رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة الكاثوليكية تحيى ذكرى القديسة جيما غالغاني

كنيسة
كنيسة

تحيى الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى القديسة جيما غالغاني، و روى الأب وليم عبد المسيح سعيد - الفرنسيسكاني، سيرته قائلا: ولدت جيما غالغاني عام 1878م بمدينة لوكا بإقليم توسكانا بإيطاليا. 

ونشَأت في عائلةٍ تقيّةٍ مكونة من ثمانية أبناء، فَقدَت ثلاثةً منهم عن عُمرٍ صغيرٍ. ماتت أمّها بالسّل، وهي لا تزال في السّابعة من عمرها.

وأضاف: تميّزت بجمالٍ راقٍ وفريد، كما وبطهارةٍ ملائكيّةٍ ولطفٍ نحو الجميع، إنّما أيضًا بحياةٍ صوفيّة ساميّةٍ فكانت منذ الصّغر ترى ملاكها الحارس وتتحدّث إليه.

وعند بلوغها العشرين من العمر، أرادت عائلتها تزويجها بأحد الرّجال الشّرفاء. وإذ كانت قد كرّست حياتها وبتوليّتها للرّب، راحت تصلّي إليه وتتوسّله أن يُبعِد عنها هذا الزواج
ولكي يحفظها من كل شرّ، سمَح الرّب بأن تُصابَ بالسّل الرّئوي. فعانت من التواءٍ في عَمودها الفِقَري، وأوجاعٍ في كِليَتها. فتحمَّلت آلامًا قاسيةً رهيبةً.
 واستكمل الأب وليم قصتها قائلا: في عزّ آلامها، وقد أصبحت مَشلولةً كليًا، وفي تلك الأثناء، أَهدَتها إحدى الزائرات، كتاب سيرة حياة القديس غابريال لسيّدة الأوجاع وبعد أن اختبرَت قوّة حِماية الأخ غابريال، قرَّرت أن تتعرّف إليه، وتقرأ سِيرة حياته.

وتابع: وبعد مَضيّ أشهرٍ عديدة، لم تتحسَّن حالة المريضة المشلولة وفي 7 ديسمبر١٨٩٨، أقبَلت لزيارتها راهبات القدّيس كاميلو، اللّواتي كنَّ يأتينَ غالبًا ليخدُمنَها وكانت برفقتهنّ فتاةٌ صغيرةٌ، لم تكن قد لبست الثوب الرهبانيّ فتأثّرت جيما لمظهرها الملائكيّ، وقرّرت اقتفاء أثرِها. فوعدَت العذراء بدخول رَهبنتهِنّ، إن هي شَفتها.

وفي المساء زارها مُرشدها، ووافق على قرارها هذا، كما على رغبتها في أن تنذُر العِفّة المؤبّدة. فطافَت نفسها بسلامٍ عميقٍ، وقد اعترفت أيضًا بخطاياها.

وفيما هي تفتكر مُتشوّقةً كيف ستتكرّس كُليًّا في اليوم التالي، الذي صادف عيد الحبل بلا دنس، استغرقَت في نومٍ هادئٍ. عندها ظهر لها الأخ غابريال، وفي الصّباح التالي، نذرَت جيما العفّة الدائمة ولكن تلك الإنعامات الروحيّة، لم تكن لتمنع قِواها عن الانحلال أكثر فأكثر فاضّطر الأطبّاء إلى إجراء عَمليّة استِئصال وَرم الكُلَى، وكَيّ الجِلْد على طول العمود الفقَري، وكان ذلك عام 1899م.

وتابع: وبسبب قلقها الكبير على طهارتها، رفَضت الطّفلة القديسة التخدير فتحمّلت آلام العملية والكيّ بصبرٍ عجيبٍ، غير أنّ كلّ ذلك لم يُجدِ نَفعًا. فاستفحل المرض، وعاوَدها الخراج من جديد، تصطِحِبه آلامٌ وتشنّجاتٌ وصَرعٌ في الرّأس. فأعلَن الطّب عَجزه".

وفي الثاني من شهر فبراير اعترفت وتناولت القربان المقدّس، وانتظرت السّاعة لتذهب إلى يسوع. ثمّ نصحها أحدهم بالقيام بتساعية للقديس غابريال وفي 8 يونية ١٨٩٩، أنعمَ يسوع على جيما بسمات الصَّلب، في كِلتا اليَدين والرّجليَ، كما وبجرحِ القلب. وكانت تتفتّح وتنزُف دمًا كلّ يوم خميس، وتزول في صباح السّبت، تاركةً علامةً بيضاء. ولكنّ مُرشدها طلب منها أن تصلّي إلى الرّب لكي يزيلها، نظرًا لتراجِع صحّتها. فاختفت الجراحات، تاركةً ندبةً بيضاء، اختفت كليًّا لحظة مماتِها. 
طلب منها يسوع وأمّه مريم مرارًا الدخول إلى رهبنة الباسيونسيت
ثمّ راحت جيما تحلم في دخول الدير الذي بدأ البحث في مشروع بنائه في بلدتها وهذا ما حصل. كانت جيما النفس-الضحيّة، التي اختارها الله لبناء دير الراهبات الباسيونيست في لوكا، دون أن تتمكّن من تحقيق حلمها في أن تكون راهبة، ولكنّها اكتفت بأن تنذر النذور الرهبانيّة الثلاثة؛ الفقر والعفّة والطاعة، نذرًا فرديً خاصًّا، مع أحد آباء الرهبنة نفسها.

وأنبَأت أنّ بناء الدير سيكتمِل بُعَيد إعلان الأخ غابريال طُوباويًّا بقليل. وقد تحقّقت نبوءتها الثانية في أوائل سنة ١٩٠٣.

ثم أُصِيبت جيما من جديد بِداء السّل، وتوفيّت في ١١ أبريل، عن عمر ٢٥ سنة، تاركةً العالم بابتسامةٍ ملائكيّةٍ وعام ١٩٣٣ أعلنها البابا بيوس الحادي عشر طوباوية وأعلنها والبابا بيوس الثاني عشر قديسةً، في 2 مايو عام 1940م.