رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مزاعم الإخوان.. هل تراجع «الوازع الديني» للمصريين بغياب الجماعات؟

مصلون أمام مسجد الاستقامة
مصلون أمام مسجد الاستقامة

مع دخول شهر رمضان المعُظم، أخذ عدد من المنتسبين للجماعات وعلى رأسها "الإخوان"، في ترويج الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول حالة "الوازع الديني" لدى المصريين، وعقد مقارنات وربطها بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، والجماعة الإرهابية وحلفائها، فيما سمي بـ"تحالف دعم الشرعية"، إلا أن الوضع على الأرض كان مختلفًا تمامًا عما روجه هؤلاء، وهو ما فسره علماء الدين والاجتماع بأن المصليين لايرتبطون بأي جماعة أو حكم، وأن عددهم سواء ارتفع أو انخفض في المساجد، لم يرجع إلى تواجد الجماعات المتطرفة على الساحة، بل يرجع لأسباب تخص العبد بربه، بعيدًا عن "تجار الدين".


أجرى "أمان"، جولة في عدد من مساجد القاهرة والجيزة، حيث ظهر حرص المواطنين على أداء الشعائر والفرائض في رمضان، وعلى رأسها صلاة التراويح، وازدادت تلك الأعداد في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

كانت البداية بمسجد الاستقامة، حيث توافد عدد كبير من المصليين لأداء صلاة التراويح بالشوارع والساحات المحيطة بالمساجد، وكان الحال نفسه في مسجد الإمام "الحسين بن علي"، وكذلك مسجد غافر بمنطقة العمرانية. 


يقول أحد المصلين أحمد بركات، البالغ من العمر 32 عامًا، إن: "ارتباط المصريين بالعقيدة الإسلامية لا يتوقف على أحد، والأدق أنهم لا يتأثروا بأكاذيب مغلوطة في الدين الإسلامي"، مضيفًا: "جماعة الإخوان أو غيرها من الجماعات المتشددة لم تستطيع التلاعب بعقول المصريين". 

ويرى الداعية الإسلامي، صالح عامرالأزهري، إن "إقبال المسلمين على المساجد في رمضان لا يتأثر بغياب جماعة أو حزب أوكيان؛ فلا حاجة للمصريين لأحد حتي يتقربوا إلى الله".


وقال "الأزهري"، إن "المصريين فطروا على محبة الدين والتقرب إلى الله عزوجل، وتشتاق أرواحهم ووجدانهم إلي المساجد للصلاه وقراءه القرآن وصلاه القيام والتراويح، وخاصة في شهر رمضان، لما يحمله من نفحات إيمانية تشعرهم بالسكينه والاطمئان".

واتفق معه في الرأي، الباحث بالأزهر، أحمد عبدالرحيم، بالإشارة إلى أن "المصرين لم يتأثروا على مر العصور بأي حزب أو جماعة، تعمل على أن تقترب من المصريين بحجة تعليمهم أمور تتعلق بالدين". 


ويعتبر "عبدالرحيم"، أن هدف الجماعات المتشددة وراء تقربهم للمصريين، هو استقطاب أكبرعدد من المسلمين؛ لمناصرتهم، لافتًا إلى أنهم استغلوا الدين في أطماعها الشخصية، ومصالحها السياسية. 

وأنهى الباحث الأزهري حديثه، قائلًا: "مصر ظلت مرتع لاحزاب متفاوتة، لكنها بلد الأزهر الشريف، الذي يٌعد منارة استطاع أن يضيء الدنيا بالعلم والحكمة، ومواطنيها الذين يعرفون المفسد من المصلح".


في الجامع الأزهر، ظهرت الطمأنينة على وجوه الجميع، وحرص المصلون على التواجد مبكرًا والجلوس لتلاوة القرآن، وعندما أذن المؤذن لصلاة العشاء، أقبلوا في صفوف متراصة كبيرة ومتتالية.

تقول إحدى المصليات "شيماء حسين"، إن " توافد المصلين على المساجد خلال شهر رمضان في مختلف محافظات الجمهورية وبجميع المساجد، ليس الحسين والأزهر فقط، لحبهم لأداء الفروض والتقرب من الله، ولا يتعلق ذلك بأي دعوة أو جماعة".


سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، يقول إن هناك بعض الناس يفضلون الصلاة في منازلهم؛ وسواء ارتفع أو انخفض في المساجد، لم يرجع إلى تواجد الجماعات المتطرفة على الساحة، بل يرجع لأسباب تخص العبد بربه، وصفًا الجماعات الإرهابية بـ"تجار دين". 

غير أن أستاذ علم الاجتماع، اتهم الجماعات المتطرفة بأنها حولت المساجد وأماكن العبادة إلى ساحة سياسية تبث الخطب السياسية عبر منابرها للحصول على أطماع شخصية.