رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمان» يكشف الكواليس الكاملة لمبادرة «الهلباوي»

جريدة الدستور

كشفت مصادر داخل جماعة الإخوان الإرهابية، عن ترحيب كبير داخل القيادات التاريخية للجماعة، على المبادرة التي أطلقها الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم الجماعة في لندن السابق، والمنشق عن الجماعة حاليًا، والتي دعا فيها إلى ضرورة إجراء مصالحة شاملة مع الإخوان من خلال مجموعة من الحكام العربي.

وكان دعا الهلباوى في المبادرة التي أطلقها، إلى "تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية فى مصر، تنهى حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان، بزعم أن هذه دعوة لمصالحة وطنية شاملة لا تستثنى أحدا إلا أهل العنف والإرهاب، وكأن جماعة الإخوان لم ترتكب عنفا أو تصدر فتاوى بالتفجير والتكفير".

وقالت المصادر في تصريحات خاصة، إن "الهلباوي" تواصل خلال الأيام الماضية قبل أعلنه عن المبادرة، مع كلًا من الدكتور إبراهيم منير نائب المرشد، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، وأحمد الشرقاوي وجمال حشمت وأيمن نور وعمرو دراج وعدد من شباب الجماعة، والقطب الإخواني يوسف القرضاوي، وذلك عبر مراسلات هاتفية او عن طريق الانترنت، وذلك خلال رحلة علاجه في ألمانيا، التي بدأها منذ اكثر من شهر.

وأضافت المصادر، أن هناك بعض الشخصيات من خارج الإخوان بدأ في التواصل معهم على رأسهم عصام حجي العالم المصري وصاحب مباردة الفريق الرئيسي، والدكتور محمد البرادعي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، والكاتب الصحفي محمد القدوسي بالإضافة إلى الكاتب محمد الجوادي، وعدد من مذيعي قنوات الإخوان في الخارج، لتهدئة الأوضاع وعدم اللعب على تحميس الشباب في مواجهة الدولة.

وأوضحت المصادر، أن "الهلباوي"، لم يظهر بهذه المبادرة إلا بعد الحصول على الموافقة من قبل بعض الشخصيات التي عرض عليها المبادرة، مؤكدة على أن المتحدث السابق باسم الإخوان، لن يعود إلى مصر بعد انتهاء رحلة علاجه إلا بعد تهيأت الأوضاع للجماعة للبحث عن مخرج جديد لهم، إما بالمراجعات الفكرية أو المصلحات العلنية.

ويؤكد على أن هذه المبادرة بالفعل خرجت من داخل الإخوان، هو أن نائب مرشد الإخوان، أمين التنظيم الدولى إبراهيم منير رحب بها، قائلًا إن جماعته "مستعدة للتعاطى والتجاوب مع أية وساطة محايدة لإنهاء الأزمة فى مصر".

بينما يقول أحمد عبد العزيز مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، إ ن "موضوع المبادرة، لا يوجد إنسان عاقل يسعى لتدمير وطنه، والتنكيل بأهله، ولا يوجد صاحب فطرة سوية يقبل ببقاء مئات الآلاف من خيرة أبناء الوطن في السجون بلا جريرة في ظروف غير آدمية، طاقات معطلة، وآلاف الأسر تعاني، أو تنهار".

وتحدث عن المؤكل له التصالح دون غيره، يقول عبد العزيز في تدوينة له على موقع التواصل الإجتماعي "الفيس بوك"، أن "من يريد إنقاذ مصر، عليه أن يتوجه مباشرة إلى الدكتور محمد مرسي دون سواه، فلا فائدة من أي محاولات تفرز نتائج تتجاهل الرئيس؛ لأنه هو الوحيد المنوط به قبولها أو رفضها، أو تعديلها، وليس أي فريق مناهض للدولة مهما كان وزنه وحجمه وتأثيره".

بينما دعا محيي عيسي القيادي التاريخي لجماعة الإخوان، الحصول على الدعم الكامل لهذه المبادرة، وذلك لحل ما وقع في مصر، ورفض هجوم البعض على الدكتور كمال الهلباوي، معتبرًا أن ما يقوم به محل إحترام وتقدير.

أما القنوات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية والتي تبث من تركيا وقطر، لم تهاجم المبادرة التي من شأنها تعييد الجماعة إلى الحياة السياسية مرة أخرى، بينما بدأت في التواصل مع قيادات جماعة الإخوان وتخصيص بعض الحلقات الخاصة بملف الجماعة عبر القنوات، للحديث عن المصالحة في حضور عدد من الشباب الهارب خارج البلاد، في محاولة لوجود حل سياسي للمأزق الذي وقع فيه.

قال طارق البشبيشى القيادى السابق بجماعة الإخوان: إن "هذه المبادرة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة فى محاولة مستميتة من الجماعة لحل الأزمة التاريخية التى تمر بها الآن بعدما فقدت الأمل تماما فى أى تغيير على مستوى المشهد المصرى، خاصة بعدما أيقن التنظيم الإخوانى قوة الرئيس عبد الفتاح السيسى وفشل الضغوط الدولية الموالية للجماعة فى إزاحة السيسى من المشهد، وتغير قواعد اللعبة السياسية التى أعقبت 30 يونيو 2013، وكما يقول المثل المصرى الشهير "عندما يفلس التاجر يبدأ فى البحث فى دفاتره القديمة لعل يجد فيها الإنقاذ".

وأضاف البشبيشى، أن "هذه المبادرة التى ولدت ميتة قبل أن تبدأ، تثبت أن كمال الهلباوى مازال يلعب دورا مؤثرا على مستوى التنظيم الدولى للجماعة وكانت لديه تعليمات ألا يعلن معادته للنظام المصرى بصورة علنية حتى لا يتم غلق الأبواب أمامه فربما يحتاجه التنظيم فى لحظة ما وها هى اللحظة قد جاء وقتها، وللأسف الشديد يتعمد كمال الهلباوى إغفال جرائم جماعته التى يحاول أن ينقذها من المصير التى اختارته هى بمحض إرادتها، فكمال الهلباوى يكذب كأى إخوانى يكذب".