رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التهنئة بأعياد الميلاد.. معركة السلفيين المتجددة كل عام

جريدة الدستور

مع مطلع كل عام تتجدد فتاوى السلفيين حول جواز تهئنة المسيحيين وعدمه، خاصة أن التيار السلفي يجدد فتاواه المحرضة على عدم الاحتفال أو تقديم التهاني لهم في الأعياد الخاصة بهم، وهو ما أثار ضجة لدى الأزهريين والشعب المصري عمومًا.

البداية كانت مع فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية، الدكتور ياسر برهامي،  التي نشرها عبر الموقع الرسمي للدعوة السلفية، وقالها في فيديو نشر على الصفحة الرسمية لحزب النور، حيث قال إنها أشر وأكثر ذنبا من شرب الخمر والوقوع في الزنى.


فتوى برهامى في تحريم تهنئة الأقباط ليست الأولى، بل يتم تجديدها مع كل عيد لهم، فتخرج هذه الفتاوى لتعكير السلم العام بين أبناء الوطن الواحد.


ليقوم بعدها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالتوجه على رأس وفد أزهري رفيع المستوى، إلى مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد.

وأكد الإمام الأكبر أن مشاعر التراحم والود، والزيارات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين، نابعة من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، الذي يفرض على المسلم أن يتواصل مع أخيه في الوطن.

وأضاف أن الأزهر يعلم أبناءه أن الأديان السماوية تنبع من مصدر إلهي واحد، وأن جميع الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وأن الدين الإسلامي الخاتم ليس منفصلًا عن باقي الأديان، وإنما حلقة في سلسلة الدين الإلهي، مبينًا أن هذه المفاهيم هي التي حمت المجتمعات في المشرق العربي من الصراعات الدينية بين مكوناتها المختلفة.

فيما أكدت دار الإفتاء المصرية أن تهنئة غير المسلمين في أعيادهم من باب "البر" الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية الغراء.

وقالت دار الإفتاء، في فتواها التي جاءت ردا على فتاوى المتشددين التي تحرم تهنئة الأقباط وغير المسلمين في أعيادهم: إنه يجوز شرعا تهنئة غير المسلمين بأعيادهم، باعتبارها من باب "البر" الذي تأمرنا به الشريعة الإسلامية.

وأضافت دار الإفتاء في فتواها: إن هذا الفعل يندرج تحت باب الإحسان الذي أمرنا الله عز وجل به مع الناس جميعا دون تفريق، مذكرة بقوله تعالى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} [البقرة: 83]، وقوله تعالى أيضًا: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90].

من جانبه، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق والأمين العام لهيئة كبار علماء الأزهر، إن تهنئة المسيحيين بأعيادهم جائزة شرعًا ومن البر بهم، مستشهدًا بقوله تعالى: "لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ في الدِينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ"، وقال أيضًا في سورة البقرة: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".

وأشار إلى أن الأزهر أصدر بيانًا أكد خلاله أن تهنئة المسيحيين بأعيادهم من البر بهم، منوهًا بأن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقيادات الأزهر، يتوجهون للأقباط لتهنئتهم بأعيادهم في الكاتدرائية.

وأكد أن الإسلام دعا إلى قيم التعايش والتسامح والاحترام، وربى أتباعه على ذلك، وهي قِيَمٌ لا تتنافى مطلقًا مع اعتزاز كل صاحب دين بدينه، وتمسكه به، فكلما ازداد المسلم فهمًا للإسلام كلما ازداد احترامًا لغيره، وتهنئة المسيحيين بأعيادهم تندرج تحت باب الإحسان إليهم والبر بهم.