رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صراع الشرق الأوسط.. من يوظف أسلحة الإرهاب

جريدة الدستور

تلعب التنظيمات الإرهابية دورا فاعلا في الصراعات الموجودة في الشرق الأوسط، وأصبح وجودها علي المسرح السياسي حالة طبيعية.

توقع بعض المتخصصين في الإسلام السياسي، والجماعات الإرهابية، أن التنظيمات الإرهابية ستظهر خلال الفترة المقبلة بشكل جديد وبآليات وتكتيكات حديثة وأدوات عمل متطورة.

بينما يري آخرون أن هناك انحسار وتحجيم لأدوار القوى الإقليمية المحركة لهذه التنظيمات بالخارج نظرا لتطورات الأحداث وتحولات سياسات القوى الدولية.

"أمان" طرحت سؤالا هل التنظيمات والجماعات الإرهابية ستكون جزءًا من الأزمة الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وستكمل تنفيذ ما يعرف الحرب بالوكالة أما سينحصر دورها ؟

المصالح كلمة السر

قال الدكتور إياد المجالي، الباحث في العلاقات الدولية والشؤون الإيرانية، في جامعة مؤتة، في الأردن: يمثل وجود التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، علي المسرح السياسي لمعظم أقطار الوطن العربي ودول الجوار الأقليمي حالة طبيعية لمجتمعات لا تخزن في ذاكرتها التاريخية إلا التراث الديني" التراث المغلوط" في معظم مصادره حيث تتفاوت مستويات الوعي به ولكنه في المجمل يشكل قاعدة لوعي جمعي في معظم مجتمعاتنا العربية.

وأضاف في تصريحات لـ"أمان": إن المفارقة التي تجيب علي تساؤلات مشابهة لدور هذه الجماعات والتنظيمات تتمثل في اعتقال التاريخ الذي يأبي التطور والتغير في حالة المجتمع من صورة هي حقيقة أكثر جمودا وتشدد لذلك جاءت هذه التنظيمات والجماعات والمليشيات المسلحة أكثر تشددا بشكل أو بآخر.

وتابع: وهذه التنظيمات هي نمط متأثر بالبيئة الاجتماعية الحاضنة لها، وهي ضمن مسارات التفوق السياسي حيث باتت في حظيرة الهزيمة والانكسار حاليا بعد أن مارست كافة أشكال العنف والإرهاب الدموي.

ويري المجالي أن وجود هذه التنظيمات متوقف علي الدعم المادي والمعنوي والسياسي والعسكري من قبل أطراف الصراع في الأقليم بعد أن تعرضتت هذه الأطراف إلي تحولات عميقة لمواقفها وموقف القوي الدولية التي حقيقة هي السبب الرئيسي في اشعال الأزمة وقد اشتبكت مع تفاعلات هذه الأزمة باعتبارها كانت ممولة وداعمة لأغلب أطراف الصراع فيه.

وأشار المجالي أن انحصار هذه التنظيمات مؤقتا لإعادة التموضع والتكتيك والظهور مجددا، وسننتظر في القادم شكل جديد لهذه التنظيمات الإرهابية لوجود الدواعم لها والحاضنين حسب مصالحهم، وستعمل خلال الفترة المقبلة بآليات جديدة مختلفة عن السابق، وبالتالي لن ينحصر دورها فيما يعرف بحرب الوكالة فهي موجودة وتحت الطلب.

حالة ركود

وأما عن تاريخ الحركات الجهادية، أوضح الدكتور عبيد خليفي، الباحث التونسي في الإسلام السياسي والحركات الجهادية، أنه منذ تجربة أفغانسان، وما بات يعرف بالأفغان العرب صارت الجماعات الإرهابية فاعلا رئيسيًا في الصراعات المحلية، والإقليمية، وإن كانت حروبهم في أفغانستان بالوكالة لفائدة أمريكا، فقد تمردت تلك الجماعات بالدخول في موجة في العمليات المحلية والإقليمية لتوجه إرهابها نحو راعيها الأول أمريكا.

وقال خليفي، إنه يتضح من خلال مسار هذه الحركات الجهادية وتناسلها من بعضها ندرك أن للإسلام الجهادي عدة تمظهرات تاريخية وهي: الأفغان العرب، القاعدة، تنظيم داعش، وأن التنظيم لن يكون الأخير، لأن المشروع الجهادي سيبحث له عن تمثلات جديدة في سياقات سياسية أخرى ومجالات جغرافية جديدة.

وأردف قائلا: وبالتالي فإن إنحصار دورها بعد سقوطها في سوريا والعراق لا يعني تلاشيها، بل هي حالة ردة، ستتبعها حالة مد بإعادة البناء لهذه التنظيمات تحت مسمى جديد لتوظف الصراعات الأقليمية.

وأكد إن شروط ظهور هذه الحركات الجهادية مازالت متوفرة في السياق العربي الإسلامي، بالإضافة إلي وجود أفكار عقائدية تستند إلى تأويل ديني منحرف لفكرة الجهاد هو الذي سيمنح الحركات الجهادية حياة جديدة في كل مرة، وكلما تنامت هذه الحركات إلا وتدخلت اطراف إقليمية ودولية لتوظيفها في صالحها.

تحولات سياسية

ويري هشام النجار، الباحث في الإسلام السياسي، أن هناك انحسار وتحجيم لأدوار القوى الاقليمية المحركة بالخارج نظرا لتطورات الأحداث وتحولات سياسات القوى الدولية على رأسها الولايات المتحدة الاميريكية وروسيا تجاه المنطقة والتي تعمل حاليا على نزع نفوذ ومكتسبات كلا من إيران وتركيا وكذلك قطر.

وأضاف النجار في تصريحات لـ"أمان": أن هذا التوجه سيؤثر بشكل كبير على نشاط العملاء والوكلاء والأدوات من جماعات ارهابية وميليشيات متطرفة ومجمل طيف الاسلام السياسي.

دور مستبعد

ويستبعد الدكتور حسين القاضي، المتخصص في الإسلام السياسي، وجود دور للتنظيما في الأزمة الدائرة لكن الدول الداعمة والمؤيدة لها سيكون لها دور.

وأضاف نحن نعرف أن دول تتولي حماية التنظيمات وتحركها، لو اخذنا الإخوان مثالا، نجد انهم يعانون تفككات وانشقاقات داخلية وخارجية، وانطفات شوكة التنظيم، وأصبح ليس لهم فاعليه في أي دولة ولم يتبق من الجماعة إلا المناوشات الإعلامية.