رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«85 مليون وظيفة» ستختفي في 2025.. أصحابها يبحثون عن البديل

العمل عن بعد
العمل عن بعد

مفاجأة مدوية فجرها تقرير دولي صادر عن شركة "كورسيرا"، حول مستقبل الوظائف على مستوى العالم، وكشف اختفاء 85 مليون وظيفة حول العالم، مقابل 97 مليون أخرى جديدة ستظهر بحلول عام 2025.

ونقل مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء المصري، بيانات التقرير الدولي، موضحًا أن الوظائف الجديدة تتضمن مهندس البرمجيات، مهندس تعلم الآلة، محلل البيانات، صانع محتوى، مدرس عبر الإنترنت، وإخصائي التسويق، ما سيجعلهم يعتمدون على مهارات معينة، مثل اتخاذ القرار والابتكار، ومهارات التعاون وإدارة المشروعات، والبرمجة.

 

وأكد أيضًا التقرير، دخول أكثر من مليار شاب حول العالم إلى سوق العمل في الفترة من (2015-2025)، و40% منهم سيجدون الوظائف المناسبة لهم، في حين ارتفاع نسب التقدم على الوظائف المستحدثة، طبقًا للتطور التكنولوجي الحديث.

إنفوجراف مجلس الوزراء المصري

معلم عبر الإنترنت

تواصلت "الدستور"، مع أحد الأشخاص الذين امتهنوا وظائف المستقبل قبل موعدها، يقينًا منه بجدوى ما ستحققه الآليات التكنولوجية المطورة، وكان لجائحة كورونا دورًا رئيسيًا في إظهار هذه الوظائف عبر فرص "العمل عن بعد".

في مايو 2020، كان طلاب الثانوية العامة يستعدون لخوض الامتحانات، ويعملون على المراجعة الأخيرة، وتوقفت الدروس الخصوصية، فضلًا عن منع الحضور للمدارس بسبب تداعايات الفيروس.

وخطرت فكرة في بال محمود الصياد، معلم التاريخ بمدينة المحلة الكبرى، وهي استكمال مراجعة الدروس مع الطلاب عبر تطبيق "زووم"، من خلال عقد مواعيد محددة لكل مجموعة كما كان يُفترض تواجدهم داخل المركز التعليمي في الماضي.

وبالفعل نجح "الصياد" في استكمال مهمته مع طلاب الثانوية، ولم تؤثر تقنيات عمله الجديد على ما يقدمه من علم، بل استطاع توفير وقت كافي للمجموعات التي تراجع معه قبل خوض الامتحانات، لذا قرر أن يكرس عمله عبر "الإنترنت" فقط.

أسس "الصياد" منصة تعليمية عبر موقع "يوتيوب"، ينشر من خلالها جميع المواد التعليمية المتخصصة في التاريخ لطلاب مراحل الثانوية العامة الثلاث، وحظت القناة بمشاهدات عدة، ما جعله يعمل على تطويرها، وينسق مع أساتذة أخرين في تخصصات مختلفة، ليقدموا المواد التعليمية الخاصة بهم عبر قناة "اليوتيوب".

 

ثورة الذكاء الاصطناعي

في عام 2025، سيُعد الفكر التحليلي والإبداع من أكثر المهارات التي يقبل عليها الراغبين في الحصول على فرصة عمل، وأكد التقرير الدولي أن المهارات الجديدة ستعتمد على إدارة الذات، والقدرة على الصمود، وتحمل الضغوط، والمرونة.

وستعمل المؤسسات المختلفة على تحديث مهارات العاملين لديها، حتى تحافظ على بقاؤهم في وظائفهم، من خلال خوضهم لعملية إعادة تدريب تتعلق بمهاراتهم الأساسية، كما سيستمر العمل عن بُعد بشكل طبيعي، وحوالي 84% من أصحاب الأعمال، سيعتمدون بشكل كلي على التحول الرقمي في إجراءات العمل، وتحويل حوالي 44% من العاملين إلى أسلوب العمل عن بعد، في حين أن 78% من أصحاب الأعمال يتوقعون أثار سلبية على إنتاجية بعض العاملين.

صانع محتوى

وقال علي حامد، أحد صناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، إن الظروف التي مر بها العالم خلال فترة الجائحة، كانت طرف الخيط لجذب الانتباه حول ضرورة الأخذ بآليات العمل عن بُعد، وعدم الاعتماد على التواجد داخل أماكن العمل بصفة أساسية، والاعتماد فقط على التواصل إلكترونيًا بالفيديو.

 

 وأضاف في حديثه لـ"الدستور"، أن عمله في الماضي كان يعتمد فقط على التواجد داخل الشركة المتعاقد معها بصفة دورية، لكن مع إيقاف حضور العاملين داخل المؤسسات والشركات، اقتنع أصحاب الأعمال بإمكانية تنفيذ المطلوب إلكترونيًا؛ ما جعل العمل يُنفذ بشكل أسهل وأسرع من ما قبل.

 

وأشار أيضًا إلى الاستطلاع الذي أعده " مركز بيو للأبحاث"، وكشف أن 44% من الأمريكيين الذي يعملون عن بعد ينجزون عملهم ويلتزمون بالمواعيد النهائية للمهم، وبالأخص للنساء اللاتي يجدن ظروف العمل الجديدة مفيدة بالنسبة لهنَ، وتبين أيضًا أن 19% من النساء في الولايات المتحدة نجحن في التطور بوظائفهن، مقارنة بـ 9% من الرجال.

 

واختتم: "العالم أصبح معتمدًا على الوظائف المعتمدة على المهارات وليس فقط الالتزام في مواعيد العمل، لذا من الأنسب أن يعمل كل شخص على تطوير مهاراته وأدواته التكنولوجية لضمان مكان خالِ في الوظائف المستقبلية، فالمؤسسات ستعتمد فقط على الموظفين الذين يعلمون جيدًا كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في تأدية عملهم".