رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

.. وعاصمة ثقافة العالم الإسلامى

 

بعد تأجيل استمر سنتين، تبدأ فى التاسعة من مساء غدٍ، الأحد، فعاليات الاحتفالات باختيار القاهرة عاصمةف ثقافية لدول العالم الإسلامى، التى تضم، بين ٥٠ و١٤٩ فعالية ثقافية وفنية، تتواصل على مدار العام الجارى، ٢٠٢٢، وتشارك فيها دول منظمة الإيسيسكو، ICESCO، أو منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة.

بمشاركة الدكتور سالم بن محمد المالك، مدير عام الـ«إيسيسكو»، تفتتح الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، فعاليات الاحتفالات على المسرح الرومانى بسور القاهرة الشمالى. ومن المقرر أن يتم إطلاق دورة استثنائية من مسابقة «تراثى»، التى ينظمها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى للمصورين الفوتوغرافيين فى مصر ودول المنظمة، لاستلهام ذخائر التراث المعمارى الإسلامى.

منذ أكثر من نصف قرن، تحديدًا فى ٢٥ سبتمبر ١٩٦٩، اجتمعت ٢٥ دولة إسلامية فى العاصمة المغربية الرباط، وقررت إنشاء تكتل يخدم قضاياها المشتركة؛ فكانت «منظمة المؤتمر الإسلامى» التى صارت لاحقًا «منظمة التعاون الإسلامى»، وأختيرت جدة مقرًا مؤقتًا للمنظمة، إلى أن يتم تحرير القدس، لتكون هى المقر الدائم. وتوالى انضمام الدول ذات الأغلبية المسلمة؛ حتى وصل عدد الأعضاء إلى ٥٧ دولة، بانضمام ساحل العاج سنة ٢٠٠١. وهكذا، صارت المنظمة ثانى أكبر منظمة دولية فى العالم بعد الأمم المتحدة.

هذا هو الكيان الأكبر، أما المنظمة التابعة فصدر قرار إنشائها عن مؤتمر القمة الإسلامى الثالث الذى استضافته مكة المكرمة فى يناير ١٩٨١، لتكون «جهازًا إسلاميًا دوليًا جديدًا ضمن أجهزة العمل الإسلامى المشترك» فى إطار منظمة التعاون الإسلامى، وظلت تحمل اسم «المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة»، حتى اعتمد مجلسها التنفيذى فى ٣٠ يناير ٢٠٢٠، خلال دورته الأربعين، التى استضافتها أبوظبى، عاصمة دولة الإمارات تغيير اسم المنظمة إلى «منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة». ووقتها قال مديرها العام إن تغيير الاسم يهدف إلى رفع الالتباس الشائع بشأن طبيعة مهامها غير الدعوية، وفتح آفاق أوسع لحضورها على الصعيد الدولى، لافتًا إلى أن الاسم الجديد يعبر بشكل دقيق عن طبيعة الرسالة الحضارية، التى تنهض بها المنظمة، فى مجالات عملها، وعن الغايات والأهداف التى تعمل على تحقيقها.

فى تلك السنة، سنة تغيير اسم المنظمة، وتحديدًا فى ٢٠ فبراير ٢٠٢٠، جرى الإعلان الرسمى عن اختيار «القاهرة» عاصمة ثقافية للعالم الإسلامى، ضمن فعاليات النسخة الحادية والخمسين لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، غير أن الظروف الاستثنائية التى فرضها وباء «كورونا المستجد» على كل دول العالم، حالت دون إقامة الفعاليات أو تنظيم الاحتفاليات فى موعدها المحدد. ويشاء القدر أن تتزامن تلك الاحتفالات مع اختيار مصر، ضمنيًا، عاصمة لدواء قارة إفريقيا، لتكون بذلك عاصمة دواء الجسد والروح معًا.

تحت عنوان «عاصمة دواء إفريقيا»، توقفنا الثلاثاء الماضى، بشكل استباقى، عند اختيار مصر المرتقب مقرًا لـ«وكالة الدواء الإفريقية»، AMA، تعليقًا على زيارة وفد لجنة التقييم، التابعة لمفوضية الاتحاد الإفريقى، القاهرة. وأوضحنا أن سعى الدولة المصرية لاستضافة مقر الوكالة، يأتى انطلاقًا من حرصها على النهوض بالصحة العامة فى القارة السمراء، وإيمانًا منها بأهمية هذه الوكالة كإطار تنظيمى للصناعات الدوائية فى دول القارة. وأشرنا إلى الجوانب الشكلية، الإجرائية، والموضوعية، والطفرة الكبيرة التى حققتها دولة ٣٠ يونيو فى صناعة الدواء والأبحاث العلمية، وأيضًا فى عمليات تسجيل الأدوية، ومراقبة عمليات الإنتاج والتخزين. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن الدكتورة وزيرة الثقافة ذكرت، فى التقرير الذى رفعته إلى الدكتور رئيس مجلس الوزراء، أمس الأول الخميس، أن برنامج الاحتفالية «يضم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية المعبرة عن الهوية المصرية بمشتملاتها الثقافية والتراثية المتعددة، بالتعاون مع منظمة الإيسيسكو، وبمشـاركة جميع الهيئات والقطاعات بالوزارة، ويبلغ عددها ما يقارب خمسين فعالية. فى حين انتهى البيان الصادر، أمس الجمعة، عن وزارة الثقافة، بأن فعاليات الاحتفال «تضم ١٤٩ فعالية ثقافية وفنية وورشًا للحرف التراثية والتقليدية». وسواء كان العدد ٥٠ أو ١٤٩ أو ١١١١، فإن ما يعنينا هو أن تليق تلك الفعاليات بالدولة الأعرق والأقدم، فى العالمين العربى والإسلامى والعالم كله.