رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طه على: أتوقع ملاحقة الإسلاميين في قلب أوروبا بعد تصريحات ماكرون

جريدة الدستور

علق طه علي، الباحث في شئوون الحركات الإسلامية: علي تصريحات الرئيس الفرنسي الأخيرة بشأن "الإسلام السياسي"، وموقف النمسا وغيرها من الدول الأوروبية من الأمر نفسه تأتي في سياق احتواء صُنَّاع السياسات الأوروبيين للمشهد الأمني والسياسي الأوروبي المضطرب.

وتابع: فقد تأثرت دوائر صُنع القرار الأوروبية بتنامي خطر "الإسلام السياسي" على هوية الأوروبيين والتي كشف عنها تنامي أصوات اليمين المتطرف في مواجهة "الإسلام السياسي" أخيرا، بشكل ربما يدخل الأمن الأوروبي إلى مأزقٍ محكمٍ.

وأضاف علي في تصريحات خاصة لـ"أمان": في فرنسا يُعاني ماكرون من ضغوطٍ شعبيةٍ تتبناها حركةُ "السُترات الصفراء" فضلا عن الانتقادات الأخيرة التي وُجِّهَت إليه في أعقاب حريق كنيسة "نوتردام" التاريخية، ما دفعه لإعادة النظر في أوضاع التنظيمات التابعة لـ "الإسلام السياسي" في فرنسا، وما يتبعه من إعادة النظر في منظومة التعاون الاستخباري بين الدول الأوروبية لمواجهة تلك الإشكالية.

وأردف قائلًا: أن كل ذلك يجعل كافة جماعات الإسلام السياسي في أوروبا عُرضة للمزيد من الرقابةٍ والتدقيقٍ بل والملاحقة خلال الفترة المقبلة، ما يعني إضعاف قوة الإسلام السياسي مع تراجع مصادر قوتها التاريخية المتمثلة في الدعم القادم لها من أوروبا سياسيا واقتصاديا، وخاصة بعد تراجع الدعم الإقليمي بعد سقوط عمر البشير في ليبيا والأزمة التي يعاني منها أردوغان في تركيا أخيرا.

ونوه الباحث السياسي أن هذا هو ما يُفَسِّر لجوء جماعة الإخوان إلى العنف المباشر والتحريض الكثيف الذي تتبناه أخيرا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسعي لإعادة تشكيل ميليشيات إلكترونية كشفت عنها التسجيلات المُسَرَّبة أخيرا والتي كشفت عن استعداد الجماعة وجهات الدعم الخارجية لها لتخصيص مبالغ طائلة لذلك الغرض.

وأوضح طه على أن كل ذلك يكشف عن المأزق الذي يعاني منه الإسلام السياسي وفي مقدمته جماعة الإخوان خلال الفترة المقبلة.

ويذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في مؤتمر صحفي عقده: أن فرنسا لم تعد تحتمل السكوت عن تحركات الإسلاميين على أراضيها، مشيرًا إلى أن هناك جمعيات دينية وخيرية، تحاول توسيع نفوذها داخل الأحياء الشعبية، في محاولة منها لعزل المسلمين عن الدولة الفرنسية وقيمها، وإن هذا الملف، أصبح عبئًا على أوروبا.

ودافع ماكرون بقوة عن العلمانية منددًا بانتشار "الطائفية" ووعد بألا يكون هناك أي "تهاون" بمواجهة أولئك الذين يريدون فرض "إسلام سياسي يسعى الى الانفصال" عن المجتمع الفرنسي.

ودعا الرئيس الفرنسي، في تصريحات ضد جماعة الإخوان المسلمين، لمساعدة المسلمين المعتدلين والذين لا يقع عليها خطأ المتطرفين ولا يُحسبون على الخطاب المتطرف.