رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«ضلالات الإرهابيين وتفنيدها».. جديد الأوقاف للرد على شبهات المتطرفين

تعبيرية
تعبيرية

أعلنت وزارة الأوقاف عن إصدار كتاب جديد بعنوان "ضلالات الإرهابيين وتفنيدها"، تتناول فيه الرد على أبرز شبهات الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تستبيح بها الدماء المعصومة، لتفنيد حججهم، وإبطال أفكارهم المنحرفة بالحجة العقلية والشرعية.

وترجع أهمية الكتاب إلى أنه يهدم الأساس الفكري والشرعي الذي تستند إليه الجماعات الإرهابية في تنفيذ عملياتها ونظرتها إلى عموم المسلمين حكامًا، ومحكومين، في واحد وعشرين مبحثا، تعد إضافة حقيقية لجهود محاربة الإرهاب والتطرف واستهداف جذوره، جنبا إلى جنب مع جهود الدولة، العسكرية والأمنية في هذا الشأن.

يشارك في العمل عدد من الباحثين المتخصصين وهم الدكتور محمد سالم أبوعاصي الأستاذ بكلية أصول الدين وعميد كلية الدراسات العليا السابق، والدكتور هاني سيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة والدكتور ياسر أحمد مرسي مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة والشيخ حمد الله حافظ الصفتي باحث دكتوراه ومدير الشئون العلمية والثقافية بالمنطمة العالمية لخريجي الأزهر بالقاهرة، وقد أشرف على هذا العمل وراجعه وكتب مقدمته الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.

يتناول المبحث الأول، الرد على شبهة حصر مفهوم الجهاد في القتال فقط، ويؤكد أن الجهاد أوسع من هذا المفهوم الضيق فمن الجهاد: الصبر على البلاء كما صبر المسلمون الأوائل في نشر دعوتهم، وكذلك منه جهاد النفس وجهاد الدعوة، وجهاد الدفاع عن الأوطان ورد كيد المعتدين.

أما المبحث الثاني فيتناول الرد على وصف المجتمعات الحالية بالجاهلية ويشير إلى أنه: "لا يجوز مطلقًا الحكم على المجتمع كله بلفظ الجاهلية، وأول قاعدة من قواعد الحكم على المجتمع بأنه مجتمع إسلامي قبوله الإسلام دينًا بالنص الرسمي أو بالقول اللساني، وأبرز ظاهرة تدل علي إسلامه وتمنع رميه بالكفر أو بلفظ الجاهلية، هي إعلان الأذان للصلاة وشيوع شعائر الإسلام في المجتمع، يقول صلى الله عليه وسلم: " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم ". قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: " لا ما أقاموا فيكم الصلاة ".

أما المبحث الثالث؛ فيتناول الرد على ضلالة "التكفير بالمعاصي"، ورغم استشهاد الكتاب بأحد علماء أهل السنة البارزين كالإمام أبي جعفر الطحاوي صاحب "العقيدة الطحاوية" في قاعدة الإيمان بقوله: "ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحد ما أدخله فيه"، إلا أن الكتاب وقع في خطأ منهجي كبير في تعريف مفهوم الإيمان فقال: "الإيمان هو: التصديق بالقلب"، وهو تعريف المرجئة الذين لا يرون دخول العمل فى مسمى الإيمان.

ومع ذلك فقد عاد الكتاب مرة أخرى إلى الأصول العلمية الرصينة فى شرح ما يخرج العبد من الإيمان إلى الكفر، كإنكار ما أثبته الله أو سب الله ورسوله ونحو ذلك.

المبحث الرابع؛ يتناول الرد على ضلالة "تكفير الحكام والخروج عليهم"، ويؤكد الكتاب أن "قضية الخروج على الحاكم المسلم لإزاحته من الحكم قضية نوقشت، وانتهي الحكم فيها في صدر الإسلام وفي عهد النبوة واستقر الأمر بين جماهير العلماء الموثوق بهم قديمًا وحديثًا على أن الخروج على الحاكم المسلم محرم في كل الأحوال إلا إذا ظهر عليه كفر بواح أي صريح وقاطع في شريعة الإسلام؛ كدعوته إلى ترك الصلاة وإنكار فرضيتها".

ثم يشرح المؤلفون من هو الحاكم المسلم ويفندون الشبهات التي تستند إليها الجماعات التكفيرية الإرهابية في فكرها المنحرف والغرض منها.

المبحث الخامس: الفهم الخاطئ للحاكمية ويؤكد الكتاب إلى أن القوانين التفصيلية المعاصرة، لا تتنافى في جملتها مع الشريعة في مقاصدها الكلية؛ لأنها قامت على جلب المنفعة ودفع المضرة ورعاية العرف.

المبحث السادس: ويتناول الرد على القول بحتمية فرض الجزية على غير المسلمين، ويقول الكتاب إن "ما ورد في القرآن الكريم من حديث عنها يحمل على الأعداء المحاربين والمعتدين الرافضين للمواطنة، وليس المواطنون المسالمون المشاركون في بناء الوطن والدفاع عنه.. وبيان ذلك أن الجزية التي فرضتها الدولة الإسلامية على الذين دخلوا في دولتها ولم يدخلوا في دينها، لم تكن اختراعا إسلاميا وإنما ضريبة معروفة فيما سبق الإسلام من قوانين تؤخذ مقابل الجندية وحماية الدولة والدفاع عن رعيتها، فكانت بدلا من الجندية ولم تكن بدلا من الإيمان بالإسلام".

المبحث السابع: يتحدث عن الرد على ضلالة استباحة هذه الجماعات لحرمة الدم بكل أشكاله وبيان تحريفهم للمواطن التي يتم فيها تطبيق النصوص القرآنية المرتبطة بأحكام القتال، واتخاذ ذلك وسيلة لاستحلال دم الأبرياء من المسلمين وغيرهم.

المبحث الثامن: الرد على استباحة تدمير الآلات والمركبات الخاصة بقوات الجيش والشرطة، ويؤكد الكتاب أن هذه المعدات من المال العام، الذي أوجب الشرع صيانته على كل فرد في الأمة، ومنع الاعتداء عليه بأى وسيلة كانت إضافة إلى أن هذه المعدات وسائل للدفاع عن أمن وسلامة الوطن والمواطنين وحمايتهم داخليًا وحدوديًا وخارجيًا، إن لزم الأمر فلا يجوز إتلافها أو النيل منها.

المبحث التاسع: وفيه يرد الكتاب على ضلالة تشجيع الجماعات الإرهابية عناصرها على حمل السلاح وترويع الآمنين.

المبحث العاشر: الرد على ضلالة إشاعة الفوضي، وهدم الدولة تحت غطاء التظاهر السلمي، واستباحة التعدي على المنشآت، والممتلكات العامة والخاصة.

المبحث الحادي عشر: الرد على ضلالة الدعوة إلى قطع الطرق وتعطيل المواصلات.

المبحث الثاني عشر: الرد على ضلالة الدعوة إلى الإضراب عن الطعام للضغط على الحكومات قصد الوصول إلى الفوضى وهدم الدولة.

المبحث الثالث عشر: الرد على ضلالة الدعوة إلى توجيه الزكاة إلى دعم أعمالهم الإجرامية التي يصفونها بهتانًا وزورا بالجهاد.

المبحث الرابع عشر: الرد على دعوة هذه الجماعات إلى العصيان المدني قصد إسقاط الدولة.

المبحث الخامس عشر: الرد على الدعوة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية في زعزعة الأمن وتشويه صورة الدولة ورموزها الوطنية.

المبحث السادس عشر: الرد على ضلالة استعداء القوى الخارجية والمنظمات الدولية على أوطانهم.

المبحث السابع عشر: الرد على ضلالة التشكيك فى مشروعية الدولة الوطنية.

المبحث الثامن عشر: الرد على ضلالة استباحة دماء العلماء والنيل منهم بتشويه صورتهم في نفوس مجتمعاتهم وأمام المتابعين للشأن الإسلامي على مستوى العالم.

المبحث التاسع عشر: الرد على ضلالة العمل على أدلجة العلماء والمثقفين بأيديولوجياتهم المتطرفة.

المبحث العشرون: حماية المجتمع من التطرف والإرهاب.

المبحث الحادي والعشرون: كيفية حماية الأبناء من الإرهاب.

وتأتي أهمية الكتاب إلى أنه عبارة عن دراسة منهجية تعبر عن جهة رسمية للرد على شبهات وضلالات وأباطيل الجماعات الإرهابية، ورغم وجود بعض المآخذ الصغيرة على العمل إلا أنه إضافة متميزة للباحثين عن الآليات الشرعية للوقوف فى وجه الجماعات المنحرفة.