رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنعوص

تطهير آخر معاقل «داعش» بالعراق.. تفاصيل العملية العسكرية الكبرى في «كنعوص»

تطهير معاقل داعش
تطهير معاقل داعش

بدأ دور تنظيم داعش الإرهابي في الانكماش نسبيا بمدن العراق منذ العام 2018، بعد الضربات الأمنية العراقية بالتعاون مع قوات التحالف العربي، ليتقلص نشاطه في مدن شمال العراق وتحديدا مدينة الموصل وجزر "كنعوص"، التي تبعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية والتركية.

وعلى إثر ذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية، أمس الاثنين، أن القوات الخاصة التابعة للجيش اقتحمت جزر "كنعوص" الواقعة على نهر دجلة قرب الموصل، بعد معلومات تشير إلى أن تنظيم داعش يستخدمها كقاعدة لعملياته.

تقع "الجزر" جنوب الموصل، وهي مسطحات مغطاة بالأشجار بين أفرع من نهر دجلة، ويقول القادة العسكريون في المنطقة إن عناصر التنظيم يستغلون "تعقيدها الجغرافي" لشن هجمات منها باتجاه القوات العسكرية المرابطة في المنطقة.

نزع جذور "داعش"
قال أحد قادة العملية العسكرية في العراق، خلال تصريحات صحفية له، إن العملية تهدف إلى تطهير جزر "كنعوص" من بقايا الإرهاب المتحصنين في تلك المنطقة المعقدة جغرافيا، هذه المنطقة تضم جزرا ذات كثافة شجرية وبيئية عالية، اتخذتها عصابات داعش الإجرامية كمخابئ وكمنطقة توزيع للإرهابيين القادمين من سوريا، وكذلك الإرهابيين القادمين من منطقة مخمور "مدينة عراقية ومركز قضاء في محافظة نينوى شمال العراق".

وأضاف أن هناك من يزود هؤلاء الإرهابيين بالمؤن والمواد والأغذية، لأن بعض التكفيريين اندمجوا داخل الأهالي في تلك القرى والجزر، وكذلك لقربها من الحدود التركية والسورية.

وأكد ضابط آخر مشارك في قيادة عمليات الموصل، في تصريحات صحفية، أن الهجوم العسكري جرى باشتراك طيران الجيش، ونفذته عدة قطاعات من القوات الخاصة العراقية التي نفذت جسورا متحركة وإنزالات، كما اشتركت فيه قوات من العشائر المحلية المساندة للحكومة.

فيما شاركت عدة أفرع من القوات المسلحة العراقية في العملية الكبرى بشمال العراق للقضاء على أواصر الجماعات التكفيرية في تلك المنطقة، حيث شاركت قوات من الحشد الشعبي في عمليات قصف وتمشيط على مدى الأشهر الماضية.

كما جرفت قوات من الجيش العراقي مساحة كيلومتر من الجزيرة الصغيرة، للتخلص من الغطاء النباتي الذي يقال إن عناصر داعش يستخدمونه للاختباء.

من جانبها، اشتركت في العملية قوات من فرقة المشاة 14 وفرقة المشاة 16، حيث تم العبور بالزوارق والفوج الثاني من القوات الخاصة وفوج مغاوير.

ودكت المدفعية الخاصة بالجيش العراقي الجزيرة قبل اقتحامها كما نفذ طيران الجيش العراقي طلعات عليها.

وتتقدم القوات ببطء حذرا من وجود أنفاق مفخخة قد يكون عناصر التنظيم تركوها في الجزيرة، حيث طهرت القوات العراقية والفرق الهندسية العسكرية مساحة من جزيرة تعد أخطر مأوى لتنظيم "داعش" التكفيري وفلوله في شمال العراق.

ونصبت قوات الهندسة العسكرية جسر عبور- كالجسور التي استخدمها الجيش المصري في عبوره قناة السويس عام 1973- على نهر دجلة باتجاه جزر كنعوص شمال محافظة صلاح الدين شمالي العاصمة بغداد، وعبر لواء القوات الخاصة الأول.

كما تم نصب جسر من قبل سرية 1 كتيبة التجسير المقر العام، وإكمال الجسر وعبور القطعات المنفذة للواجب إلى الجهة الأخرى.

وعددت الخلية القطعات التي عبرت الجسر، وهي: الفوج 4 لواء المشاة 51، والفوج الثاني لواء المشاة 50، وسرية مغاوير لواء المشاة 51، والفوج الثاني قوات خاصة من اللواء الأول، وفوج مغاوير الفرقة 26، وفوج استطلاع الفرقة 14.

ونفذ طيران الجيش العراقي أربع طلعات جوية في "جزر كنعوص" جنوبي مدينة الموصل، أسفرت عن تدمير عدد من الأوكار وقتل مجموعة من الإرهابيين.

وفي سياق متصل، أعلنت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية عن إلقاء القبض على آمرين لـ"داعش" يعملان لما يسمى قاطع الرمادي في محافظة الأنبار.

وذكرت الوكالة في بيانها: "ألقت مفارز وكالة الاستخبارات، المتمثلة في مديرية استخبارات الأنبار في وزارة الداخلية، القبض على إرهابيين اثنين مطلوبين وفق أحكام المادة الرابعة إرهاب لانتمائهما لعصابات داعش التكفيرية".

وأوضحت أنه "من خلال التحقيقات الأولية معهما اعترفا بنيتهما تنفيذ عمليات إرهابية داخل المحافظة، بعد أن كانا هربا الى إحدى دول الجوار أثناء عمليات التحرير، ليتم تدوين أقوالهما وإحالتهما للقضاء لإكمال أوراقهما التحقيقية لينالا جزاءهما العادل".

بينما في ميسان، ذكرت قيادة فرقة الرد السريع في بيان، إن قوة من "الفوج الثالث اللواء الأول فرقة الرد السريع تمكنت من اعتقال مطلوبين اثنين".

يذكر أن العراق أعلن، في ديسمبر 2017، تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم "داعش" بعد نحو ثلاث سنوات ونصف السنة من المواجهات مع التنظيم الإرهابي، الذي احتل نحو ثلث البلاد.