رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تحرير الشام» تفرض حظر التجوال في إدلب السورية بزعم القبض على الدواعش

جريدة الدستور

بدأ فصيل "هيئة تحرير الشام" -جبهة النصرة سابقًا-، الخروج في العديد من الحملات الأمنية، في مدينتى الدانا وسرمدا التابعتين لمحافظة إدلب السورية مستهدفين من خلال تلك الحملات الأمنية ما أعلنوا عنه من خلايا تتبع تنظيم داعش الإرهابي.

وخلال تسجيل صوتي نشره ما يسمى بـ"المكتب الأمني" التابع لهيئة تحرير الشام، عبر مواقع التواصل الاجتماعي "التليجرام"، أكدت من خلاله ضرورة التزام أهالي مدينة الدانا بإدلب المنازل، وفرض حالة التجوال في المدينة والذي بدأ منذ فجر الأمس الأحد، ويستمر على مدار يومين، محذرين من خلاله أهالي المدينة من التواجد في الشوارع عقب صلاة الفجر لمداهمة منازل من أطلقوا عليهم الخوارج -في إشارة منهم إلى عناصر تنظيم داعش الإرهابي-.

وزعمت الهيئة أن هذه الخلايا التي تسعى وراءها للقبض عليها داخل المدن بإدلب يشتبه بمسئوليتها عن التفجيرات وعمليات الاغتيال التي وقعت في الآونة الأخيرة، لافتةً إلى أن هناك مناطق أخرى شهدت استنفارًا أمنيًا، وتحديدًا مدينة جسر الشغور في الريف الغربي لإدلب ومدينة سلقين.

وكانت هيئة تحرير الشام، قد أغلقت أمس الأحد، جميع مداخل ومخارج مدينة سلقين بإدلب، بحواجز أمنية مدججة بالعناصر والسلاح، بالتزامن مع عمليات تفتيش وتدقيق على السيارات المتوجهة إلى المدينة والخارجة منها، وذلك عقب أنباء عن وجود سيارة مفخخة، أو هجوم لعناصر ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي على مقرات للهيئة داخل المدينة.

من جانبه، زعم عبدالغني مزوز، الباحث المغربي، عبر قناته بالتليجرام، أن هيئة تحرير الشام لم تكن جزءا من أستانا ولا غيرهما من محطات الحل السياسي، بل أطلقت بذكاء مسارًا سياسيًا موازيًا يرتكز على ثوابت الشرع والثورة ابتدأ بمشروع الإدارة المدنية ثم حكومة الإنقاذ وراهن على التأسيس لعلاقات متوازنة مع القوى الفاعلة.

وواصل "مزوز" دفاعه عن الهيئة قائلًا، إن "المشاريع التي رعتها قيادة الهيئة هي التي أبانت عن فاعليتها وجدواها في الساحة، وبقاء الهيئة ككيان ضارب ومؤثر مع الحرب الشعواء التي شنت عليها من عدة أطراف من بينها التحالف الدولي خير دليل على متانة بنيانها ووجاهة خطابها"، حسب قوله.

كانت الهيئة قد افتتحت مكتبا سياسيا يمثل رؤيتها، وذلك في طريق ما يسميه مناصروها بالاتجاه نحو الاعتدال الأيديولوجي بعد أن كانت موسومة بالإرهاب والتطرف، إذ أعلنت على لسان ما يعرف لديها بـ"مسئول إدارة الشئون السياسية"، يوسف الهجر، أن علاقتها مع تركيا مستمرة ومتوازنة بما يحقق الأمن والاستقرار في الشمال السوري، وخاصة محافظة إدلب، لافتًا خلال تصريحات له أن الروابط التاريخية المشتركة بين الشعبين المسلمين التركي والسوري لها امتداد عميق بعمق التاريخ نفسه، وذلك على النقيض تمامًا مما أعلنت عنه في وقت سابق وعدائها لتركيا والجيش الحر، واصفة إياها بالفصائل العلمانية التي تريد تسليم بلاد الشام للنظام والتآمر معه.