رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزهريون: يجب فهم النصوص الدينية فى ضوء الواقع

أرشيفية
أرشيفية

أقيمت مساء أمس الأربعاء، الحلقة "19" لملتقى الفكر الإسلامى الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف، بساحة مسجد الإمام الحسين، وكانت بعنوان: "فقه الأولويات في الإسلام.. أمثلة معاصرة"، وحاضر فيها كل من: الدكتور عطا السنباطي الأستاذ بجامعة الأزهر، والدكتور محمد عبدالستار الجبالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، والدكتور عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري، بحضور الدكتور محمـد عزت مدير عام شئون القرآن بالوزارة ومنسق الملتقى، وجمع غفير من الحضور رجالا ونساءً، شبابًا وشيوخًا.

في البداية أكد الدكتور محمد عبدالستار الجبالي، أن تقديم الأهم على المهم، والراجح على المرجوح، والفاضل على المفضول، أساس عظيم من أصول الدين الحنيف، لذا قال الله تعالى: "وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُم"، وقال تعالى: "أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ"، وقد سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) معاذ بن جبل ( رضي الله عنه) لما وجه إلى اليمن: "كَيْفَ تَقْضِي إِذَا عَرَضَ   لَكَ  قَضَاءٌ، قَالَ : أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ، قَالَ  : فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَال  :فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَلَا فِي كِتَابِ اللَّهِ، قَالَ: أَجْتَهِدُ رَأْيِي وَلَا آلُو"، مما يدل على أن ترتيب الأمور من الأهم إلى المهم، ومن الأقوى إلى القوي أصل عظيم من أصول الشريعة الإسلامية.

وأشار إلى أن صحابة النبي (صلى الله عليه وسلم ) دائمًا ما كانوا يسألونه عن أفضل الأعمال، فلو لم تكن الأعمال متفاوتة ما جاء مثل هذا السؤال، لذا سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم ):” أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ ؟ قَالَ : تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرَأُ السَّلامَ عَلى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ “، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ  مِنْ صَلاَةِ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَة"، فكل الأعمال ليست في مقام واحد، بل بعضها أولى من بعض.

بينما أكد الدكتور عبدالله المغازي أستاذ القانون الدستوري، أن فقه الأولويات يختلف من شخص إلى شخص آخر، مشيرًا إلى أن العمل عبادة حتى وإن كان بسيطًا، فالصحابة (رضي الله عنهم) كانوا يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، وخلدها الله في كتابه فقال: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا".

وفي كلمته أكد الدكتور عطا السنباطي أن فقه الأولويات هو اختيار الأهم، وأن الدين عميق، فيجب أن يوغل فيه برفق، فلكل مكان ما يتناسب مع واقعه، ويجب أن نفهم النصوص في ضوء ما يقتضيه فقه الواقع.