رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زاره الملك أحمد فؤاد.. تاريخ المتحف القبطي

خلال زيارته للمتحف
خلال زيارته للمتحف القبطي

زار الملك أحمد فؤاد الثاني، وبعض أفراد عائلته الكنيسة المعلقة بمصر القديمة، والمتحف القبطي.

وفي هذا التقرير تٌستعرض "الدستور" أبرز المعلومات عن المتحف القبطي:

قال ماجد كامل، الباحث في التراث الكنسي، وعضو اللجنة البابوية للتاريخ الكنسي، إنه يعتبر المتحف القبطي واحدًا من أقدم المتاحف الموجودة بمصر؛ إذ يرجع تاريخ تأسيسه إلي عام 1910؛ ولكن جذور فكرة المتحف ترجع إلى أقدم من هذا بكثير، وفكرة الاهتمام بجمع الآثار القبطية ترجع إلى العالم الفرنسي أوجست مارييت؛ عندما جاء إلى مصر موفدًا من الحكومة الفرنسية لجمع وفحص المخطوطات القبطية المحفوظة في الأديرة والكنائس.

الملك احمد فؤاد داخل المتحف الفبطي

تابع: “وجاء بعده جاستون ماسبيرو (1846- 1916) وهو أول من اهتم بجمع الآثار القبطية فى مكان واحد وخصص لها مكانًا مستقلًا داخل المتحف المصري. وفي عام 1898؛ وتحديدًا في 4 يناير اقترح العالم الألماني ماكس هرتز وكان يعمل مديرًا للجنة حفظ الآثار العربية؛ على اللجنة إنشاء متحف للآثار القبطية؛ فكلفت اللجنة حسين فخري باشا السعي لدي البابا كيرلس الخامس ( 1824- 1927) البطريرك الـ 112 من بطاركة الكرسي المرقسي لتوفير مكان خاص لجمع وتصنيف هذه الآثار. فقام البابا بتخصيص غرفة لهذا الغرض في كنيسة المعلقة، غير أن المولد الحقيقي للمتحف القبطي جاء علي يد مرقس باشا سميكة ( 1864-1944 ) حيث طلب من البابا كيرلس الخامس قطعة أرض ليقيم عليها المتحف؛ فمنحه البابا قطعة الأرض الواقعة بين كنيستي المعلقة وأبو سرجة؟”.

 

داخل المتحف القبطي

بدأ البناء عام 1908؛ وتم الانتهاء منه وافتتاح المتحف رسميًا في 14 مارس 1910؛ وظل المتحف تابعًا للكنيسة القبطية حتى عام 1931 حيث نقلت تبعيته إلى الحكومة المصرية؛ وعندما ضاق المبني القديم عن استيعاب الكم المتزايد من التحف والآثار القبطية؛ قامت الحكومة المصرية ببناء مبني جديد ملحق بالمبني القديم؛ ولقد تم افتتاح المبني الجديد رسميًا في 20 فبراير 1947.

 

داخل الكنيسة المعلقة

وقام بالافتتاح نيابة عن الملك فاروق الدكتور عبد الرزاق السنهوري وزير المعارف العمومية في ذلك الوقت؛ كما حضر الحفل أيضا البابا يوساب الثاني (1946-1956) البطريرك الـ115 من بطاركة الكرسي المرقسي.

أما الأقسام التي يضمها المتحف القبطي فهي قسم الصور والأيقونات، والمخطوطات، المنسوجات، والأخشاب، والزجاج، والأحجار، وقسم المعادن، والعاج، والفخار (الأوستراكا)، والفريسك، والفخار والخزف، والخوص والجلد.

 

داخل الكنيسة المعلقة

ويضم المتحف مكتبة قيمة ترجع جذور نشأتها إلى عام 1920؛ حين زار الملك فؤاد الأول المتحف وأوصي بضرورة وجود مكتبة ضخمة تحوي أمهات الكتب في المجال القبطي؛ وتبرع جلالته بمبلغ 500 من أجل هذا الغرض؛ وكانت النواة الأولى لهذه المكتبة هي مجموعة المخطوطات المحفوظة في الكنيسة المعلقة؛ ثم ضمت إليها فيما بعد المكتبة الخاصة بالمرحوم ميخائيل بك شاربيم (1853- 1912) صاحب كتاب الكافي في تاريخ مصر في خمسة أجزاء؛ ولقد توسط في أمر نقلها إلى المتحف المرحوم توفيق بك إسكاروس (1871- 1942) وبمرور الوقت ازداد رصيد المكتبة جدًا عن طريق الكتب المهداة من المكتبات والمتاحف العالمية؛ ثم عن طريق ميزانية مخصصة للشراء فيما بعد.

داخل الكنيسة المعلقة

ولقد رأس إدارة المتحف العديد من كبار علماء القبطيات؛ نذكر منهم مؤسس المتحف مرقس باشا سميكة؛ والدكتور توجو مينا (1906- 1948 ) وكان قد حصل على درجة الدكتوراة في الآثار من جامعة باريس؛ كما رأسه أيضا الدكتور باهور لبيب (1905- 1994) عالم اللغة القبطية الشهير؛ والدكتور رؤوف حبيب (1902- 1979) الذي أثرى المكتبة القبطية بالعديد من الكتب القيمة.

 

داخل الكنيسة المعلقة

ولقد زار المتحف القبطي العديد من رؤساء وزعماء العالم؛ منهم الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت الذي زار المتحف عام 1910؛ كما زاره الملك فؤاد الأول عام 1920؛ ثم زاره للمرة الثانية عام 1930 بصحبة الملك ألبرت الأول ملك بلجيكا؛ وزاره أيضا الإمبراطور هيلاسلاسي إمبراطور إثيوبيا الراحل في 28 يونيخ 1959؛وزارته أيضا ولية عهد الدانمارك في نوفمبر 1962؛ وصحبها في هذه الزيارة الدكتور ثروت عكاشة (1921- 2012) وزير الثقافة في ذلك الوقت؛ وزار المتحف أيضًا الرئيس نكروما رئيس غانا الراحل؛ وتبرع بمبلغ 4000 جنيه مصري نقدًا للمتحف.

ومن الكنوز التي يحتويها المتحف مجموعة مخطوطات نجع حمادي التي تم اكتشافها في صعيد مصر عام 1945؛وتتكون من 13 كتابًا؛ كما يضم أيضًا الاكتشافات التي عثر عليها العالم الفرنسي "كويبل" في دير الأنبا أرميا سقارة عام 1906؛ كذلك أيضا الاكتشافات التي عثر عليها العالم الفرنسي "جان كليدا " في دير الأنبا أبوللو بباويط عام 1900؛ ومجموعة رائعة من الأيقونات لكل من يوحنا الأرمني؛ وانسطاسي الرومي وإبراهيم الناسخ.