رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبد المنعم سعيد: الأزمة العالمية الحالية تضيف تعقيدات كبيرة على سلاسل الإمداد

الدكتور عبد المنعم
الدكتور عبد المنعم سعيد

قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، رئيس الهيئة الإستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن النظام العالمي سيطرت عليه العولمة خلال العقود الأخيرة بشكل أصبح معه العالم قرية صغيرة، ولكن هذه القرية الصغيرة عادت إلى خلافاتها الكبرى الآن، وهذه الخلافات في قلب القارة الأوروبية التي قامت فيها الحربان العالميتان وليست في دول أخرى مثل أفغانستان والعراق وجورجيا كما حدث من قبل.

وأضاف سعيد، خلال كلمته في مؤتمر المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن الأزمة الحالية أمامها احتمالان، الاحتمال الأول هو اعتياد الأزمة مثلما حدث في أزمات أخرى مثل الإرهاب وكورونا، والاحتمال الثاني هو الوصول إلى حل، وهناك بالفعل علامات على أن الأزمة يمكن أن يحدث لها انفراجة خلال الشهور المقبلة.

وأشار إلى أن الأزمة العالمية الحالية مسببة لأزمة اقتصادية كبرى لأنها قائمة في قلب النظام الرأسمالي العالمي، ولذلك تضيف تعقيدات كبيرة على سلاسل الإمداد في العالم، وتؤثر على سعر الدولار صعودًا وهبوطًا بما يؤثر على العملات المحلية، وكل هذه إشكاليات يواجهها العالم بسبب الحرب والتهديدات المتبادلة بين أقطاب تمتلك أسلحة دمار شامل، وهو ما يهز حركة الاقتصاد والاستثمار، ويصل إلى مصر بأشكال مختلفة.

وأكد سعيد أن توطين الصناعة له شقين، الشق الأول هو الشق الفني وهو ما خطت مصر فيه خطوات واسعة من خلال المجمعات الصناعية والمدن الصناعية الجديدة، والشق الآخر هو شق ثقافي وهو به مشكلة، فالثقافة في مصر مازالت ثقافة زراعية بشكل أساسي، والثقافة الصناعية لم تتبلور بعد.

وقال إن النموذج المصري الأساسي في التنمية مشابه للنموذج الآسيوي القائم على خلق اقتصاد سوق حقيقي، وأن تكون لديها طاقة تصديرية قوية، وقد أتمت مصر البنية الأساسية اللازمة لذلك، ولكن نحتاج إلى سوق تصديري كبير فالسوق المصري في حد ذاته ليس سوقا كبيرا، وإذا كان السوق العالمي به منافسة وخيارات كثيرة، فالسوق الإقليمي يتيح لنا مساحة أكبر من الطاقة الاستهلاكية التي يمكن أن تستوعب نموا كبيرا في الصناعة المصرية. وذلك على سبيل المثال ما حدث في غاز شرق المتوسط بناء على التكامل الإقليمي الذي جعل مصر مركزًا إقليميًا للطاقة.