رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بيانات تنديد».. أسلحة «الإرهابيين» للمتاجرة بالقضية الفسلطينية

القدس
القدس

جماعة الإخوان على قوائم المتاجرين.. وطالبان تندد.. ومقربون من القاعدة يستغلون واقعة استشهاد القعيد «فادي أبو صلاح»

في الوقت الذي شهدت فيه الأراضي الفلسطينية، احتجاجات واسعة على نطاق الحدود الفاصلة بين قطاع غزة، ضمن مسيرات العودة الكبرى التي اندلعت نهاية مارس الماضي، واستمرت قرابة شهر ونصف، وبلغت ذروتها أمس الأول الإثنين، مع احتفال الإحتلال الإسرائيلي بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، خرج الإرهابيون كعادتهم للمتاجرة بالقضية الفلسطينية ومسيرات العودة الكبرى.

المقدمة كانت مع جماعة الإخوان الإرهابية، بشقيها سواء «جبهة العواجيز»، أو «جبهة الشباب»، إذ أصدرت جبهة العواجيز بقيادة محمود عزت القائم بأعمال المرشد، بيانًا على لسان متحدثها طلعت فهمي، لفتت من خلاله إلى أن فلسطين والقدس عربية إسلامية، وسيبقى المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وتحية لمليونية الزحف على الحدود مع الصهاينة.. تحية لأرواح الشهداء وللجرحى وللأبطال الصامدين ولكل الأحرار المكافحين لتحرير فلسطين.

وأدانت "جبهة العواجيز" في بيانها الأحداث التي وقعت أمس الأول، وأكدت رفضها لشتى الإجراءات التي تكرس الاحتلال وتعمد إلى تصفية القضية الفلسطينية وضياع حقوق الشعب الفلسطيني، حيث شددت على أن القضية الفلسطينية قضية الإنسانية، ومقدساتها أمانة في عنق البشرية، فلا يجب التخلي عنها، مطالبين كافة دول المنطقة بالابتعاد عن كل ما يشعل الخلافات أو الدخول في مشاريع توسع وهيمنة تفتح الباب على مصراعيه للتلاعب بمصير ومستقبل شعوبها وتعصف بوحدة أوطانها، حسب قولها.

في الجهة المقابلة، كان لجبهة الشباب نصيب هي الأخرى للمتاجرة بالقضية، إذ لفتت أن ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من قبل، وبدأ تنفيذه بالفعل بنقل سفارة بلاده إلى القدس، هو إستمرار لنهج احتلالي لم يتوقف طيلة 70 عامًا.

وفي محاولة جبهة الشباب للوقوف بجانب الفلسطينيين، زعمت الجبهة في بياناها أمس الأول، أن جماعة الإخوان "الإرهابية"، شريكة وجزء من تحالف الأمة في مواجهة الإحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، منوهة أن وجبها الآن هو دعم المقاومة بكل ما نملك، وإحياء قضية القدس وفلسطين في القلوب، والإصرار والعمل على تحرر الشعوب من المحتل ووكلائه.

لم يتوقف أمر المتاجرة عند جماعة الإخوان، بل خرجت حركة طالبان، بالتنديد حول قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس، وسعت من خلال ذلك إلى المنتاجرة بالقضية الفلسطينية هي الأخرى، لافتةً في بيان لها أمس الأول، أن الدعم الأمريكي لإسرائيل ضد الفلسطينين تعتبره أكبر مثال للإرهاب الدولي، مطالبة برد فعل عملي ضد أمريكا من قبل دول العالم الإسلامي، مؤكدةً أن الخدوة التي أقدمت عليها أمريكا خطوة احتلالية وظالمة ضد جميع المسلمين وخلافا لجميع الأصول المعترفة دوليا، حسب قولهم.

حركة شباب المجاهدين، قامت بإصدار فيديو جديد، جاء بعنوان «من ثغور العز 5.. لواء القدس جبال غوليس»، قالت إنه جاء بالتزامن مع نقل السفارة إلى القدس، ويظهر فيه مقاتلو الحركة من لواء ما يعرف بـ«لواء القدس» التابعين له، يعرض من خلاله تمركز عناصر الحركة في سلسة جبال جوليس بشمال شرق الصومال، وحياتهم هناك، بالإضافة إلى بعض المعارك الإرهابية التي خاضتها الحركة وصت كلا من عبدالله عزام، واسامة بن لادن، وهم يحرضون على مواصلة العمليات الإرهابية، مؤكدين أن صبرهم وصمودهم وخوضهم المعارك هو دعم للفلسطينيين والقضية الفلسطينية، حسب قولهم.

فيما استغل عدد من الإرهابيين المقربين من تنظيم القاعدة، وعلى رأسهم عبدالله المحيسني، الشرعي السابق بهيئة تحرير الشام، ومفتي القاعدة في سوريا، وعمر رفاعي سرور مفتى مجلس شورى مجاهدى درنة، والمكنى "أبو عبدالله"، ارتقاء الشهيد فادي أبو صلاح، -الذي بترت قدماه في أحد الحروب على غزة- برصاص قوات الاحتلال شرق قطاع غزة، أمس الأول في مظاهرات مسيرات العودة الكبرى، إذ نوه "المحسيني" الذي قام بوضع صورة الشهيد القعيد "أبو صلاح" عبر قناته على التليجرام معلقًا عليها قائلًا "إن اللسان عجز عن وصف بطولاتكم أيها الغزاويون أيها المرابطون على أكناف بيت المقدس لكم في أعناق أمة محمد دين لن نستطيع سداده"، بينما وضع مفتى مجلس شورى مجاهدى درنة عمر رفاعي، هو الآخر عبر قناته بالتليجرام صور الشهيد القعيد "فادي أبو صلاح"، معلقًا عليها «أحد شهداء مسيرات العودة».

في الوقت نفسه، قام عبدالرازق المهدي، المقرب من حركة أحرار الشام، باستغلال ارتقاء "فادي أبو صلاح"، إذ لفت خلال قناته بـ"التليجرام" أن أبو صلاح لم يمنعه فقد ساقيه في معارك غزة ضد قوات الاحتلال، داعيًا السوريين للتظاهر في جميع المناطق المحررة، والخروج في مسيرات للتنديد بالقرار الأمريكي بجعل القدس عاصمة لليهود، مطالبًا جميع الفعاليات والأفراد شيوخا ورجالا وشبابا المشاركة في مظاهرات تعم إدلب وريفها وشمال حلب، مطالبًا أن يكون شعار تلك التظارهات «القدس لنا القدس.. والأقصى لنا».