رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الجارديان": داعش يعطل مباحثات السلام بين أمريكا وطالبان

عناصر حركة طالبان
عناصر حركة طالبان

ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية، أن التفجير الانتحاري وأخذ الرهائن من مبنى حكومي في (جلال آباد) هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي شنها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي والتي تبدو كرد على عمليات القوات الخاصة الأمريكية والجيش الأفغاني المكثفة للتخلص من مقاتلي التنظيم في إقليم (ننجرهار) الشرقي وتعطيل خطوط الإمداد التي تصل من باكستان.

وأوضحت الصحيفة - في مقال نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني - أن تزايد هجمات داعش بما فيها هجوم أمس تزامن مع وجود إشارات للتقدم في الجهود المتجددة لوقف الحرب التي استمرت 17 عاما بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان، إذ يقول المحللون إن داعش يعمل على تعطيل مبادرات السلام.

يشار إلى أنه خلال فترة الهدنة التي نجحت الشهر الماضي، حمل مقاتلو طالبان أسلحتهم ودخلوا المدن لعقد لقاءات عفوية مع المسؤولين المحليين، وأعرب الرئيس الأفغاني أشرف غني عن أمله في الاتفاق مع طالبان على عقد هدنة لمدة أطول خلال الشهر الجاري.

في الوقت نفسه، نُشر الأسبوع الماضي أن مسؤولا أمريكيا رفيع المستوى التقى مؤخرا بقادة طالبان في قطر في محاولة لبدء عملية السلام، بعد أن كانت الإدارة الأمريكية ترفض في السابق مطالب طالبان بإجراء محادثات مباشرة بينهما.

ونظرًا للارتباك والغموض المحيط بسياسة الولايات المتحدة في أفغانستان منذ تولي الرئيس دونالد ترامب السلطة، فإن هذا التحول المفاجئ لا ينبغي أن يفسر على أنه أمر غير عادي، فقد تعهد ترامب بالقضاء على "داعش" الذي يمثل تهديدًا عالميًا على عكس طالبان، لكنه أعرب مرارًا عن شكوكه بشأن استمرار التواجد الأمريكي في أفغانستان مما يعني ضمنًا أنه يرغب في الانسحاب.

واعترض ترامب بشكل خاص على التكلفة إذ أنفقت الولايات المتحدة أموالًا كثيرة على أفغانستان منذ عام 2001، إلا أنه أمام المشورة العسكرية أرسل ترامب تعزيزات وطلب من حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن يحذو حذوه، وفعلت بريطانيا ذلك مؤخرا.

وتجري العمليات الأمريكية في إقليم (ننجارهار) للحد من قدرة داعش على مهاجمة مدن مثل (جلال آباد) حيث قصفت واشنطن بشكل مفاجئ مخابئ داعش هناك العام الماضي مستخدمة قنبلة جوية ضخمة تسمى (أم القنابل).

وذكرت الصحيفة أن المحللين يقولون إن قلق الولايات المتحدة بشأن داعش يشاركها فيه إيران وروسيا اللتان تقدمان الأسلحة والدعم اللوجستي لطالبان، والصين التي تضع دائما في اعتبارها مصالحها الاقتصادية الإقليمية تشاركهم القلق من أن داعش يضعف قيادة طالبان المنقسمة بالفعل ويقلل من قدرتها على التوصل لاتفاق سلام دائم.. لذلك الآن، في تغير غريب، للوضع تبدو الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية تعتمدان على عدوهما طالبان لمساعدتهما في التغلب على الشر الأعظم داعش وإنهاء الحرب في نفس الوقت.