رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تورط الغنوشي فى مفاقمة الأزمة الاقتصادية بتونس؟

الغنوشي
الغنوشي

قد يتبادر لأذهان البعض أن جماعات الإسلام السياسي، وبالأخص تنظيم الإخوان الإرهابي، لن تخالف أي قرار يصدر لصالحها وبالذات إذا كان صادرا من أحد رؤساء فروع الجماعة التي لا تزال موجودة.. لكن، كانت الصدمة كبيرة عندما رُفض قرار رئيس حركة النهضة الإخوانية، رئيس مجلس نواب الشعب التونسي، راشد الغنوشي، من قبل وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان، حيث دعا إلى وحدة بين تونس وليبيا والجزائر، مستثنيا المغرب وموريتانيا، بل وأطلق عليها اسم "اتحاد دول المغرب العربي".

دعوى الغنوشي دفعت القيادي والبرلماني في حزب «العدالة والتنمية» في المغرب، نورالدين قربال، إلى القول منتقدا إن الدعوى لا تخدم "الوحدة المغاربية في شيء"، بل إنها لا تمثل الوحدة بقدر ما تمثل الانشطار والانفصال عنها.

المعارضة لم تكن من طرف الإخوان فقط، بل إن أستاذ العلوم السياسية، محمد شقير، علق قائلا إن "الغنوشي يحاول في خضم الوضع المتأزم الذي تمر به بلاده اقتراح بعض الحلول الشعبوية لاحتواء هذا الوضع من خلال المطالبة بفتح الحدود مع ليبيا، التي يمكن في نظرة أن تمتص نسبة من بطالة الشباب وفتح الحدود مع الجزائر لاستقطاب السياح الجزائريين يمكن أن تقلص من حدة أزمة القطاع السياحي بتونس".

أما الناشطة المغربية، مايسة الناجي، التي كانت من بين الناشطين المغاربة الكثيرين الذين ردوا بقوة على دعوى الغنوشي، فقالت إن الدعوى "سقطة لن تحسب على التونسيين، بل على مسيرته (الغنوشي).. المنتهية الصلاحية".

لم يتوقف الأمر على مهاجمة دعوى الغنوشي وحسب، بل وانطلق إلى وصف حركة النهضة التونسية بالهدامة والدخيلة على عادات وتقاليد سكان المغرب، كما قال رئيس حزب الجبهة الشعبية بموريتانيا، محمد محمود ولد الطلبة، وأنها- حركة النهضة- "تدفع بالشعوب المغاربية إلى النفق المظلم".

المثير للاهتمام، وطبقا لما ورد في أحد المصادر، وجود مراقبين يدّعون أن ما دعا إليه الغنوشي كان تبيعة للأزمات الداخلية التي تشهدها بلاده، بالذات الاقتصادية والاجتماعية منها، حيث إنه يبحث عن مخرج لتلك الأزمات من خلال جارتيه الغنيتين بالنفط، ليبيا والجزائر، بل إن فكرة اتحاد المغرب العربي التي انعقد في الفترة ما بين 28 و30 أبريل للعام 1958، كانت تضم تونس والمغرب والجزائر، وأن ليبيا وموريتانيا لم تنضما للاتحاد إلا في الـ17 من فبراير للعام 1989، ناسين أن دعوى الغنوشي تستبعد المغرب، المؤسس للاتحاد وأول من انضم إليه.