رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة ودورها الحضارى فى المجتمع

جريدة الدستور

جاء الاسلام -وهو وحى الله الى رسوله صلى الله عليه وسلم -فو ضع المرأة فى مكانها الائق بها كمخلوقة من بنى أم متجاوزا بذلك كل أطروحات الفكر البشرى السابق عليه حول مكانتها ودورها فى الحياة الاجتماعية للناس.

لقد أناط الاسلام بالمرأة أن تتحمل مسئوليتها الحضارية فى بناء المجتمع وتقدم الأمة ولم يرد لها أن تكون حملا على الرجل فى العملية الانتاجية أو الابداعية لقد اراد لها أن تكون شريكا حقيقيا فى توجيه حركة الحياة وصناعة تاريخ الأمة وبناء المجتمع والمحافظة على كيانه ويتضح هذا المعنى من خلال وعينا بما يلى:

أولا:شقائق الرجال:تأكيدا على أنه لا استغناء للأمة والمجتمع عن دور المرأة فى التنمية والتطوير والاصلاح فالمرأة شقيقة الرجل لأنها جاءت هى وهو من نفس واحدة ومن ذكر وأنثى أى:أب وأم فهما مشتركان فى الأصل وكما أنه لا يوجد شعب له حق التميز عند الله تعالى على غيره من الشعوب الا بالتقوى فأن كلا من الجنسين-الرجال والنساء- لا تميز بينهما ولا أفضلية عنده سبحانه الا بالتقوى أيضا.

وتأكيدا على هذا المعنى وابرازا له جاء حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه:(النساء شقائق الرجال)فالمرأة شقيقة الرجل وكرامتها تترادف مع كرامته ودورها يتوازى مع دوره فكل منهما يكمل الأخر ويتناسق معه ولا يتنافر مع فعاليته فى الوجود الانسانى.

ثانيا:لها نصيب من الميراث فقد أعطى الاسلام المرأة حقا فى الميراث فحسب ولكن المهم الاشارة الى ان لذلك دلالة مؤداها:أنه يحملها بهذا التوريث دورا مهما فى الحياة الانسانية لأنه جعل لها ذمة مالية خاصة بها الأمر الذى يعكس ثقته فى عقلها وقدرتها على تنمية أموالها ومواردها وثرواتها بالتالى تدفع زكاتها وتنفق بعضها ف. سبيل الله ومايعنى مشاركتها الايجابية فى تنمية المجتمعات وتطويرها.

ولا شك فى هذا الموقف نقلة حضارية على مستوى كبير من الأهمية اذ أصبحت الأنثى انسانة لها حقوقها التى لا يجوز الجور عليها بحال من الأحوال ولم تعد نصف الرجل ولا خيال رجل أو ظله كما كان يزعم بعض القدماء ولم تعد منكسرة النفس أو مهيضة الجناح بل أضحت عنصرا فاعلا يساهم بشكل حقيقى فى التنمية والبناء والتقدم الحضارى.

ثالثا:حفظ الاسلام للمرأة شخصيتها المعنوية والأدبية والأدمية والانسانية فارتفع بها الى مستوى الرجل فى كل شىء وحرم امتهانها وظلمها والجور عليها وأكل حقوقها وأوصى بها توصية أكيدة وألزمها الاسلام بالعفة والأمانة وتربية الأولاد بمشاركة الرجل كما الزمها بالمحافظة على عرض الزوج وماله وسره وفرض عليها ما فرضه على الرجل من عبادات وطاعات وفضائل وتكاليف وحرم عليها الفاحشة والرذائل والقبائح والمعصية.

رابعا:رفع الاسلام المرأة الى مستوى انسانى كامل فأحلها للرجل بشرط تكريمها باعلان الزواج والاشهاد عليه وتقرير مال لها مهرا زظير ذلك ونهى عن اتخاذها خدبنة او خليلة أو رفيقة لذة أو صديقة متعة.

خامسا:جعل الاسلام للمرأة حق البيع والشراء والهبة والوصية والوقف وعليها ما على الرجل من الزكاة والصدقة والاحسان ان كانت موسرة.