رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألمانيا والإخوان.. هل ينقلب الحلفاء؟

جريدة الدستور

قبل خمس سنوات، ظلت الدولة المصرية حكومة وشعبًا، تحذر العالم أجمع من خطر جماعة الإخوان الإرهابية، في ظل الإرهاب والعنف الذي عانت منه البلاد، طيلة هذه السنوات، بعضهم استجاب لهذه الدعوات وقرر حظر جماعة الإخوان وآخرون قرروا الوقوف جانبًا إلى جانب الجماعة الإرهابية.

من بين هذه الدول، ألمانيا، حيث قررت قبل يومين فتح هذا الصندوق الأسود الذي يعيش بين جدرانها، حيث اعتبر جهاز الاستخبارات الداخلية الألماني وسلطات الأمن الألمانية، جماعة الإخوان أخطر من داعش والقاعدة على الحياة الديمقراطية في البلاد، وفق تقرير لموقع "فوكوس أونلاين".

وأعرب التقرير عن قلق السلطات الأمنية من أن يحدث تأثير من قبل الإخوان على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، مشيرًا إلى أن الممثل الرئيسي لجماعة الإخوان في ألمانيا هي "الجمعية الإسلامية"، تلك المؤسسة المسجلة رسميًا وتقع في كولونيا. وأوضح أن الجمعيات المقربة من الإخوان هناك تستقطب لاجئين من بلدان عربية بشكل متزايد بهدف تجنيدهم لخدمة أهدافها وتوجهاتها.

من جهته، بيّن رئيس جهاز الاستخبارات في الولاية، بوركهارد فرايير، أن الجمعية الإسلامية والمنظمات الناشطة في البلاد تنشد- رغم نفيها ذلك- إقامة ما يسمى "دولة إسلامية" في ألمانيا. كما كشف فرايير عن أن الجمعيات المقربة من الإخوان تستقطب بشكل متزايد لاجئين من بلدان عربية، لتجنيدهم من أجل أهدافها.



وخلال السنوات الماضية، اختبأ الكثير من عناصر جماعة الإخوان الإرهابية داخل الأراضي الألمانية، متمتعين بالحماية التي أعطتها البلاد.

وعلى الفور وبعد هذا التقرير، وحسب مصادر خاصة داخل الجماعة، فإن مجموعة من قادة الجماعة الإرهابية بدأ في اتصالات مكثفة مع جهاز الاستخبارات الألمانية للسماح لهم باستكمال التواجد داخل الأراضي وتقديم كافة الضمانات.


وهذه ليست المرة الأولى الذي يخرج فيها مثل هذه التقارير، حيث في يناير الماضي، انقلبت دائرة حماية الدستور الألمانية (مديرية الأمن العامة) في ولاية بافاريا، في تقريرها حول التطرف، وأصدرت تقييمًا جديدًا لتنظيم الإخوان، وذلك لأول مرة يتم تصنيف الجماعة على أنها تسعى للعنف، رغم أن التقارير السابقة كانت تصنف التنظيم على أنه معتدل وينأى بنفسه عن العنف.

كما كشف التقرير عن أن تنظيم الجماعة الإسلامية، الذي يعتبر واجهة لـ"الإخوان" في ألمانيا، يطرح نفسه منظمة منفتحة تدعو إلى التسامح، وتبدي استعدادها للحوار، لكنها تتستر على أهدافها الحقيقية في ألمانيا والغرب.

ويعود تاريخ وجود الإخوان في ألمانيا إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وأسسوا أول تجمعين لهما في مدينتي ميونيخ في ولاية بافاريا، وآخر في ولاية الراين الشمالي فيستفاليا.

وينشط الإخوان في الشبكات الاجتماعية في المدن، وعلى الإنترنت، بهدف توسيع نفوذ التنظيم، وتكشف تعليقاتهم على الإنترنت عن شيء من التعاطف مع التنظيمات الإرهابية، كما أن الأعضاء ينشطون بين اللاجئين، حسب تعليمات سرية للتنظيم، عبر تقديم المساعدات والمشاركة في الترجمة لهم أمام دوائر اللجوء والهجرة والسكن.




من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن التحركات التي تقودها ألمانيا الآن، ضد الإخوان لاعتبارها جماعة تمثل خطرا على أمن ألمانيا، سيكون له تبعات وآثار عكسية كبيرة على الجماعة فى برلين خاصة وأوروبا عامة خلال الفترة المقبلة.


وأضاف فهمي في تصريحات صحفية، أن تقرير جهاز الاستخبارات الألمانى عن الإخوان هو تقرير تحذيرى ولكن سيكون له تأثير كبير على الجماعة على رأسها أنه سيحدد عملية دخول وخروج الأموال إلى التنظيم وقياداته المتواجدة فى ألمانيا.

فيما قال القيادي المنشق عن جماعة الإخوان الإرهابية طارق البشبيشي، إن هذا التقرير سيدفع البرلمان الألمانى إلى مراجعة موقف ألمانيا تجاه الجماعة خلال الفترة الحالية، وقد يدفعهم نحو اتخاذ إجراءات ضد التنظيم.
وأضاف البشبيشي، في تصريحاته، أن جماعة الإخوان الإرهابية، وراء الإرهاب والعنف المنتشر في العالم أجمع منذ سنوات، لكن المصالح المشتركة مع بعض الدول وراء وقف الهجوم عليها وكشف حقيقتها، موضحًا أنه في القريب سينقلب كل الحلفاء على الجماعة الإرهابية.