رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مراوغات «الظواهري» الصغير في السجون

محمد الظواهري خلال
محمد الظواهري خلال محاكمته في قضية خلية مدينة نصر


محمد الظواهري السجن أفضل من مبادرة وقف العنف
 
في تسعنيات القرن الماضي، قررت قيادات الجماعة الإسلامية الإنقلاب على الأفكار التي كانت تروج لها بمبادرة نبذ العنف، بتعاون مع الأجهزة الأمنية وقتها، إلا أن هناك بعض القيادات رفضت التوقيع على هذه المباردة، كان من بين هؤلاء محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أيمن الظواهري.

وكانت من بين الأسباب التي رفض من أجلها التوقيع على هذه المباردة والبقاء في السجن،هي مبادرة وقف العنف معلنًا رفضه وضع يده في يد نظام علماني، وكان دائما ما يردد مقوله: لدي ملاحظات شرعية، فنحن لا نضع أيدينا في يد النظام العلماني، ومن وافق على المبادرات هم إخوان سلفيون وجهاد وكلنا نصب في رافد واحد، فكلنا أبناء حركة إسلامية واحدة، قد نختلف في الاتجاهات لكننا لا نختلف في الهدف، وتحفظاتنا نحافظ عليها فيما بيننا، وكذلك فتواه بأن الأقباط لا يشعرون بالأمان إلا في تطبيق الشريعة الإسلامية، وكذلك دعوته للإخوان للتراجع عن الدستور وغيرها من الآراء.

البدايات

نشأ الظواهري (الشقيق) منذ الصغر نشأة إسلامية علمية مليئة بكافة نواحي العلم، فجده هو الشيخ محمد الأحمدي الظواهري الذى بلغ مشيخة الأزهر فكان شيخًا لها وأبوه الأستاذ الدكتور محمد ربيع الظواهري كان أستاذًا لعلم الأدوية بكلية الطب جامعة عين شمس، وعمه الأستاذ الدكتور محمد الشافعي الظواهري من علماء الطب في العالم، وهو أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة القاهرة.

التحق بكلية الهندسة وأثناء دراسته انضم لجماعة الجهاد، وتخرج عام 1974، ليتهم بعد ذلك تحديدًا في عام 1984 بقضية من إحدى قضايا الجهاد المعروفة في ذلك الوقت، كما تعلم على يد عدد من الشيوخ منهم الشيخ عبد المحسن العباد رئيس الجامعة الإسلامية سابقًا، والشيخ سفر الحوالي الداعية السعودي، درس معه شرح العقيدة الطحاوية، والشيخ خربوش الإمام بمسجد الحرم النبوي بالمملكة العربية السعودية، والذي كان يدرس سنن أبي داود بسند متصل في حلقته بالمسجد النبوي بعد صلاة الفجر، والشيخ محمد أمين الهرري الأثيوبي، وعمل الظواهري مديرًا في هيئة الإغاثة الإسلامية وعن طريقها زار بلادًا عديدة في العالم الإسلامي، وتعرف على واقع المسلمين في كثيرٍ من بلدانهم.




أفكاره

كانت انتماءات وأفكار محمد الظواهري، تعود إلي تربية الاسلامية التي نشأ عليها منذ صغره، وحتي أن اصبح شيئًا كبيرًا، ورغم قضائه نصف عمره داخل السجون المطاردات الامنية، إلا أنه ظل متمسكًا بآرائه وأفكاره، فكان له العديد من الآراء والفتاوى التي صدرت عنه، هو دفعة عن تنظيم القاعدة بقوله: الغرب يحاول تشويه صورتنا، لأنه يرانا بمنظور العدو، وقد دخلوا بلادنا واحتلوها، فطبيعي أن يصفونا بأننا إرهابيون، فضلًا عن انتهاكهم الأعراض، وما نعيشه الآن يسمى جهاد الدفع، وعلى المسلمين جميعًا أن يدفعوا هذا الضرر، ونحن مأمورون بإرهاب أعداء الله، الذين ينتهكون الأعراض. 

وقد قرر تنظيم القاعدة تنفيذ عمليات داخل أمريكا بعد أن قامت أمريكا بحربها ضد المسلمين على حدوصفة فقال:" ونحن فقط أردنا دفع ضررها عنا، هذه الأفكار موجودة في العالم كله وليس في مصر فقط، ولا أعرف أعداد من يعتقدونها في مصر، فالفكر السلفي الجهادى يجتاح العالم بأكمله، وهؤلاء يدافعون عن حرمات وأعراض المسلمين وأراضيهم أيضًا".

ورفض فكرة الاسلام الوسطي، بقوله: نحترم هذا الفكر، وتاريخ الحركات الإسلامية فيه اجتهادات، وكلها تخدم الإسلام، وفى الوقت نفسه لا نقبل أن يهاجمنا أحد لأننا لا نهاجم أحدًا، وجميعهم في طريق الدعوة إلى الله، أرى أن الجهاد في موضعه أمر شرعي واجب على المسلمين، كما أمر الله عز وجل، وأحد الأوجه الشرعية مواجهة أمريكا، التي تعتدى على ديار المسلمين كما ترى، أقصد الجهاد بكل صوره التي يأمرنا الله عز وجل بها.

ومن الاتهامات التي وجهت لمحمد الظواهري هو قيامه باستقطاب عناصر جديدة وإرسالهم لسوريا لاكتساب خبرات قتالية للجهاد وإشراكهم في العمليات العسكرية وفى أعقاب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، عادوا إلى مصر وشاركوا المعتصمين في اعتصامي رابعة والنهضة، بينما كانت تعليمات الظواهري بعودة الجهاديين من سوريا للمشاركة مع أعضاء التنظيم في الداخل لتنفيذ عمليات عدوانية تجاه رجال الشرطة والجيش.

كما وجهت اتهامات إلى الشيخ محمد الظواهري بوجود علاقة تربطه بزعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري والتي كشفت عنها فضيحة اتصالات الرئيس الاسبق محمد مرسي مع أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وشيقيه، والتي كشفت عن إدخال عناصر العنف إلى منطقة سيناء وتهريب السلاح لمواجهة الجيش والشرطة.

مواقفه المتطرفة

قضي الظواهري الشقيق نصف عمره بين سجين وطريد من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارات العالمية، وكان له أثر كبير في شدة تعامل الظواهري وكره للأنظمة العربية والغربية، وفي نفس الوقت قلق من تنفيذه لذلك علي أرض الواقع. 

ورغم كل هذا ظل الظواهري الصغير أحد العناصر النشطة والتي تسبب بالعديد من القلاقل للأجهزة الامنية المصرية وغيرها، ففي 1993 حاول الأمن المملكة العربية السعودية، القبض عليه ولم تنجح وساطة أحد الأمراء، ولكنه تمكن من الخروج من السعودية، وسرعان ما صدر ضده حكم الإعدام على غرار القضية المشهورة إعلاميا -بقضية العائدون من ألبانيا-، إلى أن ألقى القبض عليه بالإمارات، وتم تسليمه لجمهورية مصر العربية. 

بعد حادثي نيروبي ودار السلام، وأخفت الحكومة أمر تسليمه فترة خمس سنوات، وتم تسليمة لجهاز أمن الدولة ثم تم إيداعه سجن يعرف باسم شديد الحراسة المعروف بالعقرب، بمناطق سجون طرة.

وبعد ثورة 25 يناير 2011، أصدر المجلس العسكري وقتها بقيادة المشير محمد حسين طنطاوي، قراربالأفراج عن أغلب القيادات الإرهابية عنهم من السجون المصرية، حيث خرج الظواهري من السجن في 17 مارس عام 2011، إلا أنه تم إلقاء القبض عليه مرة أخرى بعد 72 ساعة في 19 مارس 2011، واقتيد إلى السجن ثم أعلن عن وجود حكم بالإعدام صادر ضده في قضية "العائدون من ألبانيا" في القضية رقم 8 لسنة 1998 وكان ضمن 8 أشخاص صدر ضدهم حكم الإعدام من ضمن 107 متهمين آخرين صدرت ضدهم أحكام بالسجن. 

وبعد ثورة 30 يونيو 2013م، اتهم الظواهري مرة أخري في العديد من القضايا، أبرزها خلية الظواهري، وقضية الطائفة المنصورة، وظل حبيس السجون المصرية، حتي قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بمحافظة القاهرة، بإخلاء سبيل محمد ربيع الظواهري، في اتهامه بالانضمام لجماعة إرهابية، وقررت المحكمة باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة تجاهه عقب إخلاء سبيله.

اصداراته

أصدر الظواهري بعض المؤلفات من ضمنها: جريمة العصر، هل الصحيح أننا لا نقاتل إلا من قاتلنا، بشأن تحذير الشباب من الذهاب للخارج بقصد الجهاد، واصدار عن حكم دخول الأحزاب لمصلحة تطبيق الشريعة وحكم الترشح لرئاسة الجمهورية.