رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استخدام الفحم فى المصانع قاتل وباطل


أين المنظمات المدافعة عن البيئة؟! أين جهاز حماية المستهلك؟ أين جهاز حماية المنافسة والاحتكار؟! أين وزارة الصحة؟ أين وزارة البيئة؟ يا كل هؤلاء: هل تعرفون أن الغاز المنبعث من استخدام الفحم فى المصانع وهو غاز ثانى أكسيد الكربون الذى يسبب دفء المناخ ويسهم فى أسباب كثيرة للوفاة منها أمراض الصدر والجهاز التنفسى والقلب

. هل تعلمون أن الدول الصناعية الكبرى بدأت منذ عشرات السنين الاستثمار فى دول العالم الفقير ومنها مصر فى المصانع الملوثة للبيئة حتى تبعد آثار ذلك عن شعوبها على حساب صحة شعوب العالم الفقيرة، مثل مصانع الأسمنت والأسمدة. هل تعلمون أن هذه الدول التى تحافظ على صحة شعوبها تستخدم الطاقة الأكثر نظافة وعلى رأسها استخدام الغاز بينما تصدر الفحم إلى الدول الفقيرة لاستخدامها فى المصانع وتزيد التلوث والأمراض.

هل تعلمون أن هدية مجلس الوزراء المصرى بقيادة المهندس إبراهيم محلب أعلنت وقررت استخدام طاقة الفحم فى مصانع الأسمنت المصرية وعددها 12 شركة تمتلك 17 مصنعا على أراضى مصر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا! وإذا رجعنا إلى سياسات الحكومات السابقة قبل الثورة فى خصخصة وبيع الشركات المصرية والمصانع فى حقبة حكم نظام المخلوع الفاسدة التابعة لوجدنا أن مصانع الأسمنت تم بيعها إلى شركات أجنبية كبرى وعلى رأسها الشركات الإيطالية التى تنتج ما يقرب من 25% من إنتاج الأسمنت فى مصر، والشركة الفرنسية فى العين السخنة وشركات يونانية وإسبانية وإنجليزية. ولا تمتلك مصر غير بضعة أسهم فى بعض هذه الشركات: 16% فى شركة السويس للأسمنت وحصة أصغر «10%» فى شركتين أخريين كما جاء فى إحصائية خاصة بشركات الأسمنت فى «أهرام» يوم 14 أبريل من العام الحالى.والمصيبة تبدأ فى أواخر سنوات حكم مبارك عند عقد اتفاقية تصدير الغاز المشئومة والتى يحاكم فيها الآن صاحب شركة غاز شرق المتوسط حسين سالم هو ومبارك والتى تم تصدير الغار بمقتضاها إلى العدو الصهيونى بدولار وربع للمليون وحدة حرارية بريطانية فى الوقت الذى كانت الأسعار العالمية تصل إلى 11 دولارا فى أكبر اتفاقية فاسدة تاجرت بثروات ملك الشعب المصرى بأبخس الأثمان. كما صدرت لدول أخرى مثل إسبانيا والأردن أيضا بأثمان تقل بكثير عن السعر العالمى مما أدى إلى خسارة تقدر بمليارات الدولارات على الدولة المصرية.ورغم أن أى دولة لا تصدر أى من ثرواتها إلا بعد الاكتفاء الذاتى، إلا أننا فوجئنا قبل الثورة ومع انقطاع الكهرباء أن وزير الكهرباء وقتها خرج ليبتهم وزارة البترول بأنها لا تمده بالطاقة اللازمة لتشغيل التوربينات فى محطات توليد الكهرباء. واكتشفنا أنه فى الوقت الذى نصدر فيه الغاز الذى يطلق عليه اسم الطاقة النظيفة بثمن بخس بمتوسط 2 دولار للمليون وحدة حرارية نستورد المازوت لتشغيل محطات توليد الكهرباء الملوث للبيئة والذى يقدر سعره بـ 11 دولارا للمليون وحدة حرارية. ياللمصيبة والكارثة، ياللفساد والخراب المتعمد للاقتصاد المصرى.هذا غير أن الدولة تمد مصانع الأسمنت وغيرها من المصانع ذات الاستخدام الكثيف للطاقة مثل السيراميك والحديد والأسمدة بطاقة مدعومة على حساب الشعب المصرى فى الوقت الذى تبيع فيه هذه المصانع منتجاتها فى السوق العالمية والمحلية بالأسعار العالمية وبأرباح خرافية تصل إلى 200% وأكثر فى الوقت الذى تحدد فيه الدول فى معظم أنحاء العالم هامش ربح لا يزيد على 35%! وبالرغم من قوانين حماية المنافسة ومنع الاحتكار، وبالرغم من ادعاءات جهاز حماية المستهلك، تبيع تلك المصانع إنتاجها فى السوق المحلية بسعر يتخطى سعر السوق العالمية ويصل إلى 800 جنيه لطن الأسمنت مما دفع البعض لاستيراده من الخارج بالسعر العالمى فوصل هنا لسعر 650 جنيها للطن فقط!ومع تزايد الدعوة إلى بيع الغاز الطبيعى لشركات التصدير بالسعر العالمى تفتق ذهن أصحاب مصانع الأسمنت، حتى يوفروا فى سعر الطاقة، وفى نفس وقت أزمة الطاقة فى مصر، تفتق ذهن رجال الأعمال مع الحكومة على استخدام الفحم الملوث للبيئة فى مصانع الأسمنت! وهى مقدمة بالطبع لاستخدامه فى بقية المصانع حتى يتم توفير سعر الطاقة لهؤلاء الاحتكاريين مع البيع بنفس الأسعار العالمية وتتدفق الأرباح الهائلة إلى جيوبهم ويختنق المصريون بالهباب والسحابة السوداء وتدخل الأمراض إلى عقر دارهم. «سعر الفحم 3 دولارات فقط!».لا يكفى المصريون المبيدات المسرطنة التى تم استيرادها أيام حكم مبارك المخلوع والتى أدت إلى انتشار السرطان والفشل الكلوى، لا يكفى المصريون أنهم الشعب الأعلى فى العالم فى نسبة الإصابة بفيروس «سى»، لا يكفى المصريون اختلاط مياه الشرب بمياه المجارى فى بعض الأماكن مما فجر أوبئة التيفود وغيرها، لا يكفى المصريون المعيشة فى مناطق عشوائية لا آدمية وغير صحية، لا يكفى المصريون استنشاق عادم السيارات مع الهواء يوميا، لا يكفى المصريون أكل خضراوات مروية بمياه الصرف الصحى فى عدد من الأماكن!!!أيها المسئولون الحاكمون اتقوا الله فى شعب مصر! «المشرحة مش ناقصة قتلى»!! الغازات المنبعثة من استخدام الفحم الذى بطل استخدامه فى الدول التى تحافظ على مواطنيها قاتل قاتل.... واستخدام الفحم باطل باطل وكان الله فى عونك يا شعب مصر.

■ الأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى