرغوبِ فيه، وكذا تنمية وتطوير هذه القِيَم لديه، وتحصين مجتمعاتنا من التيَّارات اللاقِيَمية الوافدة عليها، خاصَّة في ظلِّ هذا العصر المُعَوْلَم، بقيمه المختلة و وعي أبناءه المغيب، الذي لم تَعُد تشكِّل القيمُ الأخلاقية النبيلة أيَّ اهتمامٍ فيه.

وأضاف في ذات السياق، انه أمام هذا الوضع المتأزِّم على المستوى الأخلاقي، المتمثِّل في الانسلاخ القِيَمي والتصدُّع الحاصل في الهوية الدينية والثقافية لمجتمعاتنا؛ تكمن الحاجةُ الماسَّة لإبراز ما تحتاجه للتصدِّي لهذه الأزمة الأخلاقيَّة وما تستدعيه من توفيرِ مناعةٍ قِيَميَّة ضرورية لمواكَبَة العصر بكلِّ نِدِّيَّة وكفَاءة.

ونبه الى أن اللَّه سبحانه وتعالى حذر البشرية في كتابه العزيز من مغبة تَجاهل البعد الروحي الذي يؤدي الى القلق الفردي، والاضطراب الاجتماعي، و ضنك العيش، وشقاء الحياة، مستشهدا بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا﴾[سورة طه الآية 124]، و قوله أيضا : '' ألا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"( سورة الرعد ، الآية 28).  

وزاد أنه أمام اتساع الهوة بين الجسد والروح، وفشل العلماء والخبراء في رأب الصدع بينهما، أصبحت الحاجة ماسة إلى وثبة روحية تعيد التوازن المفقود .