رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كرة القدم في مصر بين المرض والعلاج

دائرة مغلقة تعيش بداخلها كرة القدم المصرية اسيره عبر كل تاريخ تواجدها، لا إنجازات ولا تواجد مشرف علي الساحة العالمية، فيا تري ما هي الأسباب؟.

الإجابة من داخل تلك الأسئلة أولا: لماذا تعتلي اندية مثل الأهلي والزمالك الصدارة في افريقيا من حيث عدد البطولات الافريقية؟.. ولماذا يفشل المنتخب عالميا وتتفوق منتخبات اخري لا تنافس انديتهم الأهلي والزمالك؟.

ثانيا رغم صدارة الأهلي والزمالك المشهد في افريقيا، لماذا لم يخرج من بين هذان الناديان لاعب ذو مواصفات عالمية على شاكلة محمد صلاح او النني عبر كل تاريخيهما؟.

ومن خلال الأسئلة المطروحة عالية لابد ان نذهب بشكل كلي على إجابة السؤال الهام وهو لماذا تفشل الكرة المصرية في التواجد على الساحة العالمية؟ مربط حصان الكرة المصرية واخفاقها عالميا تكمن داخلي جدار الأهلي والزمالك، كيف ذلك؟.

الإجابة، كرة القدم أصبحت صناعة واستثمار وجزء هام من كينونة المجتمعات الرياضية وأصبحت لها معاهد ومدارس واكاديميات ومتخصصين وخبراء في كل المجالات لهذا نجح الاخرون ان يكونوا متواجدين على الساحة العالمية.

اما في مصر فالكارثة الحقيقية انه حدث تجمد قوي للفكر الكروي بكل مشتقاته منذ حقبة السبعينيات والثمانيات، فأصبحت كرة القدم اسيره ومخطوفة تماما من نادي الأهلي والزمالك وتمحورت تواجد الإنجازات المصرية فيمن سيفوز بالدوري او الكأس وأصبحت البطولة الحقيقية فيمن سيفوز او ينتصر في خطف اللاعب فلان او علان.

واتسعت تلك الحالة حتى أصبح الاعلام جزء من ذلك الواقع وتعمقت الكارثة بأن أصبح ذلك الواقع مقدس لدي جمهور الفريقين ولا يمكن نقده او الاقتراب منه والا ستكون خائن وكافر من وجهة نظر مشجعي أحد الفريقين.

وعاش الجميع داخل تلك الحلقة الكارثية التي صنعت الحالة المخزية للكرة المصرية، فأصبح شعار نادي الأهلي هو "الأهلي فوق الجميع" الذي يرسخ حالة التقديس الكارثية لدي مشجعيه واعضائه وأصبح الزمالك يحاول ان يتواجد في المشهد مع الأهلي ليقول ليس الأهلي وحده الذي فوق الجميع.

وفي كل ذلك وقعت الكرة المصرية في حالة تحارب فاشلة جعلتها تتزيل التواجد علي الساحة الدولية، لان إدارة منظومة الرياضة نفسها أصبحت داخل تلك الحالة التي صنعها تواجد الفريقين، فليس هناك طموح للاعب ابعد من ان يلبس تشرت احد الفريقين فذاك فخر ما بعده فخر سيفتح له طريق الشهرة والتواجد الاجتماعي ويضمن له العمل فيما بعد في احد الناديين او احد النوادي الاخري او احد شركات الدولة او حتي التواجد الإعلامي، وهكذا اصبح القائمين علي الرياضة في مصر من الوزير مرورا باتحاد الكروة ومجالس إدارة الأندية هم جزء من ذلك الموروث المتجمد الفاشل.

والدليل القاطع على كارثية تلك الحالة ان أحد الناديين لم ينجح عبر كل تاريخيهما في إنجاب لاعب ذو مواصفات عالمية " تخيلوا معي أيها القراء الأعزاء الذين تقدسون تشجيع هذان الناديين وتذهبون الي الاختلاف والتشابك والسباب والقذف بعضكما البعض، لم يحاول أحد الناديين مسايرة المتغيرات العالمية وعمل شراكة فعالة مع الأندية العالمية لإقامة الاكاديميات والاستفادة من الخبرات العلمية والعالمية

والحل يكمن في عدة خطوات منها واهمها في القريب العاجل، هو تدخل الدولة بفتح مجال الاحتراف خارجيًا للأجيال الصغيرة " من أي سن صغير الي سن 21 عام" دون ان يعرقل النادي تلك الخطوة لأي لاعب والملاحظ ان في الوقت الحالي عدد كبير من المصريين الاشبال يلعبون في اندية كبيرة في الخارج وللملاحظ ايضا ان هؤلاء لم يخرجوا من الأهلي او الزمالك بل هم أولاد  المقيمين في الخارج ويحملون الجنسية المصرية مع جنسيته اقامتهم.

تقوم الدولة بعمل مراكز تسويقية بشكل علمي مدروس تحت إدارة أسماء كروية مصرية معروفه عالميًا لتسويق أبناء مصر للأندية الخارجية حيث تكتظ الشوارع المصرية بالموهبين ولكن لا يعرفهم أحد او يساعدهم أحد وان نجحوا في التواجد سيتصارع عليهم الأهلي والزمالك وعندها ستموت موهبتهم داخل أحد جدار أحد الناديين.
وتبقي الخطوات الأقوى تأثيرا، وهي رجوع النشاط المدرسي الرياضي، والتوسع في إقامة الملاعب في القري والنجوع، ورجوع عمي عبده البقال مرة اخري لاختيار الموهبة التي تمثل مصر في الاحتراف خارجيًا وليس للعب للأهلي والزمالك.