رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حرب العصابات.. داعش يلجأ إلى استراتيجية جديدة في سوريا والعراق

جريدة الدستور

خلال السنوات الماضية، سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مساحات كبيرة في سوريا والعراق، مما جعل عناصره يلقبون هذه المناطق بـ"عاصمة الخلافة"، ولكن سرعان ما بدأت الحرب تشتعل مع التنظيم، حتى نجحت هذه الحرب وسقطت أجزاء كبيرة منه، مما جعله يلجأ لحيلة جديدة في ضرب بعض المقار الحكومية والتجمعات من خلال عبوات ناسفة وعمليات انتحارية.

ففي خلال الـ48 ساعة الماضية، أعلن التنظيم مسئوليته عن أكثر من 10 عمليات إرهابية في العراق، كان من بينها العملية الإرهابية التي قام بها في مدينة منبج، وسقط على إثرها جنود أمريكيون، واختتم بياناته بالعملية الإرهابية التي استهدفت مزرعة للدواجن، و5 محولات كهربائية، لتظهر هذه البيانات أن التنظيم تحول بالفعل لاستراتيجية حرب الشوارع.


ففي حين كان مسلحو التنظيم يخوضون قتال اللحظات الأخيرة في الرقة، معقلهم الرئيسي في سوريا وفي مدينة الحويجة بالعراق قبل خسارتهما، استولى التنظيم على مدينة القريتين في سوريا، وشنوا أكبر هجوم لهم في الرمادي بالعراق، أواخر الشهر الماضي.

وأكد محللون أن التنظيم يعاني الآن من خسارة كبيرة مما جعله يشعر بالجنون، ليستخدم هذه الاستراتيجية في المناطق التي خسرها، وسيعرقل جهود إعادة الاستقرار للمناطق التي ينحسر فيها القتال.

وقال هشام الهاشمي، الخبير في شئون الحركات المسلحة، إن داعش في الأساس منظمة عراقية، وستتمكن من البقاء إلى حد ما في العراق لكن عناصرها في سوريا سوف تتلاشى بالانضمام لجماعات متشددة سلفية أخرى.

وأضاف الهاشمي، في تصريحات صحفية، أن التنظيم أثبت قدرة في الدولتين على استغلال الثغرات الناجمة عن إرهاق أعدائه، بفعل طول فترة الحرب، لشن هجمات مؤثرة مثلما حدث في القريتين، بهدف نشر الفزع وشل قدرة القوات المنافسة على التحرك.

وتابع: "كما أثبت أيضا قدرته على تنفيذ تفجيرات واغتيالات في مناطق تسيطر عليها الحكومة في العراق وسوريا، وفي مناطق تسيطر عليها قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة، أو جماعات متشددة منافسة، مما يشير إلى قدرة التنظيم على بناء خلايا نائمة في تلك المناطق".

وفي يونيو من العام الماضي، كشف تقرير لوكالة "رويترز" الإخبارية عن أنه بعد أشهر من إعلان العراق الانتصار على داعش، فإن مقاتلى التنظيم الإرهابيين يعودون بحملة من الاختطاف والقتل.

وجاء في التقرير أن مسئولين بالحكومة والجيش والاستخبارات العراقية قالوا إنه بعدما أصبح حلم الخلافة ميتا، تحول تنظيم داعش إلى هجمات كر وفر تهدف لتقويض الحكومة فى بغداد.

وأوضح أحد المسئولين بالمخابرات العراقية أن داعش أعاد تقديم نفسه قبل أن تعلن بغداد، فى ديسمبر الماضى، أنها هزمت التنظيم، مشيرا إلى أن الجماعة الإرهابية تتبنى أساليب العصابات بعد أن فقدت ما كانت تسيطر عليه من أراضٍ.