رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطط المدن.. قصة نبى الله «إدريس» مع «القاهرة» عاصمة الثقافة الإسلامية

قصة نبى الله إدريس
قصة نبى الله إدريس

انطلقت احتفالات وزارة الثقافة المصرية، باختيار منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “الإيسسكو”، لمدينة القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية، للعام الجاري 2022.

 

وتعد القاهرة محافظة ومدينة، عاصمة مصر وأكبر مدن القارة الإفريقية، تقع علي نهر النيل وعلي بعد ٢٠ كيلومتر من رأس الدلتا، قامت بالقرب من هذا الموقع المدينة الرومانية الحصينة بابليون، وعلي الشاطئ المقابل كانت تقوم "منف" إحدي عواصم مصر القديمة، أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام ٩٦٩ لتكون عاصمة لمصر في أعقاب عواصمها الإسلامية الأولي: الفسطاط والعسكر والقطائع، وأحاطها بسور من اللبن جدده بدر الجمالي، وزير المستنصر ١٠٨٧ وجعله من الأحجار الضخمة.

 

كان بالسور ثمانية أبواب لا تزال ثلاثة منها باقية، وهي: باب زويلة، باب الفتوح، وباب النصر. ولقد فشل الصليبيون في اقتحام القاهرة في هجومهم عليها في القرن الثاني عشر، ولحماية مدينة القاهرة بني صلاح الدين الأيوبي ١١٧٩ “قلعة الجبل”، التي لا تزال تطل علي مدينة القاهرة حتي اليوم.


ــ أنبياء في العاصمة القاهرة

وفي كتابه الصادر حديثا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان “القاهرة من شرفات التاريخ”، يشير الكاتب عبده مباشر إلي أن: من بين الأنبياء الذين اختلف حول هويتهم نبي الله إدريس، فثمة تشابهات واضحة بين شخصيات تاريخية مختلفة وبين النبي إدريس، فمنهم من يري أنه الإله المصري القديم أوزوريس، ومنهم من يراه “أخنوخ” المذكور في التوراة، والبعض ذكره علي أنه الحكيم “هرمس”، وذكره البعض علي أنه أحد ملوك مصر القديمة. 

 

ويلفت مباشر إلى: يربط بعض الباحثين بين النبي إدريس وبين  أوزوريس، ففي كتاب “الجبتانا” الذي وضعه المؤرخ المصري “مانتيون السمنودي” ودون فيه قصة الخلق المصرية القديمة وأحداث أول الزمان حتى تكليف الآلهة لــ"مينا نارمر" بتوحيد مصر التي مزقتها حرب “ست” مع  “أوزوريس” وحورس وإيزيس، فنري فيها وصفا  لأوزوريس يتشابه مع إدريس بإنه يتلقى من حين لآخر دعوة الآلهة فيصعد إلي السماء ويتعلم منها فنون البناء بالحجر والخط بالقلم والزراعة والحكمة تخطيط المدن، وتصفه بأنه أول من جعل “الجبتيين” المصريين يسكنون البيوت بعد أن كانوا يسكنون الكهوف خوفا من الوحوش والمسوخ. كما أنه أول من شيد المعابد الضخمة، واهتم بتعليم  الطب، وابتكر أدوات الزراعة والري مثل المحراث والشادوف، وازدهرت في عهده المدن والصناعات وعرف الناس لبس الأثواب الكتانية، وكان يتلقي وحي الآلهة ويري الرؤي في نومه، وقد حكم مصر بالعدل حتي اغتاله ست ثم عاد إلي الحياة ثم رفعته الآلهة إلي تاسوعها المقدس، وهو وفقا للعقيدة المصرية القديمة قاض قضاة محكمة الآخرة.

   

ويشدد “مباشر” على أنه: ارتباط نبي الله إدريس بمصر كبير، فقد ذكر بعض مؤرخي التاريخ الإسلامي وعلمائه أنه حكم مصر، وأن البعض ينسب إليه بناء الأهرامات، وعن ذلك يقول الإمام السيوطي في كتابه “حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة”: إن نبي الله إدريس بين من دخلوا مصر من الأنبياء، ويذكر رواية عنه أن أحد الملوك قد أراده بسوء ولكن الله عصمه، ثم دفع له أبوه العلوم المتوارثة عن جده، فطاف في البلاد وبني عشرات المدائن في مختلف الأنحاء أصغرها “الرها”، ثم عاد إلى مصر، وحكمها وزاد في مسار نهر النيل، وقاس عمقه وسرعة جريانه وكان أول من خطط المدن ووضع قواعد للزراعة وعلم الناس الفلك والهندسة، ويربطه بالصابئة، فيقول إن بعضهم يدعي أن أحد أهرامات مصر قبره والآخر قبر جده “شيت بن آدم”. 

 

ويقول البعض إنه ولد في العراق، ويقول آخرون إنه ولد في مصر. وقد ظل نبي الله إدريس موضع خلاف بين المؤرخين والعلماء.