رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الإعلان القضاء عليه.. هل لا يزال داعش يمثل خطر؟

جريدة الدستور

بين الحين والأخر تتناقل وسائل الإعلام المختلفة أنباء تفيد بالقرب من القضاء على تنظيم داعش الإرهابي، غير أن ثمة اتفاقا شبه عام على أنه ما زال يمثل تهديدا رغم احتمال انقضاء حكمه على الأرض.

كانت سيطرة التنظيم على مساحة من الأرض في العراق وسوريا هي التي ميزته عن التنظيمات المماثلة الأخرى، مثل تنظيم القاعدة كما أن هذه السيطرة أصبحت محورية لرسالته عندما أعلن قيام دولة الخلافة في 2014.

فحتى بعد أن بدأ التنظيم يمنى بخسائر عسكرية على الأرض لا يزال يعلن مسؤوليته عن هجمات في بلدان مختلفة وذلك رغم أن هذه الهجمات تعزى في كثير من الأحيان إلى عمليات فردية دون توجيه منه.

وتؤكد هذه التخوفات ما يقوم به التنظيم خلال الأيام الماضية، حيث من خلال متابعة دقيقة لوكالات الإعلام التابعة لتنظيم داعش، ففي خلال ساعتين أعلن التنظيم عن تمكن عناصره من تنفيذ عملية إرهابية، في نيجيريا، أسفرت عن مقتل نحو 10 من الجيش النيجيري وتدمير آلية رباعية الدفع في قرية "تدماري" قرب مدينة مايدوغوري في برنو أول أمس.

كما تبنى التنظيم في بيان مقتضب عبر وكالة أعماق الناطقة باسمه، "سقوط 4 من الـPKK بين قتيل وجريح وإعطاب آلية رباعية الدفع كانت تقلهم بتفجير عبوة ناسفة قرب قرية "نص تل" بناحية سلوك شمالي الرقة".

وفي نهاية البيانات الصادرة عن التنظيم، أعلن عن تمكن عناصره من "تفجير عبوة ناسفة على آلية للـPKK بالقرب من قرية (نص تل) شرقي بلدة (سلوك)، ما أسفر عن مقتل وإصابة ٤ عناصر كانوا على متنها".

وقضت الخسائر على معظم هذا الكيان التنظيم من أقوى أدوات الدعاية والتجنيد في ترسانته، ومن قاعدة لوجستية يمكن أن يدرب المقاتلين ويخطط لشن هجمات منسقة في الخارج انطلاقا منها، كما أن الهزيمة خلّصت رعاياه السابقين من الإعدامات دون محاكمة، والعقوبات القاسية على مخالفة قوانينه المتشددة، وحررت بعض الأقليات من الرق الجنسي والقتل.

استطاع التنظيم في هيئته السابقة كفرع من فروع تنظيم القاعدة في العراق قبل نحو عشر سنوات، أن يتفادى الشدائد بالعمل السري وتحين الوقت المناسب للانقضاض.

ومنذ أن مُني التنظيم بخسائر هائلة على الأرض في 2017 دأب على الاتجاه مرة أخرى إلى مثل هذه الأساليب. فقد شنت خلايا نائمة في العراق حملة متفرقة من عمليات الخطف والقتل لإضعاف الحكومة.

كما نفذ التنظيم تفجيرات كثيرة في شمال شرق سوريا، الذي تسيطر عليه قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة، ومن ذلك عملية سقط فيها أربعة أمريكيين قتلى في يناير كانون الثاني. ويقول مسؤولون أكراد وأمريكيون إن خطر التنظيم في المنطقة ما زال قائما.



وكان التنظيم قد بدأ قبل سنوات دعوة أنصاره في الخارج للتخطيط لشن هجمات من تدبيرهم، بدلا من التركيز فقط على الهجمات التي ينفذها أعضاؤه المدربون الذين يدعمهم هيكل التنظيم.

وفي أوائل 2018 قال قائد القيادة العسكرية المركزية الأمريكية إن تنظيم داعش يتمتع بالمرونة، وما زال قادرا على "الإيحاء بهجمات في مختلف أنحاء المنطقة وخارج الشرق الأوسط".