رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السيول».. تتسبب في خسائر فادحة لـ«داعش»

جريدة الدستور

أظهرت السيول التي ضرب الأراضي السورية خلال الأيام القليلة الماضية، تمركزات جديدة تحت الأرض "المخابئ" لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بعدما ضربت المياه هذه الأنفاق التي يتخذها ملجًا له.

فوجئت القوات السورية المتمركزة بمناطق"إدلب" وبعض القري داخل محيطها، بخروج عناصر مسلحة من تحت الأرض،هربًا من غزارة المياه، التي تساقطت عليهم، وتسبب خرجوهم هذا بوقوع اشتبكات مع القوات السورية، ما أدي لمقتل وأصابة عددا منهم _بحسب وكالة سانا السورية_، وفرار عناصر أخري خلال الاشتباكات التي وقعت الأحد الماضي.

وكان "أمان"، أشار في عدة تقارير سابقة، بأنها مأوى التنظيمات الإرهابية المسلحة بالشام والعراق.

وكانت التنظيمات الإرهابية، بدأت استخدام حفر الأنفاق في سوريا، بالمناطق التي تسيطر عليها، حيث تم الكشف عن مركز طبي تحت الأرض، مزود بكامل المعدات الطبية الحديثة، لعلاج جرحى الميليشيات في مواجهاتهم العسكرية مع الجيش السوري، وهو ما يؤكد أن الأنفاق أصبحت جزءًا متكاملا لحياة الإرهابيين.

لم يتوقف استخدام "الأنفاق" علي التخفي من الملاحقات الأمنية فقط، لكنه امتد ليشمل تخزين الأسلحة الخفيفة والثقيلة علي السواء، ويرجع دخول الأنفاق إلي سوريا إلي القيادات المسلحة التي تنقلت بين سوريا والعراق للمشاركة فيما يسمي لديهم بـ"الحرب الجهادية".

وكشفت الأمطار الأخيرة،عن الجزء الآخر، والذي ظل مجهولًا لعدة سنوات، والتي يستخدمها التنظيم "مخازن" للأسلحة، وعقد الاجتماعات مع صفوف عناصره، وتلقي الأوامر قبل تنفيذهم لعملياتهم الإرهابية.

وكانت"الأنفاق" قد تحولت تدريجيا إلي مراكز للعمليات العسكرية، بعد تمكنهم من استخدام شبكات الاتصال الحديثة لنقل ما يدور خارجها من معارك، فضلًا عن متابعة وسائل الإعلام العالمية لما تنشره حول التنظيم، وهي الخطة التي حققت نجاحًا في الفترة من 2014 وحتي 2016، والتي أعلن فيها "دولته" المزعومة، وبعد فقدانه "سرية" تلك المخابئ، فقد"داعش" أهم أسلحته التي كان يعتمد عليها ضمن استراتيجيته العسكرية "السرية" بعد مداهمة تلك الأنفاق، والتي كانت سببًا في محاصرة التنظيم الإرهابى.

ويكشف التاريخ أن "الأنفاق" خلال معركة بغداد عام 2003، بين الجيش العراقي، والجيش الأمريكي، وهي المعركة التي أنتهت بسقوط "بغداد" والتي كشفت عن "الجنرال الخفي" الأنفاق، والتي دشنها الحشد الشعبي الشيعي العراقي ومليشياته المسلحة، وعناصر مسلحة أخرى تابعة لنظام ملالي إيران، في تدشين عشرات "الأنفاق" بالعراق ثم أنتقلت مع التنظيمات الإرهابية إلي سوريا.