رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذه هى تكلفة الإرهاب فى أوروبا.. وباحث عربى يكشف لـ"أمان" التفاصيل"

ارشيفية
ارشيفية

كشفت دراسة حديثة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب عن حجم الدعم الذي تتلقاه الجماعات الإرهابية في القارة الأوروبية ودولها المختلفة، وكيف استطاعت التنظيمات والجماعات المتطرفة خلال الأعوام الماضية تحصيل الأموال والدعم الذي ساهم في تمويل أنشطتها، وحسب الدراسة التي كشفها المركز فإن تلك التنظيمات استخدمت غسيل الأموال والمؤسسات الخيرية كغطاء لها لتحصيل التمويل من دول وأشخاص عدة.

وقال جاسم محمد بون، مدير المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب في تصريح لـ"أمان" إن الدراسات التي يقومون بنشرها تتم بعد أبحاث وأدلة وتقارير حكومية ومتابعة، وأن تلك الجماعات كانت محل شكوك كثيرة في الآونة الأخيرة بسبب حجم الأموال التي يمتلكونها وبسبب ارتباط أسمائهم بأسماء تنظيمات إرهابية كداعش والإخوان وحزب الله وحماس وغيرهم.

وأشار إلى أن تلك الجماعات اتخذت من العمل الخيري غطاء لإخفاء أعمالهم المشبوهة، حيث إن كثيرًا من تلك الجماعات تم إيقاف مؤسسات خيرية تابعة لهم بعد تتبعهم من قبل الأجهزة الأمنية المختصة وكشف وسائلهم المشبوهة بطرق تحصيلهم للأموال بما فيها الأموال الإلكترونية كالبيتكوين التي لا يمكن تتبع مصادرها.

وعن تحذيرات الاتحاد الأوروبى للدول الأعضاء والاهتمام المتزايد من الاتحاد بمكافحة تمويل الإرهاب قال إن القارة الأوروبية تسعى منذ سنوات لكشف كافة مصادر الأموال التي يمتلكها ويحصل عليها هؤلاء، خاصة مع كم الأموال التي حصل عليها حزب الله وداعش والقاعدة قبلهم بتحويلات مشبوهة من دول عربية كان مصدرها الأساسي أوروبا.

وفيما يتعلق بتغاضي أوروبا عن بعض الجماعات الإرهابية في بلادها أوضح أن ذلك سببه أن بعض الدول التي تستثمر في أوروبا بمبالغ ضخمة جدا هي واحدة من الدول الراعية لتلك التنظيمات والجماعات لذا هناك مناقشات دائمة من قبل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي لوقف هذه الأموال المشبوهة التي قد تعرض القارة للخطر مع الوقت.

وكانت قد ذكرت دراسة للمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب أنه الدول الأوروبية بدأت العمل على مكافحة التمويل الإرهابي والجماعات المتطرفة وتعقب ومتابعة الشبكات والخلايا السرية التي توفر الموارد المالة من داخل أو خارج أوروبا للتنظيمات والجماعات الإرهابية. 

وأوضح بون أن الجماعات الإرهابية والتنظيمات ذات الأيديولوجية المتطرفة في أوروبا والعالم يتمتعن بشبكة كبيرة بكثير من الجهات والدول والأفراد، قائلا إنهم لا يتحصلون فقط على اشتراكات شهرية من عناصرهم أو على تبرعات شهرية من موالين لهم والتي تقدر سنويا بمبالغ ضخمة كل عام، وإنما أيضا هم يحصلون على دعم مالي ضخم للغاية من دول وكيانات دولية تقوم بدعم تلك الجماعات وتسعى دوما لحمايتهم، وأوضح أن كثيرا من تلك الجماعات وعلى رأسها حزب الله استطاعت خلال الأعوام القليلة الماضية أن تحصل ملايين الأموال بطرق لا يتم تتبعها، هذا بالإضافة إلى قدرتها الكبيرة على غسل الأموال حسب التقارير الأمنية التي تحصلنا عليها من قبل.


وأشارت الدراسة إلى أن الاستراتيجيات التي تعتمدها الدول الأوروبية في ملاحقة الأموال المشبوهة كانت سببا في منع ووقوع اعتداءات إرهابية أخرى مستقبلية، وأصبحت دول أوروبا ساحة نظيفة نسبيا من العمليات الإرهابية مؤخرا حسب الدراسة.

وكشفت الدراسة عن أن ملاحقة التمويل الإرهابي ساهمت بشكل كبير في وقف أعمال العنف في أوروبا ودول أخرى أيضا.

وعلى الرغم من التضييق على الإرهاب والتطرف إلا أن الدراسة أشارت إلى أن أوروبا تواجه أزمة بسبب احتضانها قيادات الجماعات والتنظيمات المتطرفة والسماح لهم بممارساته أنشطتهم من داخل أوروبا.


وأكدت الدراسة أن بعض الدول الأوروبية تحصل على مبالغ ضخمة وعلى استثمارات من دول راعية للتطرف والإرهاب ما يجعل السلطات الأمنية تغض الطرف عن تمويل الجماعات والمنظمات المتطرفة في بلادها.