رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحذيرات أجنبية من إنهيار أفغانستان

خبير أفغانى لـ«أمان»: الأفغان يخافون من طالبان لعدم اتباعهم وطنهم قدر اتباعهم مولاهم

ارشيفية
ارشيفية

قال خبير خان، الكاتب الصحفي المتخصص بالوضع الأفغاني، إن تصريحات الغرب حول انهيار أفغانستان جميعها واهية، مؤكدا أن الشعب الأفغاني يمتلك من الوعي والخبرة عشرات السنين منذ الاحتلال السوفيتي وصولا إلى الأمريكي ومن بعده الناتو، وغيره من المحاولات الأجنبية للسيطرة على أفغانستان.

وقال خان، لـ"أمان"، إن هناك انقساما في أفغانستان بالفعل، فكثيرون متخوفون من إعلان أفغانستان ولاية إسلامية وما قد يترتب عليه ذلك من العالم تجاه دولتنا، بالإضافة إلى تطبيق أفكار طالبان في البلاد، وهو ما قد يرفضه الكثيرون نظرا لاتباعهم حياة معيشية محددة مختلفة عن أفكار الحركة الجهادية.

وتابع أن الحل الأمثل لاستقرار أفغانستان هو طاولة المفاوضات والمحادثات التي يجب أن تقام بين الطرفين من الحكومة الأفغانية ومن حركة طالبان من أجل مصلحة البلاد والناس.

وأكمل «خان» أنه لا يؤيد أفكار طالبان المتطرفة في كثير من الأمور، كفرض قيود على عدة مهن وعلى الأشخاص وعلى الإعلام، قائلا إنه حتى المملكة العربية السعودية أصبحت توفر مساحة من الحرية للناس ولتعليم الفتيات وعملهن، وهو ما نريده في دولتنا المسلمة أن يكون هناك احترام للدين ولكن أيضا حرية لا يقع فيها صاحبها فريسة للاغتيال أو الاعتقال إذا ما قرر أن يكون مختلفًا.

وختم بأن كثيرا من الناس في كابول يشعرون بالقلق والخوف بسبب تشدد بعض عناصر حركة طالبان وتطرفهم وعدم اتباعهم الوطن بقدر اتباعهم مولاهم، وهو أمر مخيف تسبب في قتل الكثير من الجنود التابعين للجيش الأفغاني، ونحن لا نريد أن يموت الأبرياء الذين يؤدون واجبهم الوطني ولا يد لهم في شيء.

وعن تدافع الإرهابيين إلى أفغانستان قال: "لا مكان لأي شخص غير أفغاني في بلادنا، لقد ذاق الأفغان المرارة بسبب تنظيم القاعدة الذي انتهك بلادنا ونشر فيها التعصب والجهل والرجعية"، وأوضح أن الأفغان سيقفون أمام أي تنظيم أو حركة أو مجموعة تتسم بالإرهاب من الخارج كالقاعدة أو ميليشيات إيران أو داعش أو غيرها، الآن الجميع يريد خروج الأجانب من بلادنا أيا كانت جنسيتهم ولا مجال أو مكان للغرباء الإرهابيين هنا.

يذكر أن مصادر أمنية خاصة ذكرت عبر وكالة «رويترز» أن هناك احتمالية كبيرة بأن سقوط الحكومة الأفغانية المدعومة من الغرب قد يلهم الشباب المتطرف في دول مثل بريطانيا لشن هجمات إرهابية واتخاذ أفغانستان مركزا للمتطرفين.

وذكر التقرير أن خبراء أمنيين قالوا إنه من المرجح أن ترى أفغانستان حكومة طالبان في غضون الأشهر الستة المقبلة، الأمر الذي من شأنه أن يوفر صرخة حاشدة للمتطرفين المتمركزين في الغرب، وهم يبحثون عن مصدر إلهام جديد بعد سقوط داعش.

وذكر التقرير أن كين ماكالوم، المدير العام لـMI5- وكالة الأمن الداخلي البريطانية، إنه من المحتمل أن تسعى الجماعات الإرهابية في المملكة المتحدة للاستفادة من تصاعد حركة طالبان في أفغانستان للتطرف وإلهام الآخرين.

وأثار محللون أمنيون مخاوف من أن فراغ السلطة الذي أحدثته حركة طالبان قد يؤدي إلى اندفاع متطرفين شباب من كل أنحاء العالم إلى أفغانستان أو اختيار تنفيذ هجمات إرهابية في الداخل بالتزامن مع تحقيق طالبان مكاسب قوية تحت شعارات الدين.

مؤكدا أن الجماعات المتطرفة بمختلف أنواعها ستشعر بالحماس الآن وستسعى لتصوير الأحداث بأنها انتصار ديني، وبذلك ستستطيع تجنيد أفراد يمتلكون أفكارا متطرفة.

مؤكدا أن الجماعات الإرهابية ستعتبر تفوق طالبان انتصارًا للإسلام المتطرف، وستسعى إلى الاستفادة من الدعاية من الوضع في أفغانستان.