رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة صينية: الولايات المتحدة تداوى أزماتها الداخلية بإثارة أزمة أوكرانيا

أوكرانيا
أوكرانيا

كتبت صحيفة "هوانكيو شيباو" الصينية أن واشنطن تعمدت إثارة أزمة أوكرانيا، لضمان تبعية أوروبا لها ومحاولة إضعاف روسيا وتشتيت الانتباه عن الأزمات الأمريكية الداخلية العميقة.

وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة هي المسؤولة عن نشر الأساطير حول الحرب الباردة وتفاقم المشكلات العالمية، ولفتت إلى أنها أطلقت خمس جولات متتالية من توسع الناتو شرقا، مما أدى إلى الضغط على الفضاء الأمني ​​لروسيا إلى أقصى حد، وذلك بمحاولة لإضعافها وإغراقها في مستنقع الحرب والعقوبات.

ويقول معدو المقال إن الوضع الحالي في أوكرانيا هو انعكاس لعقلية الحرب الباردة على الخريطة الجغرافية لأوروبا، ويلقون باللوم على الولايات المتحدة في إثارة الصراعات الجيوسياسية وتهديد السلام العالمي. فمن أجل تقييد أيدي أوروبا بذريعة الأمن والاستراتيجية، تثير الولايات المتحدة، على حساب أوكرانيا والمصالح الأوروبية، صراعات "وتصب الزيت في النار" في أوكرانيا.

ووفقا للصحيفة فإن واشنطن "تنفث الدخان" في أعين الرأي العام، وأن الوضع في أوكرانيا كان أول حرب معلومات واسعة النطاق في عصر الشبكات الاجتماعية، ويقوم الغرب فيها بتلفيق أخبار كاذبة بلا حساب ويواصل مهاجمة مواقع الحكومة الروسية على الإنترنت.

ووفقا للمقال، أظهرت الولايات المتحدة جشعها لهيمنة الدولار مع تصاعد الوضع في أوكرانيا، حيث شهدت سوق الأسهم العالمية اضطرابا كبيرا، وارتفعت أسعار الطاقة بشكل كبير، ووصلت أسعار المواد الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها في 11 عاما، واشتد الاضطراب في سلاسل الإنتاج والإمداد.

وبالنسبة لأمريكا، هذا الوضع مفيد فبعد بدء الصراع، ارتفعت الأسهم الأمريكية بشكل حاد، وتوسعت الصناعة العسكرية وصادرات الطاقة وهكذا يمكن القول إن الولايات المتحدة تستفيد من الصعوبات التي يواجهها الاتحاد الأوروبي.

كما اتهمت الصحيفة الصينية واشنطن باستخدام "معايير مزدوجة"، ففي حين تعتبر الولايات المتحدة نفسها "حامية لحقوق الإنسان"، تشارك في الوقت نفسه في إطلاق العنان للنزاعات وبدء الاضطرابات.

وترى الصحيفة أن الولايات المتحدة تستفيد من المواجهة لتحويل الأنظار عن التناقضات الداخلية، المتعلقة بالجمود المؤسسي المرتبط بالاستقطاب السياسي، وعدم المساواة بين الأغنياء والفقراء، والصراع العرقي، والاضطرابات الاجتماعية، وعدم الاستقرار الوبائي. وفي مواجهة فقدان الهيمنة، فإن المخرج الوحيد الذي يمكن أن يساعد في "إطالة عمرها" هو إثارة صراعات خارجية.

وخلص المقال إلى أن الولايات المتحدة تقوض باستمرار النظام الإقليمي والعالمي، من الحرب في الشرق الأوسط إلى "الربيع العربي"، ومن "الثورات الملونة" في أوراسيا إلى "عقيدة مونرو" الجديدة في أمريكا اللاتينية.