رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يمكن أن تكون الحياة أفضل؟

يعتقد البعض أن الحياة ستكون أفضل إذا حصلوا على مال أكثر، أو مسكن أوسع في مكان أرقى، أو إذا اشتروا الموبايل أو السيارة الأحدث، كثيرون سلكوا ذلك الطريق ولم يختبروا الأفضل، ولم يجدوا المعنى الحقيقي لحياتهم، بل زادت تعاستهم وصراعاتهم.
لن تأتي الحياة الأفضل من امتلاك الأشياء الثمينة، ولا من الحصول على أعلى المناصب، بل من امتلاك قلب وعقل ممتلئ بالحب، يفكر في العطاء قبل الأخذ، وينشغل بخدمة غيره قبل نفسه، قال السيد المسيح في موعظة الجبل ما معناه:
"إذا ذهبت للصلاة وهناك تذكرت أن لأخيك شىء عليك توقف عن الصلاة، واذهب اصطلح أولاً مع أخيك" متى5 : 23 ومن هنا نفهم عدة أمور مهمة منها:
- الطريق إلى الله يمر أولاً بالآخر علم السيد المسيح، إنه لكي تكون عبادتك (صوم- صلاة - صدقة) مقبولة اصطلح أولاً مع أخيك وأهل بيتك وأبناء بلدك المُتفقين معك أوالمُختلفين، الله لن يقبل عبادتنا بينما قلوبنا ممتلئة بالشر والحقد، خالية خاوية من الحب.

- من يحب الله لا يمكن يكره أو يقتل أو يدمر خليقته، فالخليقة بما فيها الانسان إعلان عن قدرة الرحمان وعظمته جلاله، حب الله والخليقة خطان متوازيان إنه برهان عملي لحبك لله، وإلا فعبادتك مجرد عمل روتيني، طقس تؤديه لا حياة فيه، ومظهر دون جوهر.

- المحبة لله والبشر هي الطريق المضمون لاختبار الحياة الأفضل لأنها تجعل صعوبات الحياة مُحتملة ومرارتها مُستساغة وتحدياتها مقدورعليها، فالمحبة أم الفضائل الجميلة، ونبع القيم النبيلة، إنها احتياج أساسي ومهم  لكل إنسان على وجه الأرض، وطوبى لمن يعرف كيف يُسدده خاصة في هذه الأيام العصيبة.

- ليت محبتنا لكل من حولنا أفعالاً لا أقوالاً فقط، فالمحبة الحقيقية ليست بالكلام واللسان بل بالعمل والحق، بادر بالمحبة، والسؤال، والتهنئة لأخوتك، اجعل محبتك طاهرة نقية حتى لا تتحول إلى استغلال، اجعل المحبة ثابتة  فتنمو مع الأيام.

عندما نحب بعضنا بعضا لن يحسد أحد غيره، ولن يشتهي بيته أو ماله أو منصبه أو أي شىء مما له، عندما نحب لن يقتل أحدنا الآخر ولو بالكلام، بل سنعطي ونشارك ونتقاسم حتى القليل.
ومن ثم لن يكون بيننا مُحتاج أو فقير، الحب قوة هائلة  تُمكننا أن  نحتمل فنصبر على الظروف المُعاكسة والناس المشاكسة، فنغفر ونصفح فنعيش معًا الحياة الأفضل، المُفعّمة بالسلام والاحترام والأمن والأمان في البيت والشارع والعمل، المحبة لا تسقط أبدًا، ولا تفشل لأن الله محبة.