رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناشدة طارئة من الكاميرون للفارين من «بوكو حرام» الإرهابية

جريدة الدستور

تعانى دولة الكاميرون من تدفق دائم للمواطنين الفارين من دولة نيجيريا إلى حدودها بسبب بطش وإرهاب حركة بوكو حرام المصنفة ضمن قوائم الإرهاب فى العالم، ولم يفر هؤلاء فقط بل صرحت الحكومة فى الكاميرون بأن القرويين الذين يعيشون فى قرى على الحدود مع نيجيريا يعانون من العنف الممنهج من عناصر بوكو حرام حيث يتم قتل رجالهم واختطاف أطفالهم ونسائهم وسرقة ممتلكاتهم بحسب الحكومة الكاميرونية.

وتسعى الحكومة فى الكاميرون مؤخرا لإعادة المواطنين إلى قراهم بعدما فروا إلى مخيمات ومراكز حكومية فى مدن مجاورة هربا من إرهاب بوكو حرام، إلا أن المواطنين الفارين يرفضون العودة.

وفى تصريح خاص لـ«أمان» صرح فيليمون ندولا، المتخصص فى حل النزاعات فى مركز الصدمات وهو منظمة غير حكومية فى الكاميرون، بأنه على الكاميرون ضمان السلام قبل إعادة الإعمار.

واكد فيليمون أنه لا يمكن تحديد عناصر بوكو حرام، فهم يهجمون فجأة من بين الناس، مشيرا إلى أن أى محاولات للبناء قد يتم إعادة تدميرها مرة أخرى إذا لم يتم تدمير بوكو حرام ووقف عناصرها من سرقة القرويين وترهيبهم وخطف نسائهم وأطفالهم.

وتابع قائلا: «كنا نجلس فى الخارج ونتناقش. لم نكن نعلم أن بوكو حرام كانت موجودة وقبل أن نلاحظ، كان هناك بالفعل تفجير ضخم بجوارنا، ولحسن الحظ كنا بعيدين قليلًا عنه وإلا لكنا قد قتلنا جميعا، لذا نتفهم مخاوف الناس ورفضهم للعودة فالعودة إلى هناك خطيرة للغاية».

واقترح أن لا تكتفى الحكومة بالحديث عن التعافى والبناء فقط، مطالبا بأن تقوم الحكومة بجانب بناء المدارس والمنازل والمستشفيات وما إلى ذلك. بالاهتمام بالجانب النفسى، حيث إن الناس فى حالة رعب دائم ولا يستطيعون حتى الخروج للقيام بأعمالهم التجارية، والذهاب إلى مزارعهم فقط عندما يكون لديهم هذا الحد الأدنى من الشعور بالأمان والأمن.

وكانت قد أرسلت حكومة الكاميرون مسئولون حكوميين إلى حدودها الشمالية مع نيجيريا لإقناع القرويين الذين فروا من مقاتلى بوكو حرام بالعودة إلى بلداتهم، وتضمنت البعثة هناك كلا من وزير الإسكان والتنمية الحضرية فى الكاميرون ووزير العقود العامة وعددا كبيرا من المسئولين والمختصين فى الجيش الكاميرونى.

وتحاول الكاميرون إعادة مواطنيها الهاربين من قراهم بسبب إرهاب بوكو حرام بعد أن استثمرت الدولة الكاميرونية أكتر من 10 ملايين دولار فى جهود لإعادة الإعمار بعد الأضرار التى سببتها الجماعة الإرهابية فى بعض القرى الكاميرونية الحدودية مع نيجيريا.

لكن تصرح الحكومة بأن شمال بلادها لا تزال تعانى من نزوح كبير للعديد من القرويين الهاربين من بطش الإرهاب والاعتداءات والقتل التى يتسبب بها عناصر بوكو حرام.

وكانت قد قامت دولة الكاميرون خلال الأشهر الماضية بدفع جرافات وزارة الأشغال العامة إلى القرى المجاورة لنيجيريا لإعادة تطويرها وبناء حدود تمنع هجمات الأرهابيين على مواطنيها وإعادة ترميم وإصلاح الأجزاء المدمرة من الطريق البالغ طوله 30 كيلومترًا والذى يربط بلدة مورا بشمال الكاميرون بمدينة بانكى فى شمال شرق نيجيريا.

وصرحت الحكومة بأنهم يحاولون دوما إعادة إعمار البنية التحتية التى تتضرر بسبب محاولات القوات الكاميرونية منع مقاتلى بوكو حرام من الهجوم على القرى وسرقة الماعز والماشية وطيور المائدة والطعام الخاصه بالقرويين والفلاحيين الكاميرونيين.

وأشارت الحكومة إلى أن بوكو حرام دمرت عدة مرات مدارس ومستشفيات وأسواق دمرتها وطالبت الحكومة الجميع بالعمل سويا مع مؤسسات الدولة لإعادة بناء الدمار الذى تتسبب به الحركة الإرهابية.

وطالبت الحكومة من مواطنيها الذين فروا إلى المدن البعيدة عن حدود نيجيريا بالعودة إلى بلداتهم والمساهمة فى اصلاحها وإعادة البناء وحماية حدود الكاميرون من الإرهابيين بجانب رجال الشرطة والأمن.

وأكدت الدولة أن الجيش سيحمى الناس ويساعدهم فى البناء وإصلاح الأراضى الزراعية وإعادة انشاء مزراع للدجاج والماعز وبناء الأسواق والمدارس مرة أخرى.

وعلى الرغم من مطالبة الحكومة لمواطنيها بالعودة إلى قراهم وبمحاولات وقف تدفق الفاريين الى قراهم، أبلغت الكاميرون عن هجومين قاتلين تابعين لبوكو حرام أودى بحياة 13 جنديًا ومدنيًا فى قريتى ساغمى وزيغى الحدوديتين ووقع أحدث هجوم فى زيجى وتقول السلطات إن خمسة جنود وستة مدنيين قتلوا.

ولم يصدر أى تعليق من نيجيريا، لكن قوة المهام المشتركة متعددة الجنسيات التى أنشأتها دول حوض بحيرة تشاد لمحاربة بوكو حرام، تتكون من قوات من نيجيريا والكاميرون وبنين والنيجر وتشاد وتنتشر القوات، التى لها قاعدة فى مورا على طول حدود الكاميرون مع نيجيريا صرحت بمحاولات وقف عناصر بوكوحرام من قتل الأبرياء وسرقة ممتلكاتهم ووقف عمليات الخطف الممنهج التى يقومون بها.

وتقول الكاميرون إن الأمن سيتحسن إذا تعاون المدنيون مع السلطات وأبلغوا السلطات إذا رأوا أنشطة مشبوهة فى البلدات والقرى. كما تطالب الحكومة بإنشاء ميليشيات من المواطنين وتدريبهم لمساعدة الجيش فى محاربة بوكو حرام.

يذكر أن حركة بوكو حرام تحاول منذ 11 عامًا إقامة خلافة فى شمال شرق نيجيريا وأجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر وبنين.

وحسب بيان رسمى للأمم المتحدة أودت أعمال العنف التى قامت بها بوكو حرام بحياة 30 ألف شخص وتشريد نحو مليونى مدني.