رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع الأزمة الروسية الأوكرانية 

أين تتجه أسعار النفط في الأسواق العالمية؟ خبراء يجيبون

أرشيفية
أرشيفية

شهدت الأسواق العالمية ارتفاعات قياسية في أسعار النفط والغاز لم تشهدها منذ سنوات عدة، وذلك تزامنًا مع بدء الأزمة الناشئة بين الدولتين روسيا وأوكرانيا، ولكن مع إعلان الرئيس الأمريكي “جو بايدن” أنه سيتم سحب ما يصل إلى مليون برميل يوميًا من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي الأمريكي لمدة ستة أشهر تبدأ فى مايو، والسؤال المطروح  إلى أين تتجه أسعار النفط بالأسواق العالمية؟ وكيف يمكن امتصاص ذلك؟ وما أبرز السيناريوهات المقترحة لهذا الوضع الجاري؟.

استشاري طاقة: "الأزمة الحالية تدق ناقوس الخطر"

المهندس ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ، في تصريح خاص لـ"الدستور" إن مع حلول الأزمة الروسية الأوكرانية حدثت الكثير من  التحولات الجذرية فى جميع القطاعات المختلفة والذي أثر بدوره بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، وقد كان أبرز نتائج تلك الأزمة الناشئة بين الدولتين، هو التفاقم الكبير في أسعار النفط في شتى دول العالم، نظرًا لحجم العرض عليه.

وتابع عزيز: أنه مع زيادة المعروض في السوق العالمية من إمدادات  النفط، وما قام به الرئيس الأمريكي مؤخرًا من حيث من إجراءات تشكل تحولات جذرية في أسعار النفط بالأسواق العالمي، موضحًا أنه أعلن عن خطة للسحب من الاحتياطي الاستراتيجي النفطي، معلنا عن سحب مليون برميل يوميا من الاحتياطي النفطي لمدة 6 شهور كاملة، وذلك محاولة لخفض أسعار الوقود.

واستكمل استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ: “في حالة استجابت دول أوبك لدعوة الرئيس الأمريكي  وزادت من انتاجها بالأسواق العالمية،  سيحدث تذبذب في سعر النفط حول 100 دولار للبنزين، منوهًا في نهاية حديثه إلى إن تلك الأزمة الحالية  تدق ناقوس الخطر لأجل التعجيل بنهاية عصر هيمنه  النفط والغاز، والتحول الطاقة للغازات البديلة”.

خبير اقتصادي: هناك إمكانية حدوث مقاطعة للنفط

الدكتور وليد جاب الله، خبير اقتصادي، أكد في حديثه لـ"الدستور" أن أسعار النفط تتأثر بشكل ملحوظ بمعدل العرض والطلب العالمي، وقد تعرض النفط  لحالات من الارتفاع والانخفاض في الأسعار، فبعد شهور من الانخفاض ارتباطًا بالتوقف نتيجة لانتشار جائحة كرونا، يعاود الارتفاع إلي معدلات قياسية متأثرًا بتداعيات الحرب الناشئة بين روسيا وأوكرانيا.

"تدرج العرض العالمي  في الوقت الحالي يمثل مؤشرًا كبيرًا في إمكانية حدوث مقاطعة للنفط، وفى حين وجود دول تستفيد من العروض والتخفيضات التى  من الممكن أن تقوم بها روسيا، ربما يسهم في التخفيف من هذا الارتفاع  الجنوني"، مشيرًا إلي إن الدول التى تخرج عن إطار المقاطعة  لمقاطعة الأوروبية والغربي للنفط الروسي، سيجعلها تحصل على المنتجات النفطية بأسعار جيدة.

وتابع: "في حالة ضغط الدول الأوربية على كل دول العالم حتى لا يقوموا بشراء النفط الروسي، سيكون هناك مشكلة كبيرة، لا يمكن تجاوزها على المدى القصير، لأن حجم الإنتاج العالمي حاليًا لا يمكن أن يغطى حجم الطلب المتزايد لإمكانية  ضخ استثمارات فى هذا المجال فى العديد من بقاع العالم".

ونوه إلى وجود سيناريوهات لتلك المسألة، أولًا في  انتهاء الحرب، أو حتى وقف اطلاق النار ومرونة من المعسكر الغربي، وقبول وجود  أطراف آخرون يمكنهم الحصول على النفط الروسي، هذا الأمر يمكن أن يُحدث تواجد نسبي في السوق وتستطيع السوق امتصاص هذا التأثير على المدى القصير.

إذ لم يحدث ذلك وتوسعت نطاقات  مقاطعة النفط الروسي هذا الحجم من الإنتاج العالمي مهما بلغ من الإنتاج لن يكون ذلك كافيًا لتغطية الطلب بشكل يدفع الأسعار إلى الانخفاض إلا مع ظهور استثمارات جديدة في دول أخرى.

واختتم وليد جاب الله  الخبير الاقتصادي حديثه بتأكيده إن مصر دولة مستوردة ومصدرة أيضًا لعدد من المواد البترولية، ويشكل ارتفاع الأسعار البترولية جانب إيجابي للاقتصاد المصري، ولكن هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار مع الركود النشاط السياحي في مصر قد يشكل تحدي كبير للاقتصاد المصري فقد يشكل بدوره ضغوط  ملحوظة على الموازنة العامة.