رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خمس مبدعات على منصة تكريم «إيزيس»

مهرجان  إيزيس الدولى
مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة

احتفى مهرجان «إيزيس» الدولى لمسرح المرأة بخمس مبدعات مصريات، بالتعاون مع تجمع «تماسى» للفنون الأدائية، فى نهاية شهر المرأة، من خلال إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية القصيرة عنهن.

تأتى تلك المبادرة فى سياق محاولة سد الفجوة فى تاريخ المسرح المصرى، عبر توثيق أعمال صانعات المسرح المعاصرات، وراعت المبادرة محددات التنوع، مثل تنوع المجالات الفنية التى تشتغل بها صانعات المسرح المختارات وتنوع الأجيال، وأنتجت المبادرة فى نسختها الأولى ٥ أفلام عن ٥ مبدعات: «الممثلة نهاد أبوالعينين، ومصممة الرقص ميريت ميشيل، والمخرجة والممثلة منال إبراهيم، وأستاذة السينوغرافيا الدكتورة عايدة علام، والممثلة والناقدة والمترجمة الدكتورة سهام بنت سنية وعبدالسلام».

وعرضت الأفلام الخمسة فى احتفالية عقدت على مدار يومين، فى نهاية الأسبوع الماضى بسينما الهناجر فى دار الأوبرا.

فى اليوم الأول أدارت الحوار رشا عبدالمنعم، مديرة المهرجان، وقالت إن المشروع يسلط الضوء على مبدعات المسرح ويبرز أدوارهن المهمة فى الحركة المسرحية، ورأى مهرجان «إيزيس» وتجمع «تماسى» استلهام هوية المهرجان عبر الربط- فى مقدمة الأفلام- بين أسماء المبدعات وبعض الرموز وآلهة مصر القديمة، بناء على شخصياتهن، وباعتبارهن «بنات إيزيس».

لهذا تحمل نهاد أبوالعينين اسم «ساتت» إلهة الحرب وفيضان النيل وحامية الحدود الجنوبية، إذ تتميز «نهاد» بالتدفق الشديد فى الحكى، بينما لقبت ميريت ميشيل بالـ«عنخ»، مفتاح الحياة، وهو ما يتوافق مع التحدى الدائم فى شخصيتها وما تخوضه من مغامرات من أجل فتح الأبواب المغلقة، وهو ما بدا ظاهرًا فى فنها وفى اختياراتها فى الحياة.

أما منال إبراهيم فهى «ساشت»، إلهة الحكمة والمعرفة والكتابة وحارسة النصوص والسجلات، وهو ما يتوافق مع حكمة منال وقدرتها على النفاذ للنفس البشرية فى مسرحها وحياتها كذلك، ولقبت الدكتورة عايدة بـ«موط»، أم الآلهة زوجة الإله آمون، نظرًا لما تتسم به شخصيتها من حب وعطاء وارتباط وثيق بشريك حياتها الراحل الدكتور حسن عطية، أما الدكتورة سهام، فلقبت بـ«باستيت» إلهة المرح والسعادة والراحة فى مصر القديمة، لأن تتمتع دائمًا بالفضول والتطلع للجديد ولا تتوقف عن التعلم أبدًا.

وتعاونت أمانى أبوزيد، مديرة تجمع «تماسى»، مع إدارة المهرجان، حتى تخرج هذه الأفلام بأفضل صورة ممكنة، وتصبح وثيقة للتعريف بمجهود هؤلاء المبدعات.

وقالت الممثلة والمخرجة عبير لطفى، رئيسة المهرجان، إن جزءًا من دور المهرجان هو تسليط الضوء على مبدعات المسرح ومجهوداتهن، خاصة أن فرص الوجود على الساحة المسرحية تتقلص، ليس فقط أمام المبدعات من النساء بل أمام الرجال أيضًا، مشيرة إلى أنها اشتركت فى صياغة الرؤية وإعداد هذه الأفلام مع مديرتىّ المهرجان، عبير على ورشا عبدالمنعم، ومديرة «تماسى» أمانى أبوزيد، واستغرق العمل عليها أكثر من عام ونصف العام.

غابت عن الاحتفالية الممثلة نهاد أبوالعينين، لارتباطها بتصوير عمل فنى، وقالت ميريت ميشيل، خلال المناقشة التى أعقبت عرض الأفلام، إنها عاشقة للمسرح ولا تتخيل أبدًا أنها قد تبتعد عنه يومًا، لكن مع وجود العديد من التعقيدات التى تواجه إنتاج العروض حاليًا قد تمر سنوات بين عرض وآخر، ولهذا يضطر الفنان أحيانًا للعمل بمجالات أخرى إلى جانب المسرح، لكنه يظل بالنسبة له العشق الأول والأخير.

وقالت الفنانة منال إبراهيم، إن توثيق أعمال المسرحيين واحدة من المشاكل التى تواجه الحركة المسرحية بشكل عام والمستقلة بشكل خاص، ولذلك حاولت العمل على هذه الفكرة فى معرضين متتاليين، هما: «ميريت» و«مارينا»، ومشروع «بنات إيزيس» يخدم فكرة التوثيق لأعمال المبدعات وتاريخهن المسرحى.

وأدارت الحوار فى اليوم الثانى الإعلامية الكبيرة مشيرة موسى، التى أشادت بمستوى الأفلام والمسيرة الملهمة للدكتورة عايدة والدكتورة سهام.

وأشارت الدكتورة عايدة إلى المعوقات التى واجهتها فى بداية دخولها عالم المسرح كمصممة ديكور وقصتها مع رفيق رحلتها الناقد الراحل الدكتور حسن عطية، الذى ساندها كثيرًا ورافقته فى رحلة الدراسة بإسبانيا، وأسست معه مكتبة عظيمة تعتبر أول وأهم ما عملا على تأسيسه فى منزل الزوجية، وهى مفتوحة الآن لكل من يحتاجها من الطلبة والدارسين، مضيفة أنها كانت تتمنى تحويل منزلها إلى صالون ثقافى، ولكن مع الأسف واجهت بعض العراقيل القانونية التى تمنعها من تحقيق ذلك.  

وقالت الدكتورة سهام، إن العمل فى المسرح ملىء بالمصاعب ويتطلب وقتًا ومجهودًا بدنيًا كبيرًا، ربما لا يكون العائد المادى مساويًا له، لكن مع ذلك يظل المسرح العشق الجذاب الذى لا يمكن التخلى عنه، مشيرة إلى أنها تحب الحكى وبدأت طريقها معه من خلال مشروع «قالت الراوية»، واستمرت مع فرقة «أنا الحكاية» التى تعيد كتابة قصص «ألف ليلة وليلة» والأدب الشعبى والحديث أيضًا، وتستلهم من الحياة الواقعية والأمثال الشعبية أحيانًا وتصيغها فى حكايات ممتعة مصحوبة بالأغنيات.

وفى ختام الاحتفالية، قدمت الممثلة والمخرجة عبير لطفى عددًا من شهادات التقدير للشباب المتطوعين، الذين شاركوا فى تنظيم الدورة الأولى من المهرجان فى سبتمبر الماضى، والمشاركين فى كورس التمثيل المكثف للفنانة معتزة عبدالصبور، الذى نظمه المهرجان فى هذه الدورة.