رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا قالت مناهج الأزهر عن جماعة الإخوان الإرهابية ؟

جريدة الدستور

كشف الدكتور بكر ذكي عوض، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة، جامعة الأزهر، خطر جماعة الإخوان المسلمين وتخريبها للبلاد بعد قيام ثورة 25 يناير 2011، حيث بدأ المجتمع يناقش أمر البديل للحاكم والمحكوم ونظام الحكم الذي سيتولي أمر البلاد والعباد، وقد تولي أمر البلاد إداريا في ذلك الوقت المجلس العسكري، وفي هذه الفترة ظهر من تحت الأرض جرذان كانوا في جحورهم ومن فوق الأرض تيارات بدأت تستعرض قوتها، وولدت جماعات ما أنزل الله بها من سلطان تبين بعد أن أكثرهم أجراء لصالح الغرب.

وأضاف بكر، في كتابه المقرر علي 14 كلية وهم كليات أصول الدين وكليات الدراسات الإسلامية والعربية بنين وبنات، من خلال تجربة الكتاب الموحد، بعنوان" أبرز المؤسسات الدعوية في القرن العشرين، في باب " الإخوان المسلمون والصعود إلي الهاوية"، من صفحة 122 حتي صحة 127 لما كانت قضية الحكم هي الشغل الشاغل للجميع فقد أعلن الإخوان في بدء الأمر أنهم لن يتجاوزوا في الترشيح لمجلس الشعب أكثرمن 25%، وفوجئ العام والخاص أنهم قد تجاوزوا الـ 60%.

وأشار عوض إلي أنه أعلن الإخوان أنهم لن يرشحوا أحد لرئاسة الدولة، ثم فوجئ الناس أنهم قد رشحوا من لا يستحق الترشح قانونًا، وإذا بهم يعدلون عنه إلي غيره في طرفة عين، وكأن رئاسة الدولة استبن يوضع مكان التالف في دقائق دون سابقة خبرة أو تور أهلية أو اعتراف بكفاءة وبخاصة أن كل المرشحين كانوا في السجن قبل تقديم أوراقهم للترشيح لرئاسة الجمهورية.

وتابع: تعاطف الناس وخدعتهم الشعارات المرفوعة عيش- حرية - عدالة إجتماعية- كرامة إنسانية، ولما كان الشعب المصري متدينا بفطرته فقد لاقت هذه الدعوة قبولًا عند العامة من الناس، فضلًا عن بذل كل جهد ممكن لتشويه سورة المرشح الآخر، فقد ظهرت مصطلحات – الفلول- الحكم البائد- رجال مبارك- أعداء الثورة وغيرها، وظن الناس أن العدل سيسود وأن الحرية ستحقق، والكرامة ستحل بكل إنسان، وأن الناس سواء فكان رئيس الدولة من جماعة الإخوان المسلمين.

وأوضح عميد أصول الدين السابق، أنه بولاية الإخوان تطاول الأقزام وعادت العصبية الجاهلية، وبدأت ظاهرة استخراج كارنيه الإنتماء إلي الجماعة، وبدأت العصبية أكثر وأكثر في اختيار رئيس الحكومة والوزراء، الذين تظاهروا بالاستقلال السياسي وتبين بعد أنهم من الخلايا النائمة وصار للدولة حكومتان:

1-حكومة ظل هي الآمرة الناهية ومقرها المقطم، عليها تعرض الأمور وهي التي تصدر القرارات، وترسل بالتحذيرات أو التطمينات وتمنح أفرادها بالقدح المعلي في الإعلام والدعاية والدعوة والمؤتمرات والمنتديات.

2- حكومة ظاهرة مكونة من رئيس ووزراء أكثرهم من جماعة الإخوان وبخاصة مؤسسة الإعلام ووزارة الأوقاف فضلًا عن غيرها من الوزرات.

ولفت أنه قد تطاول الناشئة من الأطفال وشباب الإخوان علي أساتذتهم وعلي الناس عامة، وتسلطوا علي كثير من الأمور في المعسكرات ودورات التدريب واتحاد الطلاب، وأما رئاسة الدولة فقد صدر عنها ما يعكر صفو المجتمع فلم يعد هناك وئام بين مؤسسة الرئاسة وأي قطاع من قطاعات الدولة، فالصدام بين الرئاسة والقضاء بلغ مداه، والقرارات الرئاسية المدمرة للقضاء كانت واضحة ورد الفعل من القضاء كان عنيفًا وشق صف القضاة لأول مرة في مصر وقع وشكلت جبهة قضاة من أجل مصر، ضد التيار القضائي العام.

وأكد عوض أن صدام الإخوان مع الشرطة فلم يخف علي أحد، فمنذ الحظة الأولي لقيام الثورة والثأر كامنًا عند الإخوان، فما هي إلا ساعات حتي كانت جميع أقسام الشرطة قد احترقت، كما أن حركة السلب والنهب والسطو علي الأجهزة الأمنية الحسابية قد تمت من قبل هذه الجماعة.

ونوه ذكي أنه شاء طلاب الإخوان في الجامعات أن يسيروها كما يريدون يساعدهم علي هذا الأمر من كان معروفا من قبل ومن ظهر بعد الظهور الإخوان أنه من الإخوان، وكانت المنشورات تطبع وتوزع ضد كل عميد أو أستاذ لا يعلن ولاءه صراحة للإخوان المسلمين.

وتناول ذكي ضعف الإخوان وعدم سيطرتهم وقدرتهم علي حكم مصر، وتلبية احتياجات الشعب علي عدة مستويات وهي:

المستوي السياسي

أصدرت الإخوان قرارات تدل علي سذاجة من قررها وذك حين قرر رئيس الدولة الإخواني حظر التجول في مدن القناة الثلاثة ولمدة شهرين تقريبًا من المساء حتي الصباح، فما كان من الجنود مع سكان هذه المدن الثلاثة إلا أن نزلوا ولعبوا كرة القدم في نفس ليلة الحظر الأولي وسقطت هيبة الدولة بسقوط قرار الرئيس.

المستوي الاجتماعي

فقد أعلن رئيس الدولة المخلوع محمد مرسي، تعهده بحل مشكلة البنزين والنظافة في مدة مائة يوم، ولما مضت المدة كانت المشكلة قد تفاقمت أصعاف أضعاف ما كانت عليه عند الإعلان عن اتخاذ القرار، وحين احتفل بحرب أكتوبر جعل في صدارة الحفل قتلة السادات.

المستوي العربي

فقد ظن الإخوان إمكان تصدير الثورة من أجل تحقيق الخلافة، فحركوا الإخوان في الإمارات والأردن وسوريا ضد دولهم بهدف تصدير الثورة وإحداث انقلابات في بلاد آمنة مطمئنة يعيش أفرادها في رغد من العيش ويعيش الإخوان فيها ضيوفًا لم يرعوا حرمة لأهلها ولا لولاة أمرها ولا للقواعد المنظمة للعلاقات ونظم الإقامة بها، مما جعل مصر في صدام مع هذه الدول،

المستوي العالمي

قربت جماعة الإخوان الأعداء، وقربت الفرقاء، والتحمت مع من لا يرعون لمصر حرمة ولا يعرفون ولا يعترفون لها بفضل إلا في كلمات في المناسبات، إنها حركة حماس، التي حفرت من الأنفاق أكثر مما بنت من البنايات السكنية، واغتنمت فرصة الثورة ومجيئ الإخوان فيسرت أسباب تهريب المواد البترولية، وأسهمت في تهريب السيارات المصرية المسروقة، وهربت إلي مصر من السلاح ما لا يعلم مقداره إلا الله، ودربت بعض شباب الإخوان وأرسلت بعض شبابها للقيام بما يطلب منهم لخدمة الجماعة.

كما أعلن الإخوان تأييدهم لإخوان سوريا ضد الحكومة في عباراته الشهيرة " لبيك سوريا"، وقد دارت الصراعات الإيديولوجية بين الإخوان وبين التيار السلفي والقومي والليبرالي والجماعات التي تولدت عقب الثورة مما جعل مصر تلغي علي صفيح ساخن.

الإخوان والأزهر

ويري عوض أن بين الإخوان والأزهر غزل شريف أو غير شريف، فالأزهر يؤمن بعالميته وهذا حقه ومن باب أولي بسلطانه علي أبناء بلده دعويًا وفكريًا والإخوان يعلمون هذا ويؤمنون به ولكنهم لا يريدون أن يكون بيد غيرهم يل بيدهم.

وأشار أن الآمال كانت تحدو الإخوان إلي أن يتولوا الإفتاء ورئاسة الجامعة ومشيخة الأزهر رجال من رجالاتهم، إلا أن المنية عاجلتهم فلم يتحقق لهم ما يريدون، وكنت أعجب وبعض المسؤلين في اللأزهر يداهنون إذا طلبوا الكلمة، ويثنون علي كلامهم رغم خطئه ويمدحون قائله رغم حداثة سنه وما هذا إلا للمداهنة، فإذا انصرف أحدهم قالوا بحقه ما لا يعلمه إلا الله.

وأما عن رجال الإخوان فقال: أن العريان – صفوت حجازي – خيرت الشاطر وآخرين، قد قالوا كلمات التهديد والوعيد، وحذورا كل من تسول له نفسه أن يفكر في الخروج علي الحكم، وصرحوا إما الحكم لمصر وإما حرقها، والرش بالمياه يقابله الرش بالدم، فحدثوا الناس بنفس أسلوب الملأ في الأمم السابقة لهذه الأسباب وغيرها، حيث لا وفاء بعهد وللا إنجاز بوعد ولا تحسن في المسار الاقتصادي ولا رؤية لما أذيع وأشيع أنه متوفر 200 مليار دولار عقب التولي، واختفاء مشروع النهضة، وبناء سد النهضة ضد الإرادة المصرية، وسوء العيش وانقطاع الكهرباء، والماء وتعذر تحصيل رغيف العيش، وزيادة البطالة وفشوا البلطجة ووقوع الضغط الخارجي والداخلي، وكشف المستور وعدم احتياج الكذب إلي دليل وخلف الوعد ونقض العهد والاستمرار في التهديد والتحدي بقطع الأيادي والأصابع.

ولوح عوض أن القوات المسحة حذرت وأنذرت وأرجأت وطبت ودعت إلإ أن ما صدر منها وعنها قوب باستهزاء واستخفاف وسخرية فكان ستر الله علي العباد والبلاد في عزل حاكم الإخوان بتأييد شعبي جارف وتنفس الناس الصعداء وعادت مصر إلي أهلها وإلي أحضنها العربي والإسلامي، وعمقها العالمي، ولم يتكمن أعداء الدولة من تحقيق الغاية التي كانوا يسعون إليها من تفتيت وتشتيت ثم تقسيم جراء ما أصاب العراق وأفغانستان وسوريا وليبيا، فالحمدلله الذي كتب النجاة لمصر.

وأردف قائلًا: هذه أقدار الله فمن يصدق بحسابات البشر أن قوة ما بهذا احجم سو تصعد لمدة 80 عامًا وتسقط في أقل من عام، حيث قال الله تعالي" ( والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون).

وكان قد تناول الدكتور بكر ذكي في بداية الفصل تاريخ جماعة الإخوان، وتصديرهم للثورة، وقيادات الجماعة بداية من البنا حتي المرشد، وتوغهم في الدول، والإخوان بين الدعوة والدولة، نهاية بحلها وتخليص مصر من حكم الجماعة الإرهابية.