رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الهلالي: أهل الكتاب مسلمون.. وعلماء الأزهر يرفضون التعليق

سعد الدين الهلالي
سعد الدين الهلالي

قال الدكتور سعد الهلالي إن أهل الكتاب مسلمون بحكم أنهم أسلموا أمرهم لله، وتوجهوا إليه تعالى، وسلم منهم الناس، وهؤلاء هم المسلمون.

جاء ذلك خلال الحلقة التي قدمها، أمس الأول، في برنامج «وإن أفتوك» المذاع عبر قناة «أون تى فى»، ورفض الهلالي، في تصريح خاص لـ«أمان»، أن ينسب هذا الرأى له، مؤكدا أن ذلك هو ما قال به السابقون من أهل العلم، مثل ابن تيمية وابن الصلاح.

وأكد: «إن الإسلام اسم عام جاء به جميع الأنبياء، وأن لكل أمة من الأمم السابقة شروطا للإسلام، فمن آمن بأن لا إله إلا الله وأن عيسى رسول الله، أو موسى رسول الله فهو مسلم على ملته، وهذا هو الإسلام بالمعنى العام، أما الإسلام بالمعنى الخاص بنا فلا يوصفوا به، فهم ليسوا مسلمين بالمعنى الخاص بنا، وعليه لا يصح وصفهم بأنهم كفار بالمعنى المطلق».

وأضاف: «أوصياء الدين الآن رأيهم متطرف، وليس لديهم أمانة علمية في الخطاب الديني الذي طمس وصف المؤمنين بالتوحيد على ملة أحد الرسل السابقين كموسى وعيسى، عليهما السلام، إلى قيام الساعة بأنهم مسلمون أو غير مسلمين، وأشاع اتجاها واحدا، رغم أن هناك ثلاثة اتجاهات فقهية حكاها الإمام جلال الدين السيوطى، المتوفى 911 هـ، فى كتابه «الحاوى للفتاوى»، ففريق من الفقهاء انتصر له الإمام السيوطى، يرى أن وصف المسلم ليس إلا للأنبياء السابقين دون أتباعهم، ثم لخاتم النبيين، صلى الله عليه وسلم، وأمته، وفريق آخر من الفقهاء انتصر له ابن الصلاح، ت 643 هـ، يرى أن وصف المسلم إذا ثبت للرسل السابقين فيجب جريان هذا الوصف على أتباعهم؛ عملًا بالقاعدة الأصولية «التابع تابع»، ولأن الدين الذى جاء به جميع الرسل هو الإسلام، كما قال تعالى: «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ»، وقوله تعالى: «أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ»، وهناك اتجاه انفرد به ابن تيمية، ت 728 هـ، جمع بين الاتجاهين السابقين حيث يرى أن الاختلاف فى هذه المسألة هو اختلاف لفظي، بمعنى أن من قال بوصف الأمم السابقة بأنهم مسلمون لا يقصد مساواتهم بالمسلمين فى الدين الخاتم، فإسلامهم دون إسلام، ومن لم يرضَ بوصف الأمم السابقة بالمسلمين لا يقصد مساواتهم بالكفار، فكفرهم دون كفر.

ومن هنا انطلق ابن تيمية إلى رؤيته الفقهية الجامعة بين القولين، فقال: إن للإسلام إطلاقين خاص وعام.. أما الإطلاق الخاص فهو الذى بعث الله به نبينا محمدًا، صلى الله عليه وسلم، المتضمن شريعة القرآن، وأما الإطلاق العام فهو المتناول لكل شريعة بعث الله بها نبيًا، فإنه إسلام كل أمة متبعة لنبى من الأنبياء.

علماء الأزهر يرفضون الرد

وفى محاولة للرد على ما قاله الدكتور سعد الهلالى، حاول «أمان» التواصل مع عدد من أستاذة جامعة الأزهر، وهيئة كبار العلماء، لكنهم رفضوا جميعًا الرد بحجج مختلفة، فقال بعضهم: إن الكلام فى هذا الموضوع يدخلك السجن، فى حين اكتفى البعض الآخر بالاعتذار.