رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تاريخ "الجزيرة" الملوث مع الكيان الصهيوني

جريدة الدستور

منذ أيام قليلة خرجت قناة "الجزيرة" القطرية، بفيلم وثائقي زعمت أنه لسيناء وما يحدث فيها، وخلال هذه اللقطات مارست العديد من الأكاذيب على مصر وأهلها، وهو الأمر الذي يخدم في الأساس الكيان الصهيوني "إسرائيل"، حيث المخططات التي وضعها هذا الكيان ضد الأراضي المصرية.

وفي محاولة لكشف حقيقة هذه القناة، فإنها منذ تدشينها زعمت قناة "الجزيرة" أنها محايدة تنشد الرأى والرأى الآخر، وفى هذا السبيل لم تتورع عن التطبيع الإعلامي من دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي استضافت عددًا من المنتمين لها بكثافة، ليجدوا فيها متنفسًا لنشر أفكارهم فى عقول البسطاء.

خصصت قناة "الجزيرة" أوقاتًا طويلة لاستضافة العديد من المحللين والمتابعين للدفاع عن قطر، ولكن الجميع أيقن أن الواقعة صحيحة، وذلك لأنها متوقعة من قطر، كونها الدولة الأكثر كراهية للعرب، كما أن قناتها حملت العديد من الأفكار التخريبية ضد الدول العربية.

بدأت التحريض ضد مصر بداية من ثورة يناير، فيما تجاهلت "خطايا مرسى والإخوان" وعادت للتطاول منذ 30 يونيو، وواصلت تحريضها ضد مصر من خلال بث العديد من الفيديوهات والأخبار والتقارير المفبركة، بهدف إثارة الرأي العام العربي والعالمي ضد مصر، عن طريق إظهار الدولة المصرية بمظهر الظالم.

ففي ثورة 30 يونيو نفت أن ميدان التحرير يسع لـ2 مليون متظاهر، وقالت في تقرير إعلامي لها إن الميدان لا يسع سوى 800 ألف متظاهر فقط.

خلال حكم مرسي، تخلت القناة تمامًا عما كانت تمارسه من تنفيذ أجندتها التحريضية، وراحت تقف خلف الجماعة، ولكن ذلك لم ينجح، بل ثار الشعب المصري على الجماعة في 30 يونيو، وخرج الملايين إلى الشوارع مطالبين برحيلهم عن الحكم، ولكن القناة ادعت أن الميدان لا يسع سوى 800 ألف متظاهر فقط، رغم أنها زعمت أنه فى ثورة 25 ناير احتوى الميدان أكثر من 2 مليون مشارك.

آخر ما قامت به القناة القطرية، في تناولها للشأن المصري للتحريض على مصر ومواصلة نهجها، نشر فيديو عبر شبكاتها أوائل أبريل 2017، يحمل عنوان "سجن العقرب"، واستعانت فيه بعدد من عناصر الإخوان للحديث عما يحدث داخل السجن، كما تناولت الشأن المصري أواخر عام 2016، بفيديو حمل اسم "العساكر.. حكايات التجنيد الإجباري"، ودعت من خلاله إلى عدم الالتحاق بالجيش المصري، واستعانت بمشاهد تمثيلية فيه لبث روح الكراهية بين الشباب.


اليمن على وجه الخصوص يحظى بترتيب متقدم خلال ساعات بث القناة، ويرجع ذلك للمكانة اليمنية فى السياسة الخارجية القطرية، إذ تسعى قطر لفرض دور لها فى المنطقة، وهذا الدور يبدأ مع كل أزمة تمر بها دولة من دول المنطقة.

التغطية الخاصة أقرت بها القناة نفسها، عبر تقرير نشرته على موقعها الرسمي، في أبريل 2015، أفردت له مساحة كبيرة للحدث اليمني، يأتي من إدراك "الجزيرة" خطورة الأوضاع في اليمن، وتطورها منذ بداية تصاعد الأحداث، حيث كانت التغطية موسعة بصنعاء، وصعدة، وعمران، وعدن، والمناطق الأبعد مثل مأرب، والجوف، خاصة أنها مناطق بترولية ويتوقع أن يدور الصراع حولها.

لم تتوقف لثانية واحدة قنوات قطر في بث روح الكراهية والإرهاب بين أبناء الشعب الليبي، كما تعمدت دعم الميليشيات الإرهابية في دولة ليبيا من خلال تهريب كميات كبيرة من الأسلحة إلى أيدي الميليشيات، مما خلق حالة من الفوضى الأمنية والمؤسساتية بالبلاد، ونتيجة دعمها القوي للتنظيمات الإرهابية بالبلاد اتجه المقاتلون من كل دول العالم إلى ليبيا لتنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية، وقتل أبناء الأمة العربية والإسلامية.

الملف اللبناني كان شاهدًا كذلك على الدعم القطري للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تسفك دماء أبناء الشعب العربي، فعقب اختطاف العسكريين اللبنانيين كانت الدوحة الوسيط القوى بين جبهة النصرة الإرهابية وحكومة رئيس وزراء لبنان، تمام سلام، وقد صرح العديد من المسئولين اللبنانيين البارزين، بأن الدوحة الوحيدة القادرة على التفاوض بشأن ملف العسكريين المختطفين نتيجة علاقاتها الوثيقة بالتنظيمات الإرهابية.