رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة النساء للقبور تثير أزمة فقهية جديدة بين علماء السعودية

جريدة الدستور

أشعلت تدوينة للقاضي السعودي عيسى الغيث عضو مجلس الشورى، على موقع التوصل الاجتماعي "تويتر" أزمة تمس أمور العقيدة بين علماء المملكة العربية السعودية، خاصة لتعلقها بأمر يعتبر من ثوابت المملكة حول زيارة النساء للقبور.

وقال الغيث في تدوينته: "الراجح عندي جواز زيارة النساء للمقابر؛ وذلك بعد استيفاء الشروط وانتفاء الموانع، ونتمنى السماح لهن بذلك قريباً وفق ضوابط دقيقة تكفل تحقيق المصلحة العامة مع رفع الضرر الواقع على النساء اللاتي حرمن من حضور دفن أقاربهن وذلك بالسماح لهن بزيارتهم بعد ذلك".

وتصدر "الهاشتاج" الذي دشنه باسم: " #لنسمح_للنساء_بزيارة_المقابر" مواقع التواصل الاجتماعي وتوالت ردود الفعل عليه في المملكة وخارجها.

وأوضح الشيخ صالح بن عواد المغامسي، إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة، "أنه لا حرج من زيارة النساء للمقابر، قائلاً: الصواب - إن شاء الله تعالى - أنه يجوز إن لم تكن المرأة تكثر منه، خاصة إذا كانت تتوخى من له حق عظيم عليها، كالوالدين، كليهما، أو أحدهما. والله الموفق لكل خير".

وأضاف المغامسي في أحد البرامج التلفزيونية: زيارة النساء للقبور فيها خلاف شهير بين أهل العلم؛ فمنهم من يراه، ومنهم من لا يراه.. ولكل دليله.

واستدرك: "لكن الصحيح - إن شاء الله تعالى - أن المرأة لو أتت المقبرة ولو من وراء الجدر فزارت قبر أمها فلا حرج عليها في ذلك. مستدلاً في هذا الصدد برأي العلماء القائلين بالجواز بما علَّمه النبي ﷺ للسيدة عائشة - رضي الله عنها - عندما خرج إلى البقيع هذا الدعاء "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون، يغفر الله لنا ولكم".

وبيَّن أنه لو لم يكن في زيارتهن رخصة وجواز لما علَّم النبي ﷺ ماذا تقول، ولبيّن لها أن هذا لا يحق للنساء.

وأضاف في أدلة القائلين بالجواز: كذلك عدم إنكار الرسول ﷺ للمرأة التي كانت تبكي عند القبر زيارتها للمقبرة، وإنما أنكر عليها جزعها وهلعها.

وأضاف الشيخ المغامسي: في المقابل فإن الممانعين لزيارة النساء للمقابر لهم أدلة كحديث: «لعن الله زوارات القبور». مستدركًا في ختام حديثه: لكن الصواب - إن شاء الله تعالى - أنه يجوز إن لم تكن المرأة تكثر منه، خاصة إذا كانت تتوخى من له حق عظيم عليها.

ورد الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على المغامسي والغيث قائلا: " إن من يقول أن جمهور العلماء يرون الإباحة "كاذب" مؤكدا أن العلماء لم يقولوا بزيارة المرأة للمقابر، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "لعن الله زوارات القبور" وتساءل: فكيف يأتي أحد ويقول يجوز للنساء زيارة المقابر بعد أن منعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأشار الدكتور عمر العمر عميد المعهد العالي للقضاء على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن الذي أفتى وقال "لنسمح للنساء بزيارة المقابر" بحجة حضور دفن أقاربهن، لن يكون أحرص عليهن وعلى حقوقهن من الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي منع من زيارتهن للمقابر مراعاة لضعفهن وطبيعتهن.

وأضاف: "ليس الدليل على منع النساء من زيارة المقابر يقتصر على الأدلة الخاصة في ذلك، بل إن المنع تؤيده القواعد المرعية والمقاصد الشرعية والنظر في فقه المآلات".

يذكر أن تحريم زيارة النساء للقبور من الأمور الثابتة في المملكة العربية السعودية منذ إنشائها على يد مؤسسها الأول محمد بن سعود، وتشهد المملكة في الفترة الأخيرة موجة من التراجع في الفتاوى بالمواقف الشرعية خاصة المتعلقة بالنساء.