رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان والدولار.. بيزنس البنوك الإسلامية (3)

تتردد مقولات من نوعية «الإخوان انتهوا»، فمعظمهم إما هارب أو فى السجون، الغريب أن أكثر من يردد هذا الكلام هم الإخوان أنفسهم أو الواقعون تحت تأثير دعايتهم فى المجتمعات الضيقة خاصة فى المدن الصغيرة والقرى وبعض التجمعات البسيطة.
ويتم ترديد ذلك الكلام لأسباب عديدة، أهمها أن فى حالة إظهار أى نوع من أنواع الاحتقان عند الناس سيقولون إن الشعب المصرى غاضب أو ناقم أو رافض، وعندما يطلقون شائعة ستجدهم يرددونها بقوة على أنها حالة عامة بعيدًا عن الجماعة.
ويستفيد الإخوان من ذلك بتخفيف حالة الكراهية لهم من عموم الشعب المصرى وإلصاق تهم الكذب وترويج الشائعات بغيرهم، والأهم هو تخفيف الضغط عليهم من كل الجوانب، لكن ما تؤكده كل الشواهد أن التنظيم الإخوانى قائم ورغم الضربات الأمنية الناجحة ورغم الرفض الشعبى لهم فإن التنظيم يمارس نشاطه من خلال وسائل التواصل بلجانه النوعية التى تراقب حال المصريين لحظة بلحظة، وتتعامل مع كل حالة بما يخدم أهدافهم سواء بترديد شائعة معينة أو توجيه الناس إلى موقف أو اتخاذهم موقف ما ضد قضية ما.
وتتأكد من وجود الإخوان عندما تسمع رأيًا ما فى قضية محددة فى أكثر من مكان أو من أشخاص مُختلفين اجتماعيًا ومُتباعدين جغرافيًا وكأن الكلام منسوخ كربونيًا.
ولا ننسى أبدًا أن الجماعة تتغذى على شيئين أساسيين هما الكذب والمظلومية.
هذه المظلومية التى طالما صدعونا بها عما يسمى بمعتقلات التعذيب فى الخمسينيات والستينيات، وهى الفترة ذاتها التى اشتد فيها الهجوم الإخوانى على الاتحاد السوفيتى والهجوم الدائم على الحركات الوطنية والقومية فى الدول العربية، فى الوقت نفسه الذى بدأ الإخوان دخول عالم البيزنس الدولارى بشكل موسع بعد سيطرتهم على المركز الإسلامى فى ميونخ والذى سيطر عليه الإخوان عام  1958بنفوذ سعيد رمضان صهر البنا ومعه الإخوانى يوسف ندا.
وكما كشف الكاتب الأمريكى «دريفوس» فى كتابه «لعبة الشيطان» دور الولايات المتحدة الأمريكية فى نشأة التطرف الإسلامى، فقد أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هى قبلة شباب الإخوان منذ منتصف الخمسينيات بعد لقاء سعيد رمضان بالرئيس المريكى «أيزنهاور».
ويكشف الكاتب ما سمى بصعود الإسلام الاقتصادى أو ما يعرف بالاقتصاد الإسلامى، الذى بدأ فى الخمسينيات والستينيات عندما تم البدء فى تأسيس البنوك الإسلامية، التى تلقت دعمًا كبيرًا من البنوك والمؤسسات المالية الغربية التى وفرت الخبرة والتدريب وأحدث التقنيات المصرفية لهم، خاصة أن ما يطرحه الإخوان عن الإسلام - وفقًا لما ذكره كتاب لعبة الشيطان - هو  رأسمالية الإسلام الداعم لاقتصاد السوق الحر.
وفترة الخمسينيات والستينيات التى أصدرت فيها الجماعة عشرات الكتب عن مظلومياتهم فى السجون، هى الفترة ذاتها التى توسع فيها الإخوان فى معظم الدول العربية وأسسوا أفرعًا للجماعة بها ساعدهم فى ذلك انتشار بيوت التمويل الإسلامية والبنوك الإسلامية وأفرعها فى البنوك المالية العادية فى العديد من الدول بداية من باكستان وتركيا وصولًا لقلب الوطن العربى ليبدأ عصر جديد من البيزنس ربط بين جماعة الإخوان والدولار الأمريكى مع مطلع السبعينيات.