رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد محيي الدين نائب رئيس حزب غد الثورة السابق: أعترف بشرعية الرئيس السيسي.. وهذه كواليس ظهوري على "مكملين".. حوار

محمد محيي الدين
محمد محيي الدين

قيادات كبرى في الإخوان يتمنون حل أزمتهم السياسية في مصر.. و"أيمن نور" يرغب في العودة

انشققت عن حزب غد الثورة لخلافات إدارية.. ومستمر في العمل السياسي بشكل فردي

زيارتي لتركيا كانت لمؤتمر علمي هندسي.. وقناة مكملين صُدمت بطرحي مبادرة للمصالحة

الإخوان وبال على مصر وعلى نفسها.. وفشلت على مدار 90 عام

جدل كبير كان بطلها السياسي محمد محيي الدين، نائب رئيس حزب غد الثورة السابق، بعد سفره إلى تركيا وظهوره على قناة مكملين الإخوانية، بل وإطلاقه مبادرة للمصالحة بين الدولة والجماعة، مما كان سببًا في حملة هجوم شرسة من الإخوان عليه، وصلت إلى حد المطالبة بإغلاق قناة مكملين لاستضافتها له.

محمد محيي الدين عاد إلى مصر مؤخرًا، وأجرى حوارًا مع جريدة الدستور، تحدث فيها عن تفاصيل مبادرته المقترحة مؤكدا أنها لم تكن للصلح بين الدولة والإخوان بل للمصالحة بين الدولة وكل القوى السياسية المعارضة من أجل الاتفاق على خارطة الطريق في مصر في الفترة المقبلة، على أن تكون جماعة الإخوان جزءًا من الحوار باعتبارها طيفًا من أطياف هذا الشعب.. للمزيد من التفاصيل إلى نص الحوار التالي.

أولاً لماذا اختفيت بعد ثورة 30 يونيو المجيدة؟

لم اختف وما زلت أمارس عملي السياسي، ولكن بعد 30 يونيو أصوات المعارضة خفتت وأصبحت غير مطلوبة وغير مرحب بها ولا تجد مساحة للحديث إلا في القنوات التي تبث من خارج مصر، وهذا شيء سلبي يجب تصحيحه ويجب أن تلتفت الدولة إلى أن المعارضة جزء من النظام السياسي.

الدولة لم تمنع المعارضة ولكنها تمنع من لا يعترف بالدولة ولا بالنظام؟

لا يوجد مصري لا يعترف بدولته التي هي أمة في حد ذاتها، وبالطبع أعترف بالنظام السياسي سيان الرئيس أو مجلس النواب، وأؤكد هذا في أي انتقاد أوجهه لهما، ولكن السؤال هنا هل تعترف الدولة بنا كمعارضة؟، وأجدد تأكيدي بأن هناك نظامًا سياسيًا جديدًا وشرعية جديدة نعترف بها، ولكننا نريد دورًا.

هل تركت حزب غد الثورة؟

كنت نائب رئيس الحزب، وعلاقتي مع أيمن نور على المستوى الإنساني والسياسي فيها تميز، وهو صاحب فضل سياسي علىّ بعد ثورة يناير، ولكن بعد مغادرته مصر لإجراء عملية جراحية في جهازه الهضمي، بدأت الصراعات المكررة التافهة الموجودة في أحزابنا حول من يحكم ومن سيكون البديل، وصراحة أنا لم أنتم لحزب كي أعيش في مثل هذه الصراعات، فقررت الاستقالة حفاظًا على صورتي ومنعًا من انقسام الحزب.

ننتقل إلى النقطة الأهم في الحوار.. لماذا ظهرت على قنوات الإخوان في تركيا خاصة أن البعض اعتبرها خيانة؟

خيانة!!، هناك فارق كبير بين السياسي المخلص والسياسي ذي الوجهين، فأنا أقول ما أنا مقتنع به في الـ"سي بي سي" وفي "الشرق" وفي "مكملين" دون أي فرق أيًا كانت الساحة الإعلامية، والدولة وأجهزتها عندها تقييم للسياسيين وتدرك معنى ما أقول، والحالة الوحيدة التي ألام فيها هو أن أغيّر مواقفي على حسب القناة التي أظهر فيها، ولعلمك سفري لتركيا كان لحضور مؤتمر علمي هندسي، وعندما عرفت القنوات هناك أنني موجود أرادوا أن يستغلوا وجودي لاستضافتي في أحد البرامج فقررت أنا الآخر استغلال وجودي على شاشتهم كي أعرض مبادرة للحل.

أي حل لأي أزمة؟

لدينا مشكلة سياسية واضحة ومن يتجاهلها جاهل وأعتبره شريكًا في أن يصل بنا إلى لحظة لا نحبها، فالبعض يتمناها احترابًا أهليًا وأي وطني يرفض هذا الأمر، طرحت مبادرة مكونة من 10 بنود رئيسية، أهمها اعتراف كل القوى السياسية بشرعية الحكم الآن وبالرئيس عبدالفتاح السيسي وسلطاته، فأنا أرى أن عدم الاعتراف بهذا غيبوبة سياسية، وفي المقابل ينظر النظام السياسي إلى بعض المظلوميات في السجون والإفراج عن الأبرياء الذين أُخذوا في الطريق، بحيث يتحقق لهم العدالة في المحاكمة، ثاني بنود المبادرة أن نعترف جميعًا أننا وقعنا في أخطاء ونقبل بحل هذه الأخطاء والتراجع عنها من خلال الجلوس على مائدة الحوار، ونتناقش لبحث مشاكلنا السياسية، وأن يكون هناك راع لحوارنا، والراعي يكون مخلصًا ومحايدًا، البعض طرح رعاة غير مصريين وهذا شىء مرفوض تمامًا ولذلك طالبت بأن يكون الراعي لهذا الحوار الوطني الساعي لمصارحة ومصالحة هو شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، فالأزهر مظلة مدنية قبل أن تكون مظلة دينية.

سمعنا عن بعض بنود المبادرة خاصة البند المتعلق بـ"التحصين والعفو" فما هو؟

هذا البند يقول إنه لا بد أن يكون هناك تحصين لكل القيادات السياسية التي شاركت في حكم مصر ما بعد 25 يناير2011 وحتى الآن، بحيث لا تتم محاكمة أي مسئول في هذه الفترة، وفي المقابل يتم العفو عن كل المعارضة المتنوعة والمختلفة في السجون سيان كانوا إخوانًا أو غيرهم، وهذا البند عادل جدًا للجميع، فنحن لا نريد أن يتم سجن أي رئيس لمصر أو رئيس وزراء أو وزير أو نائب وزير ممن شاركوا في تلك الأوضاع الملتهبة منذ 2011 وحتى 2022 موعد انتهاء المدة الثانية والأخيرة للرئيس السيسي، بحيث يتم العفو عن الجميع ومن ضمنهم الرئيسان الأسبقان مرسي ومبارك، بشرط ألا يترشحا في أي انتخابات رئاسية مقبلة، في حين يتم العفو عن كل السجناء السياسيين غير المرتبطين بأعمال عنف، كما تتم إعادة محاكمة كل من شارك في العنف السياسي، وهنا يجب أن نفرق بين العنف السياسي والإرهاب الذي يرتكبه داعش، والذي لا حل له إلا القضاء على من سولت لهم أنفسهم مواجهة جيش مصر.

وماذا عن قصة الديّة التي تناولها البعض أثناء الحديث عن مبادرتك؟

مدنيون كثيرون سقطوا لانتمائهم السياسي، اُستغلوا أو لم يستغلوا، أطالب بتعويض كل مصري لقى حتفه في كل الأحداث السياسية التي تمت بعد ثورة يناير، سيان رابعة أو النهضة أو الحرس أو غيرهم، فهذه الأحداث سبب أساسي في الاحتقان الحالي، والديّة ستساعد كثيرًا في تخفيف هذا الاحتقان وتطييب النفوس، وهذه الإجراءات تمت في دول كثيرة في السابق آخرها جنوب إفريقيا.

نعود إلى مبادرتك.. لماذا هاجمك الإخوان بعد مبادرتك التي أطلقتها من قناتهم؟

أعتقد أنهم بوغتوا بأن يخرج هذا الحوار من قناة محسوبة عليهم، حدثت لهم صدمة، ولعلمك أكثر من هاجمني لم يكن منتميًا تنظيميًا للإخوان، هناك شراذم موجودة في أمريكا وبعض الدول العربية لا أعلم من أين تمويلهم يسيرون وفقًا للموجة دون ملة سياسية، هؤلاء هم من هاجموني، بدا من كلامهم رغبتهم في بقاء الأوضاع الحالية على وضعها ويبدو أن لهم مصلحة شخصية نفعية.

وكيف كان رد قيادات الإخوان على مبادرتك؟

ردود الأفعال كانت بصورة غير مباشرة، ولكني تأكدت أن قيادات كبرى داخل الإخوان كانوا مهتمين بما طرحته وما طرحه من قبلي الدكتور حسن نافعة من أفكار عامة في إطار المصالحة، وردود الأفعال التي وصلتني فيها شيء من الرغبة في حل الأزمة، ولكن ربما لا توجد القيادات القادرة على اتخاذ إجراءات جريئة، ربما ينتظرون من الدولة خطوة تجاه هذه المصالحة، فهم لهم حساباتهم الخاصة كجماعة أو كتنظيم، ولكن الأهم من هذا كله من وجهة نظري أن الشوكة الرئيسية المتعلقة بشرعية مرسي قد كُسرت، وبيانهم الأخير أكد هذا حيث قالوا لأول مرة إن مرسي الخيار الأفضل وليس الخيار الوحيد.

البعض منهم لا يزال يدعو لعودة مرسي حتى الآن؟

عودة مرسي أمر غير واقعي وغير منطقي، والإخوان يعلمون ذلك ولديهم الاستعداد للحوار الآن، ولكنهم ينتظرون الخطوة الأولى.

هل تحدثت بشكل مباشر مع قادة من الإخوان في تركيا؟

لم أتحدث مباشرة مع أي من قيادات الإخوان، حديثي المباشر كان مع أيمن نور، أنا كنت في قناة رسمية للإخوان وتحدثت مع معدين وإعلاميين ووصل لهم رأيي ووصل لي رأيهم.

.. وماذا عن الدولة؟ 

لم يحدث ولكني أفكرفي تقديم المبادرة بشكل رسمي لمؤسسة الرئاسة.

من وجهة نظرك ما أهم جزء في مبادرتك؟

الجزء المهم هو ماذا بعد الرئيس السيسي الذي تنتهي ولايته بشكل رسمي 2022؟ وماذا ستفعل القوى السياسية وهل ستكون قادرة على إنتاج شخصيات قادرة على قيادة الدولة من بعده؟، وعلى كل أتمنى أن يكون الرئيس السيسي حريص على الانتقال السلمي للسلطة في مصر.

أنت صديق أيمن نور.. فهل يؤمن بما تؤمن به بشأن المصالحة الشاملة؟

أيمن نور الذي أعرفه شخص شديد التوافقية ويسعى دائمًا إلى منطقة الوسط وحل الخلافات وحلحلة الأزمة، طرحنا مبادرات عدة إبان مرسي، فنحن الوحيدون الذين كنا نتحرك، ومن الإنصاف أن أقول "عيب إن أيمن نور يعيش خارج مصر"، فهو يريد العودة ولكنه يخشى على سلامته الشخصية حال العودة إلى مصر، هناك أسماء تستطيع حلحلة الأزمة في ظل النظام القائم وأحد هذه الأسماء هو أيمن نور، أخالف كل ما يقال عن هذا الرجل خارج هذا الإطار.

ما رسالتك لجماعة الإخوان؟

أقول للإخوان أعتقد حان الوقت للنظر إلى كل منتم للجماعة في السجون، على رأسهم مرسي، فهؤلاء لن يخرجوا إلا من خلال عمل سياسي، وإدراك الحجم الحقيقي للإخوان باعتبارهم جزءًا من السياسة وطيفًا من أطياف متعددة وليسوا كل شيء، ومن وجهة نظري يجب أن يأتي الوقت الذي لن تكون هناك فيه إخوان، فقد كانت هذه الجماعة وبالاً على الإخوان أنفسهم قبل أن تكون وبالاً على الدولة، فماذا حققته الجماعة على مدار 90 سنة لأعضائها غير التنكيل والحبس؟ ما الذي تحقق على مستوى الدعوة والسياسة غير استغلال الجماعة من قبل الحكام كأداة للاستبداد؟، التجربة تقول باختصار "فشل"، والأولى الآن أن تستمر تجربة الحرية والعدالة فقط، لا يوجد شيء اسمه دولة فيها جماعة تنافس الدولة.

كلام جميل ولكنك تدعو لأن توضع الجماعة رأسًا لرأس مع الدولة؟

بالطبع لا، يجب أن نؤكد أن المصالحة التي أدعو لها لا تعني أنها تتم بين الرئيس وجماعة الإخوان، لأن الرئيس السيسي رئيس لدولة بها سلطات ومؤسسات، والإخوان جزء، وجزء صغير من القوى السياسية، المصارحة والمصالحة تعني كل أطياف المعارضة السياسية من أقصى اليسار لأقصى اليمين، وأجدد تأكيدي نحن لا ندعو لمصالحة من أجل الإخوان بل مصالحة ومصارحة بين الدولة وكل القوى السياسية التي ترغب في ممارسة العمل السياسي بكل حرية.