رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بلجيكية منشقة عن داعش تكشف أسباب دخولها وخروجها من التنظيم

جريدة الدستور

كاساندرا بوداغ، مواطنة بلجيكية، انتقلت إلى سوريا للعيش تحت حكم تنظيم داعش، لكنها الآن نادمة وتعترف بأنها ارتكبت خطأ وتريد من بلدها الأصلي أن يعيدها، حسبما تحدثت في حوارها لشبكة "رووداو" الكردية.

وكشفت بوداغ عن تفاصيل تجربتها مع تنظيم داعش طيلة أربع سنوات قضتها في مدينة الرقة السورية، حيث كانت زوجة لأحد "أمراء" التنظيم السابقين، وهروبها من قبضة التنظيم.

وقالت بوداغ إنها تمكنت من الدخول إلى سوريا عبر الأراضي التركية بعد شهر واحد من وصول زوجها إلى الرقة، مشيرة إلى أنها أرادت الهرب من التنظيم لكن زوجها منعها، لذلك انتظرت موته لتتمكن من الخروج.

أنت بلجيكية، كيف سمعتِ بتنظيم داعش؟، وكيف تواصلتِ مع التنظيم؟، وهل كنتِ تحلمين بإقامة "دولة إسلامية" في الشرق الأوسط؟

كاساندرا بوداغ: زوجي كان مسلما "جهاديا"، وكان لديه أصدقاء في سوريا تواصلوا معه وعرضوا عليه المجيء إلى سوريا، وشرحوا له الطريقة التي يمكنه المجيء من خلالها، وبعد ذلك توجه زوجي إلى تركيا ومنها إلى سوريا، ومن ثم لحقتُ به إلى هناك بعد شهر واحد.

كيف رأيتم تنظيم داعش؟، وفي أي مدينة سورية مكثتم أكثر؟، وما المهام التي أوكلت إليكم؟

كاساندرا بوداغ: مكثتُ في مدينة الرقة أربع سنوات، حيث كان زوجي يعمل في تفخيخ السيارات، وكانت الحياة في ظل التنظيم صعبة، فكان أعضاء "الحِسبة" يلاحقون الناس في الأماكن العامة ويتدخلون في شئونهم الخاصة، بما فيها ملابسهم، كما كان التنظيم يقتل الناس بتهمة الكفر، وعليه لم يكن العيش بمعزلٍ عن الخوف ممكنا.

حين كنتم في أوروبا، كان يقال لكم إن تنظيم داعش صاحب مشروع جيد، ولكن بعد أن جئتم إلى سوريا ومكثتم في مدينة الرقة أربع سنوات، كيف رأيتم التنظيم، وكيف أصبحت نظرتكم له؟

كاساندرا بوداغ: كان زوجي سعيدا جدا ويحب التنظيم ولم يكن راغبا بالعودة أبدا، بعكس عائلته التي كانت تطالبه بالعودة إلى فرنسا، وأن ما يقوم به خطأ، ولكن زوجي لم يكن يستمع لأحد، حتى أنا طلبت منه أن نعود إلى فرنسا، ولكنه كان عنيدا وأصرّ على البقاء في الرقة، وكان يقول إنه يرغب بـ"الشهادة"، وأنا من جهتي كنت أسكن معه في البيت ولم تكن هناك مشاكل، إلى أن بدأتُ أسمع بالكثير من الأخبار حول التنظيم، وبدأتُ أخاف وأقول لنفسي إن علىّ الخروج من هذا المكان، ولكن زوجي لم يكن يسمح لي بذلك، وعليه كنتُ أنتظر موته لأتمكن من الخروج.

قلتِ إنكم دخلتم إلى سوريا عن طريق تركيا، في أيِّ مدينة تركية أقمتم؟، ومع من كانت علاقاتكم؟، وكيف دخلتم إلى سوريا؟
كاساندرا بوداغ: توجهتُ بالطائرة من بلجيكا إلى إسطنبول، ومنها إلى مدينة أورفا، وكان المُهرب ينتظرنا، وقد مكثنا ليلةً واحدة في ريف هذه المدينة على بعد ساعة أو ساعة ونصف الساعة من الحدود السورية، وفي الصباح دخلنا إلى سوريا.

أنتِ تزوجتِ ثلاث مرات ضمن صفوف التنظيم، كان آخرها من المدعو "أبوسليمان الجزائري" الذي كان "أميرا" في التنظيم، ومسئولا عن تفخيخ السيارات، أين هو "أبوسليمان" حاليا؟، وكم من الأطفال أنجبتِ منه؟
كاساندرا بوداغ: زوجي أبوسليمان مات قبل عام من الآن، وليس لي أطفال منه، وقد مات في سيارة مفخخة خلال حصار الرقة.

هل أنتِ نادمة على الانضمام للتنظيم، أم أنك ما زلتِ تؤمنين به؟
كاساندرا بوداغ: كان مجيئي ومجيء جميع الناس إلى تنظيم داعش خطأ كبيرا، وكان يفترض ألا ينضم أحد لهذا التنظيم، وأنا الآن خارجه، وأنتظر أن تعيدني حكومة بلادي.

بعد أن أيقنتم أن قرار الانضمام للتنظيم كان خاطئا، كيف تمكنتِ من الفرار منه؟، وكيف سلمتِ نفسكِ لقوات سوريا الديمقراطية؟
كاساندرا بوداغ: مات زوجي خلال حصار الرقة، وأنا كنتُ أعلم أن هناك وحدات حماية المرأة، وقد سلمتُ نفسي لهذه الوحدات التي نقلتني بدورها إلى المخيم.

بعد أن تمكنتِ من الفرار من التنظيم وسلمتِ نفسكِ لقوات سوريا الديمقراطية، ومن ثم نقلتكِ وحدات حماية المرأة إلى مخيم "روج" الذي يضم الكثير من زوجات مسلحي التنظيم، فما هي أوضاعكن هناك؟، وماذا تنتظرن؟، ولماذا لا تعدن إلى بلدانكن؟
كاساندرا بوداغ: لا أحد يستطيع الاستمرار في هذه الأوضاع الصعبة داخل المخيم، فالجميع يرغب بالعيش بحرية، فنحن هربنا من التنظيم بهدف العودة إلى بلادنا التي يجب ألا تتركنا هنا، وسبق أن نشر التحالف قصاصات ورقية على المدن التي كان التنظيم يحتلها، كُتب فيها أن التحالف سيساعد الراغبين بالهرب من التنظيم، وها قد خرجنا من التنظيم منذ عام تقريبا، ولا زلنا ننتظر.

إذن هل تشكون عدم تقديم التحالف الدولي المساعدة لكم؟، وما هي مطالباتكم من بلدانكم؟
كاساندرا بوداغ: قبل الحصار نشر التحالف قصاصات ورقية على كافة المدن التي كان التنظيم يسيطر عليها، وطالبوا الناس من خلالها بالخروج قبل بدء القصف، وأن كل من يخرج من تنظيم الدولة سيتلقى الدعم من بلاده، وأنا بدوري اتصلت بحكومة بلادي من داخل الرقة، وهي بدورها أكدت لي أنها ستساعدني في حال هربت من التنظيم، ولكنني لم أتلق أي مساعدة، رغم أنني خرجت من التنظيم قبل عام.

أنت مواطنة بلجيكية، ما هي رسالتك التي ترغبين بتوجيهها لحكومة بلادك؟
كاساندرا بوداغ: أقول لها إنني أخطأتُ حين انضممتُ لتنظيم داعش، وها أنا خارج التنظيم الآن، وأنتظر حكومة بلادي لتساعدني وتأخذني من هنا، فقد تلقيت منها وعدا بمساعدتي في حال خرجتُ من التنظيم.