رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طريق الموت (أسوان- أبوسمبل) والحل الأمثل

 

(1)

♦للعاملين بقطاع السياحة تاريخ طويل مع طريق أسوان –أبوسمبل، لكنه للأسف تاريخ حزين بدأ منذ حوالى ربع قرن بحادثة مأساوية إثر انقلاب واحتراق حافلة سياحية وموت أغلب مستقليها. وبين ذلك التاريخ وحتى الحادثة الأخيرة وقعت حوادث أخرى لا تقل مأساوية عنهما وراح ضحيتها بعض العاملين من قطاع السياحة بين سائقين ومرشدين وسائحين من جنسيات مختلفة.

لم يقتصر تاريخ هذا الطريق الحزين على العاملين بقطاع السياحة، فما زلنا نتذكر حادثة أتوبيس الأشقاء السودانيين وغيرها.

♦أزمة هذا الطريق تكمن فى حقيقة أنه حين تم إنشاؤه كان يتناسب مع حركة المرور القليلة من وإلى أبى سمبل. فهو طريق ضيق ذو اتجاهين لا يفصل بينهما فاصل ومتروك لرعونة بعض السائقين وعدم التزامهم باتجاههم، كما تقل إلى درجة الانعدام أى خدمات طوارئ لمسافات طويلة حيث يمتد الطريق إلى حوالى 300كم.

♦هناك عاملٌ آخر أضاف إلى عوامل خطورة الطريق، وهو سيارات نقل أو تهريب أسماك بحيرة ناصر وهى سيارات ربع نقل تخرج فجأة من أحد المدقات الجبلية وتقتحم نهر الطريق وتسير أحيانًا بسرعات جنونية وبعضها لا يحمل لوحات معدنية مرورية.

(2)

♦منذ سنوات اتخذت الدولة قرارًا بغلق الطريق أمام حركة السياحة، وذلك حين تعرضت مساحات منه للتلف والتشقق. وأثناء فترة الغلق قامت بعض الشركات الوطنية بإصلاح الأجزاء التالفة من أرضية الطريق. كنا نأمل ساعتها أن يتم استغلال فترة الغلق لتوسعة الطريق وازدواجه، لكن ما حدث أنه – وتحت ضغط بعض شركات السياحة وشركات النقل السياحى – تم فتح الطريق مرة أخرى أمام حركة السياحة دون توسعته أو إضافة خدمات حقيقية ناجعة وتم الاكتفاء بإصلاح الأجزاء التالفة منه.

♦فى الأعوام الأخيرة تضاعفت أهمية الطريق وزاد الضغط عليه وذلك جراء خطط التنمية الطموحة فى مناطق توشكى وجراء نشاط حركة نقل البضائع برًا بين مصر والسودان، فأصبح الطريق يضج بسيارات النقل الثقيل بجوار السيارات الخاصة والحافلات السياحية.

♦واستجابة لذلك التطور وحركة التنمية، فقد بدأت الدولة بالفعل فى الشروع فى عمل ازدواج للطريق منذ عدة أشهر.

(3)

♦لذلك، فإننى -ومن واقع معايشتى لتاريخ هذا الطريق وتطور حركة استخدامه وسلوك السائقين فى حالة عدم وجود فواصل بين الاتجاهين - أتقدم باقتراح للدولة المصرية بأن تتخذ الإجراء الجرىء والأمثل باستكمال ما لم يتم استكماله حين تم غلق الطريق سابقًا. 

♦اقتراحى هو غلق الطريق أمام حركة السياحة لمدة معينة ربما ستة أشهر حتى يتم الانتهاء من أعمال ازدواج الطريق وتنظيمه وإيجاد آلية لضبط سلوك السائقين وتوفير أكبر قدر من عوامل الأمان أمام حركة السياحة. وإننى أعتقد أن الدولة المصرية قادرة على إنجاز هذا الازدواج فى تلك الفترة قبل انطلاق الموسم السياحى القادم.

♦وأتمنى ألا يتم هذه المرة الرضوخ لضغط بعض شركات النقل السياحى بعدم غلق الطريق، لأننا فعلنا ذلك قبل سنوات وكانت حركة الطيران تمثل بديلًا منطقيًا مؤقتًا، حيث تجاوبت ساعتها شركة الطيران الوطنية بتقديم أسعار مخفضة فى فترة الإغلاق حرصًا على أرواح زائرى مصر والعاملين بالقطاع السياحى من سائقين ومرشدين ورجال أمن يرافقون الحافلات السياحية أحيانًا لتأمينها.