رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصوات السماء.. حكايات فتيات احترفن الإنشاد الديني

ايمان الصوالحي
ايمان الصوالحي

أصوات من السماء قررن كسر المتعارف عليه والدخول لعالم الابتهال والإنشاد الديني، رغم اقتصاره لسنوات طويلة على الرجال الذين استطاعوا بأصواتهم الملائكية دخول بيوت المصريين.

وحاولن هؤلاء الفتيات رسم مكانة جديدة لهن وسط العمالقة، وسط دعم كبير من أسرهم التي آمنت بموهبتهن ودعمتهن في تغيير ثقافة المصريين في الاستماع للإنشاد من الرجال فقط. “الدستور” في السطور التالية تواصلت مع نماذج ناجحة للمنشدات، واستمعت لقصص نجاحهن في اختراق عالم الإنشاد وترك بصمتهن فيه.

إيمان الصوالحي: طبيعة الجمهور أجبرت السيدات على الابتعاد عن الابتهال 

إيمان الصوالحي مبتهلة ومنشدة دينية، شقت طريقها في عالم الابتهال والإنشاد منذ كانت في الثامنة من عمرها، فهي نشأت في عائلة تحب الابتهالات وتستمع ليلًا ونهارًا لصوت النقشبندي ونصر الدين طوبار، وقالت “إيمان”: “شاركت في الكثير من الحفلات، وعقب تخرجي من كلية الدراسات الإسلامية انضممت إلى نقابة الإنشاد الديني الذي لا يوجد بها سوى مبتهلتين فقط”.

وتابعت “تعلمت المقامات والطبقات الصوتية على يد كبار الموسيقيين أمثال الموسيقار مجدي يوسف والشيخ عبد الله سليمان، وانتقلت لفرقة الموسيقى العربية وبدأت حفلات في المؤتمرات، وتعاونت مع شركة إنتاج أنتجت لي ألبومين في 2018 و2019، ورغم الكثير من التحديات التي واجهتني والنقد الذي تعرضت له بين من قال لي إن صوتي عورة وبين من طالبني بالابتعاد عن الابتهال والإنشاد والاتجاه للغناء، إلا أنني أكملت طريقي نتيحة حبي لهذا الفن”.

وعن أسباب قلة عدد المبتهلات السيدات مقارنة بالرجال، قالت: "طبيعة وتكوين الجمهور المحب للابتهالات في مصر هو السبب وراء قلة المبتهلات السيدات"، موضحة "لسنوات طويلة كان الجمهور المحب للابتهالات والإنشاد من الرجال كبار السن الذين يفضلون سماع الابتهال من رجل مثلهم وليس من سيدة، ولكن منذ سنوات قليلة بدأت هذه الظروف تتغير، وأصبح هناك بعض الإقبال من الشباب والأطفال أيضًا، وبدأ كبار السن يتقبلون فكرة سماع الإنشاد من السيدات، وذلك بفضل دمج الموسيقى الجديدة والغربية في بعض الفنون الدينية مثل الإنشاد والتي جذبت شريحة جديدة من الجمهور.

وأشارت إلى أن الابتهال من الفنون التي لا تقبل التجديد لأنها لا تعتمد على الموسيقى، ولكنها حالة من التواصل مع الله تحتاج جمهور متأمل وهي صفة لا تتوافر في الكثير من الشباب الذين لا يستطيعون سماع أغنية لأكثر من 3 دقائق، لذا فالابتهالات ما زالت محصورة في الموالد ويفضلها كبار السن الذين تعودوا على سماع أغاني النجوم القدامى لساعات طويلة.

وأكدت السيدات تركن بصمة في فن الإنشاد الديني منذ عام 2010 مع التطور التكنولوجي في مجال الموسيقى، ولا يوجد اختلاف بين أداء الرجل والسيدة إلا في حلاوة الصوت وتمكنها من اللغة العربية الفصحى

إيمان: ياسمين الخيام مثلى الأعلى وأسرتي تدعمني دائمًا

في سن السابعة اكتشفت أسرة إيمان أبو العلا حلاوة صوتها، وكانت تطربهم بغنائها لكبار نجوم الفن، وعندما تخطت العشرين من عمرها قررت اللجوء للإنشاد الديني، وقالت: «أشعر براحة نفسية كبيرة عندما أبدأ الإنشاد، رغم أننا حتى الآن كمنشدات ومبتهلات غير معترف بتواجدنا، والتركيز الأكبر من الإعلام على المنشدين والمبتهلين من الرجال فقط، اذا أتمنى تسليط الضوء على موهبتنا والتأثير الإيجابي لتواجدنا على الساحة.

ودعمت عائلة إيمان خطوتها في التحول للإنشاد الديني، وخاصة والدتها التي كانت تستمتع بسماع صوتها، واتخذت إيمان المطربة ياسمين الخيام مثل أعلى لها، واصفة صوتها بأنه يصل إلى القلب، وتمنت أن تكون في مكانتها يومًا ما.